أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-8-2016
3258
التاريخ:
4175
التاريخ: 7-8-2016
3160
التاريخ: 19-05-2015
4068
|
كشف الخوارزمي في رسالته التي بعثها إلى أهالي (نيشابور) ما جرى على السادة العلويين من ضروب المحن و البلاء التي يعاينها غيرهم و ننقل بعض ما جاء منها قال: فلما انتهكوا- أي بني أمية- ذلك الحريم و اقترفوا ذلك الأثم العظيم غضب اللّه عليهم و انتزع الملك منهم فبعث عليهم (أبا مجرم) لا أبا مسلم فنظر لا نظر اللّه إليه إلى صلابة العلوية و الى لين العباسية فترك تقاه و اتبع هواه و باع آخرته بدنياه بقتله عبد اللّه بن معاوية بن عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب و سلط طواغيت خراسان و اكراد اصفهان و خوارج سجستان على آل أبي طالب يقتلهم تحت كل حجر و مدر و يطلبهم في كل سهل و جبل حتى سلط اللّه عليه أحب الناس إليه فقتله كما قتل الناس في طاعته و أخذه بما أخذ الناس في بيعته و لم ينفعه أن أسخط اللّه برضاه و إن ركب ما لا يهواه و خلت إلى الدوانيقي الدنيا فخبط فيها عسفا و تقضى فيها جورا و حيفا و قد امتلأت سجونه بأهل بيت الرسالة و معدن الطيب و الطهارة قد تتبع غائبهم و تلقط حاضرهم حتى قتل عبد اللّه بن محمد بن عبد اللّه الحسني ب (السند) على يد عمر بن هشام الثعلبي فما ظنك بمن قرب متناوله عليه و لان مسه على يديه و هذا قليل في جنب ما قتله هارون منهم و فعله موسى قبله بهم فقد عرفتم ما توجه على الحسن- و الصحيح الحسين- بن علي ب (فخ) من موسى و ما اتفق على علي بن الأفطس الحسيني من هارون و ما جرى على أحمد بن علي الزيدي و على القاسم بن علي الحسيني من حبسه و على غسان بن حاضر الخزاعي حين أخذ من قبله و الجمله ان هارون مات و قد حصد شجرة النبوة و اقتلع غرس الامامة و انتم أصلحكم اللّه أعظم نصيبا في الدين من الأعمش فقد شتموه و من شريك فقد عزلوه و من هشام بن الحكم فقد اخافوه و من علي بن يقطين فقد اتهموه و عرض بعد هذا إلى بني أمية ثم عرض ثانيا لبني العباس قائلا: و قل في بني العباس فانك ستجد بحمد اللّه مقالا و جل في عجائبهم فانك ترى ما شئت مجالا.
يجبى فيؤهم فيفرق على الديلمي و التركي و يحمل إلى المغربي و الفرغاني و يموت إمام من أئمة الهدى و سيد من سادات بيت المصطفى فلا تتبع جنازته و لا تجصص مقبرته و يموت لهم أو لا عجب او مسخرة أو ضارب فتحضر جنازته العدول و القضاة و يعمر مسجد التعزية عنه القواد و الولاة و يسلم فيهم من يعرفونه دهريا أو سوفسطائيا و لا يتعرّضون لمن يدرس كتابا فلسفيا و مانويا و يقتلون من يعرفونه شيعيا و يسفكون دم من سمى ابنه عليا.
و لو لم يقتل من شيعة أهل البيت غير المعلى بن خنيس قتيل داود بن علي و لو لم يحبس فيهم غير أبي تراب المروزي لكان ذلك جرحا لا يبرأ و ثائرة لا تطفأ و صدعا لا يلتئم و جرحا لا يلتحم , و كفاهم أن شعراء قريش قالوا في الجاهلية أشعارا يهجون بها أمير المؤمنين (عليه السّلام) و يعارضون فيها أشعار المسلمين فحملت أشعارهم و دونت أخبارهم و رواها الرواة مثل الواقدي و وهب بن منبه التميمي و مثل الكلبي و الشرقي بن القطامي و الهيثم بن عدي و دأب بن الكناني و ان بعض شعراء الشيعة يتكلم في ذكر مناقب الوحي بل ذكر معجزات النبي (صلى الله عليه واله) فيقطع لسانه و يمزق ديوانه كما فعل بعبد اللّه بن عمار البرقي و كما اريد بالكميت بن زيد الأسدي و كما نبش قبر منصور بن الزبرقان النميري و كما دمر على دعبل بن علي الخزاعي مع رفقتهم من مروان بن أبي حفصة اليمامي و من علي بن الجهم الشامي ليس الا لغلوهما في النصب و استيحابهما مقت الرب حتى ان هارون بن الخيزران و جعفر المتوكل على الشيطان لا على الرحمن كانا لا يعطيان مالا و لا يبذلان نوالا الا لمن شتم آل أبي طالب و نصر مذهب النواصب مثل عبد اللّه بن مصعب الزبيري و وهب بن وهب البختري و من الشعراء مثل مروان بن أبي حفصة الأموي فأما في أيام جعفر فمثل بكار بن عبد اللّه الزبيري و أبي السمط بن أبي الجون الأموي و ابن أبي الشوارب العبشمي , و عرج بعد هذا الكلام على بني أمية و ما اقترفوه من ظلم العلويين ثم أستأنف الكلام عن العباسيين فقال: و ما هذا بأعجب من صياح شعراء بني العباس على رءوسهم بالحق و ان كرهوه و بتفصيل من نقصوه و قتلوه قال منصور بن الزبرقان على بساط هارون:
آل النبي و من يحبهم يتطامنون مخافة القتل
أمن النصارى و اليهود و هم من أمة التوحيد في أزل
و قال دعبل و هو صنيعة بني العباس و شاعرهم .
