أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-05-2015
3706
التاريخ: 18-05-2015
3724
التاريخ: 10-8-2016
3289
التاريخ: 18-05-2015
3919
|
يا لهول المصاب يا لروعة الخطب لقد انتهك السندي جميع حرمات الاسلام فقد أمر الجلادين أن ينادوا على الجثمان المقدس بنداء مؤلم فبدل أن ينادوا بالحضور لجنازة الطيب ابن الطيب أمرهم أن ينادوا بعكس ذلك و انطلق العبيد و الأنذال يجوبون في شوارع بغداد رافعين اصواتهم بذلك النداء القذر و أمرهم ثانيا أن ينادوا بنداء آخر:
هذا موسى بن جعفر الذي تزعم الرافضة أنه لا يموت فانظروا إليه ميتا .. .
و كان سليمان مطلا على نهر دجلة في قصره فرأى الشرطة و قطعات من الجيش تجوب في الشوارع و الناس مضطربة فزعة فهاله ذلك فالتفت الى ولده و غلمانه قائلا: ما الخبر؟؟.
فقالوا له: هذا السندي بن شاهك ينادي على موسى بن جعفر ...
و أخبروه بندائه الفظيع فخاف سليمان من حدوث الفتنة و انفجار الوضع بما لا تحمد عقباه و صاح بولده: انزلوا مع غلمانكم فخذوه من أيديهم فان مانعوكم فاضربوهم و خرقوا ما عليهم من سواد... .
و انطلق ابناء سليمان مسرعين و معهم غلمانهم و حراسهم الى الشرطة فأخذوا الجثمان المقدس من أيديهم و لم تبد الشرطة أية مقاومة معهم فسليمان عم الخليفة و أهم شخصية لامعة في الاسرة العباسية.
و حمل جثمان الامام الى سليمان فأمر أن ينادي في شوارع بغداد بنداء معاكس لنداء السندي و انطلق المنادون رافعين اصواتهم بهذا النداء: ألا من أراد أن يحضر جنازة الطيب ابن الطيب موسى بن جعفر فليحضر.
و خرج الناس على اختلاف طبقاتهم لتشييع جثمان امام المسلمين و سيد المتقين و العابدين و خرجت الشيعة و هي تلطم الصدور و تذرف الدموع و خرجت السيدات من نسائهم و هن يندبن الامام و يرفعن اصواتهن بالنياحة عليه.
و سارت مواكب التشييع و هي تجوب في شوارع بغداد و تردد أهازيج اللوعة و الحزن و أمام النعش المقدس مجامير العطور و انتهى به الى موضع في سوق سمي بعد ذلك بسوق الرياحين كما بني على الموضع الذي وضع فيه الجثمان المقدس لئلا تطأه الناس باقدامهم تكريما له و انبرى شاعر ملهم فأبّن الامام بهذه الأبيات الرائعة:
قد قلت للرجل المولى غسله هلا أطعت و كنت من نصائحه
جنبه ماءك ثم غسله بما أذرت عيون المجد عند بكائه
و أزل أفاويه الحنوط و نحها عنه و حنطه بطيب ثنائه
و مر الملائكة الكرام بحمله كرما الست تراهم بإزائه
لاتوه أعناق الرجال بحمله يكفي الذي حملوه من نعمائه
و سارت المواكب متجهة الى محلة باب التبن و قد ساد عليها الوجوم و الحزن حتى انتهت الى مقابر قريش فحفر للجثمان العظيم قبر و انزله فيه سليمان بن أبي جعفر و هو مذهول اللب فواراه فيه و قد وارى فيه الحلم و الكرم و العلم و الإباء.
و انصرف المشيعون و هم يعددون فضائل الامام و يذكرون بمزيد من اللوعة الخسارة التي مني بها المسلمون فتحيات من اللّه على تلك الروح العظيمة التي ملأت الدنيا بفضائلها و آثارها و مآثرها.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|