المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



رسالة الخوارزمي فيما جرى على السادة العلويين  
  
7726   06:02 مساءاً   التاريخ: 8-8-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الرضا (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏2،ص210-214.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / موقفه السياسي وولاية العهد /

كشف الخوارزمي في رسالته التي بعثها إلى أهالي (نيشابور) ما جرى على السادة العلويين من ضروب المحن و البلاء التي يعاينها غيرهم و ننقل بعض ما جاء منها قال: فلما انتهكوا- أي بني أمية- ذلك الحريم و اقترفوا ذلك الأثم العظيم غضب اللّه عليهم و انتزع الملك منهم فبعث عليهم (أبا مجرم) لا أبا مسلم فنظر لا نظر اللّه إليه إلى صلابة العلوية و الى لين العباسية فترك تقاه و اتبع هواه و باع آخرته بدنياه بقتله عبد اللّه بن معاوية بن عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب و سلط طواغيت‏ خراسان و اكراد اصفهان و خوارج سجستان على آل أبي طالب يقتلهم تحت كل حجر و مدر و يطلبهم في كل سهل و جبل حتى سلط اللّه عليه أحب الناس إليه فقتله كما قتل الناس في طاعته و أخذه بما أخذ الناس في بيعته و لم ينفعه أن أسخط اللّه برضاه و إن ركب ما لا يهواه و خلت إلى الدوانيقي الدنيا فخبط فيها عسفا و تقضى فيها جورا و حيفا و قد امتلأت سجونه بأهل بيت الرسالة و معدن الطيب و الطهارة قد تتبع غائبهم و تلقط حاضرهم حتى قتل عبد اللّه بن محمد بن عبد اللّه الحسني ب (السند) على يد عمر بن هشام الثعلبي فما ظنك بمن قرب متناوله عليه و لان مسه على يديه  و هذا قليل في جنب ما قتله هارون منهم و فعله موسى قبله بهم فقد عرفتم ما توجه على الحسن- و الصحيح الحسين- بن علي ب (فخ) من موسى و ما اتفق على علي بن الأفطس الحسيني من هارون و ما جرى على أحمد بن علي الزيدي و على القاسم بن علي الحسيني من حبسه و على غسان بن حاضر الخزاعي حين أخذ من قبله و الجمله ان هارون مات و قد حصد شجرة النبوة و اقتلع غرس الامامة و انتم أصلحكم اللّه أعظم نصيبا في الدين من الأعمش فقد شتموه و من شريك فقد عزلوه و من هشام بن الحكم فقد اخافوه و من علي بن يقطين فقد اتهموه و عرض بعد هذا إلى بني أمية ثم عرض ثانيا لبني العباس قائلا: و قل في بني العباس فانك ستجد بحمد اللّه مقالا و جل في عجائبهم فانك ترى ما شئت مجالا.

يجبى فيؤهم فيفرق على الديلمي و التركي و يحمل إلى المغربي و الفرغاني و يموت إمام من أئمة الهدى و سيد من سادات بيت المصطفى فلا تتبع جنازته و لا تجصص مقبرته و يموت لهم أو لا عجب او مسخرة أو ضارب فتحضر جنازته العدول و القضاة و يعمر مسجد التعزية عنه القواد و الولاة و يسلم فيهم من يعرفونه دهريا أو سوفسطائيا و لا يتعرّضون لمن يدرس كتابا فلسفيا و مانويا و يقتلون من يعرفونه شيعيا و يسفكون دم من سمى ابنه عليا.

و لو لم يقتل من شيعة أهل البيت غير المعلى بن خنيس قتيل داود بن علي و لو لم يحبس فيهم غير أبي تراب المروزي لكان ذلك جرحا لا يبرأ و ثائرة لا تطفأ و صدعا لا يلتئم و جرحا لا يلتحم , و كفاهم أن شعراء قريش قالوا في الجاهلية أشعارا يهجون بها أمير المؤمنين (عليه السّلام) و يعارضون فيها أشعار المسلمين فحملت أشعارهم و دونت أخبارهم و رواها الرواة مثل الواقدي و وهب بن منبه التميمي و مثل الكلبي و الشرقي بن القطامي و الهيثم بن عدي و دأب بن الكناني و ان بعض شعراء الشيعة يتكلم في ذكر مناقب الوحي بل ذكر معجزات النبي (صلى الله عليه واله) فيقطع لسانه و يمزق ديوانه كما فعل بعبد اللّه بن عمار البرقي و كما اريد بالكميت بن زيد الأسدي و كما نبش قبر منصور بن الزبرقان النميري و كما دمر على دعبل بن علي الخزاعي مع رفقتهم من مروان بن أبي حفصة اليمامي و من علي بن الجهم الشامي ليس الا لغلوهما في النصب و استيحابهما مقت الرب حتى ان هارون بن الخيزران و جعفر المتوكل على الشيطان لا على الرحمن كانا لا يعطيان مالا و لا يبذلان نوالا الا لمن شتم آل أبي طالب و نصر مذهب النواصب مثل عبد اللّه بن مصعب الزبيري و وهب بن وهب البختري و من الشعراء مثل مروان بن أبي حفصة الأموي فأما في أيام جعفر فمثل بكار بن عبد اللّه الزبيري و أبي السمط بن أبي الجون الأموي و ابن أبي الشوارب العبشمي , و عرج بعد هذا الكلام على بني أمية و ما اقترفوه من ظلم العلويين ثم أستأنف الكلام عن العباسيين فقال: و ما هذا بأعجب من صياح شعراء بني العباس على رءوسهم بالحق و ان كرهوه و بتفصيل من نقصوه و قتلوه قال منصور بن الزبرقان على بساط هارون:

آل النبي و من يحبهم‏             يتطامنون مخافة القتل‏

أمن النصارى و اليهود و هم‏    من أمة التوحيد في أزل‏

و قال دعبل و هو صنيعة بني العباس و شاعرهم‏ .