أ لم تر أنّي مذ ثمانين حجة أروح و اغدو دائم الحسرات
أرى فيئهم في غيرهم متقسما و أيديهم من فيئهم صفرات
و قال علي بن العباس الرومي و هو مولى المعتصم:
تأليت أن لا يبرح المرء منكم يشل على حر الجبين فيعفج
كذاك بنو العباس تصبر منكم و يصبر للسيف الكمي المدجج
لكل أوان للنبي محمد قتيل زكي بالدماء مضرج
و قال ابراهيم بن العباس الصولي: و هو كاتب القوم و عاملهم في الرضا لما قربه المأمون:
يمن عليكم بأموالكم و تعطون من مائة واحدا
و كيف لا ينتقضون قوما يقتلون بني عمهم جوعا و سغبا و يملئون ديار الترك و الديلم فضة و ذهبا يستنصرون المغربي و الفرغاني و يجنون المهاجري و الانصاري و يولون انباط السود وزارتهم و تلف العجم و الطماطم قيادتهم و يمنعون آل أبي طالب ميراث أمهم و فيء جدهم يشتهي العلوي الأكلة فيحرمها و يقترح على الايام الشهوة فلا يطعمها و خراج مصر و الأهواز و صدقات الحرمين و الحجاز تصرف الى ابن مريم المديني و الى ابراهيم الموصلي و ابن جامع السهمي و الى زلزل الضارب و برصوما الزامر و اقطاع بختيشوع النصراني قوت اهل بلد و جارى بغا التركي و الأفشين الاشروسني كفاية أمة ذات عدد.
و المتوكل زعموا يتسرى باثني عشر الف سرية و السيد من سادات أهل البيت يتعفف بزنجية أو سندية و صفوة مال الخراج مقصورة على ارزاق الصفاعنة و على موائد المخاتنة و على طعمة الكلابين و رسوم القرادين و على مخارق و علوية المغني زرزر و عمر بن بانة المهلبي و يبخلون على الفاطمي بأكلة أو شربة و يصارفونه على دانق وجبة و يشترون العوادة بالبدر و يجرون لها ما يفي برزق عسكر.
و القوم الذين أحل لهم الخمس و حرمت عليهم الصدقة و فرضت لهم الكرامة و المحبة يتكففون ضرا و يهلكون فقرا و يرهن أحدهم سيفه و يبيع ثوبه و ينظر إلى فيئه بعين مريضة و يشتد على دهره بنفس ضعيفة ليس له ذنب إلّا ان جده النبي (صلى الله عليه واله) و أبوه الوصي و أمه فاطمة و جدته خديجة و مذهبه الايمان و امامه القرآن و حقوقه مصروفة إلى القهرمانة و المفرطة و الى المغمزة و الى المزررة و خمسه مقسوم على نقار الديكة الدمية و القردة و على رؤوس اللعبة و اللعبة و على مرية الرحلة.
و ماذا أقول في قوم حملوا الوحوش على النساء المسلمات و أجروا العبادة و ذويه الجرايات و حرثوا تربة الحسين (عليه السّلام) بالفدان و نفوا زواره إلى البلدان و ما اصف من قوم هم نطق السكارى في ارحام القيان؟ و ما ذا يقال في أهل بيت منهم البغا و فيهم راح التخنيث و غدا و بهم عرف اللواط؟ كان ابراهيم ابن المهدي مغنيا و كان المتوكل مؤنثا موضعا و كان المعتز مخنثا و كان ابن زبيدة معتوها مفركا و قتل المأمون أخاه و قتل المنتصر أباه و سم موسى ابن المهدي أمه و سم المعتضد عمه.
و عرض بعد هذا إلى مصائب الامويين ثم ختم كلامه بعيوب العباسيين قائلا: هذه المثالب مع عظمها و كثرتها و مع قبحها و شنعها صغيرة و قليلة في جنب مثالب بني العباس الذين بنوا مدينة الجبارين و فرقوا في الملاهي و المعاصي اموال المسلمين .
لا أكاد أعرف وثيقة سياسية جامعة مثل هذه الوثيقة فقد المت بأحوال ملوك العباسيين و حكت سوء سياستهم التي منها قسوتهم البالغة على السادة العلويين و حرمانهم من جميع حقوقهم الطبيعية حتى بلغت بها الضائقة إلى حد لا يطاق في حين أن الأموال الطائلة كانت تنفق على الشهوات و على العابثين و المغنين و الماجنين و أهل البيت و من يمت إليهم من شيعتهم لا يجدون الرغيف و لا الستر و لا غير ذلك من مستلزمات الحياة.
كما حكت هذه الوثيقة أمورا بالغة الأهمية و الخطورة و لا نحتاج إلى بيانها فهي واضحة في مدلولها.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|