أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-8-2016
743
التاريخ: 1-9-2016
787
التاريخ: 9-8-2016
358
التاريخ: 9-8-2016
681
|
ما انتهت مئة عام حتى دبت الحياة من جديد في البحث الفقهي والاصولي على الصعيد الامامي، بينما ظل البحث العلمي السني على ركوده الذي وصفه الغزالي في القرن الخامس.
ومرد هذا الفرق بين الفكرين والبحثين إلى عدة أسباب أدت إلى استئناف الفكر العلمي الامامي نشاطه الفقهي والاصولي دون الفكر السني.
ونذكر من تلك الاسباب السببين التاليين :
1- إن روح التقليد وإن كانت قد سرت في الحوزة التي خلفها الشيخ الطوسي كما تغلغلت في أوساط الفقه السني، ولكن نوعية الروح كانت تختلف لان الحوزة العلمية التي خلفها الشيخ الطوسي سرى فيها روح التقليد لانه كانت حوزة فتية، فلم تستطع أن تتفاعل بسرعة مع تجديدات الشيخ العظيمة، وكان لا بد لها أن تنتظر مدة من الزمن حتى تستوعب تلك الافكار وترتفع إلى مستوى التفاعل معه والتأثير فيها، فروح التقليد فيها موقتة بطبيعتها.
وأما الحوزات الفقهية السنية فقد كان شيوع روح التقليد أغراضها، الامر الذي لا يمكننا التوسع في شرحه الآن على مستوى هذه الحلقة، فكان من الطبيعي أن يتفاقم فيها روح الجمود والتقليد.
2- إن الفقه السني كان هو الفقه الرسمي الذي تتبناه الدولة وتستفتيه في حدود وفائها بالتزاماته الدينية، ولهذا كانت الدولة تشكل عامل دفع وتنمية للفقه السني، الامر الذي يجعل الفقه السني يتأثر بالأوضاع السياسية ويزدهر في عصور الاستقرار السياسي وتخبو جذوته في ظروف الارتباك السياسي. وعلى هذا الاساس كان من الطبيعي أن يفقد الفقه السني شيئا مهما من جذوته في القرن السادس والسابع وما بعدهما تأثرا بارتباك الوضع السياسي وانهياره أخيرا على يد المغول الذين عصفوا بالعالم الإسلامي وحكوماته. وأما الفقه الامامي فقد كان منفصلا عن الحكم دائما ومغضوبا عليه من الاجهزة الحاكمة في كثير من الاحايين، ولم يكن الفقهاء الإماميون يستمدون دوافع البحث العلمي من حاجات الجهاز الحاكم، بل من حاجات الناس الذين يؤمنون بإمامة أهل البيت عليهم الصلاة والسلام ويرجعون إلى فقهاء مدرستهم في حل مشاكلهم الدينية ومعرفة أحكامهم الشرعية.
ولأجل هذا كان الفقه الامامي يتأثر بحاجات الناس ولا يتأثر بالوضع السياسي كما يتأثر الفقه السني. ونحن إذا أضفنا إلى هذه الحقيقة عن الفقه الامامي حقيقة أخرى، وهي أن الشيعة المتعبدين بفقه أهل البيت كانوا في نمو مستمر كميا وكانت علاقاتهم بفقهائهم وطريقة الافتاء والاستفتاء تتحدد وتتسع، استطعنا أن نعرف أن الفقه الامامي لم يفقد العوامل التي تدفعه نحو النمو بل اتسعت باتساع التشيع وشيوع فكرة التقليد بصورة منظمة.
وهكذا نعرف أن الفكر العلمي الامامي كان يملك عوامل النمو داخليا باعتبار فتوته وسيره في طريق التكامل، وخارجيا باعتبار العلاقات التي كانت تربط الفقهاء الاماميين بالشيعة وبحاجاتهم المتزايدة. ولم يكن التوقف النسبي له بعد وفاة الشيخ الرائد إلا لكي يستجمع قواه ويواصل نموه عنده الارتفاع إلى مستوى التفاعل مع آراء الطوسي. وأما عنصر الاثارة المتمثل في الفكر العلمي السني فهو وإن فقده الفكر العلمي الامامي نتيجة لجمود الحوزات الفقهية السنية، ولكنه استعاده بصورة جديدة، وذلك عن طريق عمليات الغزو المذهبي التي قام بها الشيعة، فقد أصبحوا في القرن السابع وما بعده في دور الدعوة إلى مذهبهم، ومارس علماؤنا كالعلامة الحلي وغيره هذه الدعوة في نطاق واسع، فكان ذلك كافيا لإثارة الفكر العلمي الشيعي للتعمق والتوسع في درس أصول السنة وفقهها وكلامها، ولهذا نرى نشاطا ملحوظا في بحوث الفقه المقارن قام به العلماء الذين مارسوا تلك الدعوة من فقهاء الامامية كالعلامة الحلي.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|