أ لم تر أنّي مذ ثمانين حجة                أروح و اغدو دائم الحسرات‏

أرى فيئهم في غيرهم متقسما             و أيديهم من فيئهم صفرات‏

و قال علي بن العباس الرومي و هو مولى المعتصم:

تأليت أن لا يبرح المرء منكم‏               يشل على حر الجبين فيعفج‏

كذاك بنو العباس تصبر منكم‏              و يصبر للسيف الكمي المدجج‏

لكل أوان للنبي محمد                           قتيل زكي بالدماء مضرج

و قال ابراهيم بن العباس الصولي: و هو كاتب القوم و عاملهم في الرضا لما قربه المأمون:

يمن عليكم بأموالكم‏                و تعطون من مائة واحدا

و كيف لا ينتقضون قوما يقتلون بني عمهم جوعا و سغبا و يملئون ديار الترك و الديلم فضة و ذهبا يستنصرون المغربي و الفرغاني و يجنون المهاجري و الانصاري و يولون انباط السود وزارتهم و تلف العجم و الطماطم قيادتهم و يمنعون آل أبي طالب ميراث أمهم و في‏ء جدهم يشتهي العلوي الأكلة فيحرمها و يقترح على الايام الشهوة فلا يطعمها و خراج مصر و الأهواز و صدقات الحرمين و الحجاز تصرف الى ابن مريم المديني و الى ابراهيم الموصلي و ابن جامع السهمي و الى زلزل الضارب و برصوما الزامر و اقطاع بختيشوع النصراني قوت اهل بلد و جارى بغا التركي و الأفشين الاشروسني كفاية أمة ذات عدد.

و المتوكل زعموا يتسرى باثني عشر الف سرية و السيد من سادات أهل البيت يتعفف بزنجية أو سندية و صفوة مال الخراج مقصورة على ارزاق الصفاعنة و على موائد المخاتنة و على طعمة الكلابين و رسوم القرادين و على مخارق و علوية المغني زرزر و عمر بن بانة المهلبي و يبخلون على الفاطمي بأكلة أو شربة و يصارفونه على دانق وجبة و يشترون العوادة بالبدر و يجرون لها ما يفي برزق عسكر.

و القوم الذين أحل لهم الخمس و حرمت عليهم الصدقة و فرضت لهم الكرامة و المحبة يتكففون ضرا و يهلكون فقرا و يرهن أحدهم سيفه و يبيع ثوبه و ينظر إلى فيئه بعين مريضة و يشتد على دهره بنفس ضعيفة ليس له ذنب إلّا ان جده النبي (صلى الله عليه واله)  و أبوه الوصي و أمه فاطمة و جدته خديجة و مذهبه الايمان و امامه القرآن و حقوقه مصروفة إلى القهرمانة و المفرطة و الى المغمزة و الى المزررة و خمسه مقسوم على نقار الديكة الدمية و القردة و على رؤوس اللعبة و اللعبة و على مرية الرحلة.

و ماذا أقول في قوم حملوا الوحوش على النساء المسلمات و أجروا العبادة و ذويه الجرايات و حرثوا تربة الحسين (عليه السّلام) بالفدان و نفوا زواره إلى البلدان و ما اصف من قوم هم نطق السكارى في ارحام القيان؟ و ما ذا يقال في أهل بيت منهم البغا و فيهم راح التخنيث و غدا و بهم عرف اللواط؟ كان ابراهيم ابن المهدي مغنيا و كان المتوكل مؤنثا موضعا و كان المعتز مخنثا و كان ابن زبيدة معتوها مفركا و قتل المأمون أخاه و قتل المنتصر أباه و سم موسى ابن المهدي أمه و سم المعتضد عمه.

و عرض بعد هذا إلى مصائب الامويين ثم ختم كلامه بعيوب العباسيين قائلا: هذه المثالب مع عظمها و كثرتها و مع قبحها و شنعها صغيرة و قليلة في جنب مثالب بني العباس الذين بنوا مدينة الجبارين و فرقوا في الملاهي و المعاصي اموال المسلمين  .

لا أكاد أعرف وثيقة سياسية جامعة مثل هذه الوثيقة فقد المت بأحوال ملوك العباسيين و حكت سوء سياستهم التي منها قسوتهم البالغة على السادة العلويين و حرمانهم من جميع حقوقهم الطبيعية حتى بلغت بها الضائقة إلى حد لا يطاق في حين أن الأموال الطائلة كانت تنفق على الشهوات و على العابثين و المغنين و الماجنين و أهل البيت و من يمت إليهم من شيعتهم لا يجدون الرغيف و لا الستر و لا غير ذلك من مستلزمات الحياة.

كما حكت هذه الوثيقة أمورا بالغة الأهمية و الخطورة و لا نحتاج إلى بيانها فهي واضحة في مدلولها.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.