المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9093 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر



علة عدم وجوب الغسل للبول و الغائط  
  
2948   12:54 مساءاً   التاريخ: 4-8-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الرضا (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏2،ص19-20.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / التراث الرضوي الشريف /

قال (عليه السّلام) : و علة التخفيف في البول و الغائط لأنه اكثر و ادوم من الجنابة ففرض فيه بالوضوء لكثرته و مشقته و مجيئه بغير إرادة منهم و لا شهوة و الجنابة لا تكون إلّا باستلذاذ منهم و الاكراه لأنفسهم‏ .

و علل الامام (عليه السّلام) عدم وجوب الغسل للبول و الغائط و اكتفى فيه بالطهارة للموضعين لأنّ إيجاب الغسل فيه مشقة شديدة و حرج لا يطاق فلذا رفعه الشارع.

قال (عليه السّلام): فإن قال قائل: فلم أمروا بالوضوء و بدء به؟.

قيل له: لأن يكون العبد طاهرا إذا قام بين يدي الجبار و عند مناجاته له مطيعا له فيما أمره نقيا من الأدناس و النجاسة مع ما فيه من ذهاب الكسل و طرد النعاس و تزكية للفؤاد بين يدي الجبار .

علل الامام (عليه السّلام) وجوب الوضوء بالمناحي الروحية و هي:

أ- ان الوضوء مقدمة للصلاة و جوهر الصلاة هو الاقبال على اللّه خالق الكون و واهب الحياة و على المصلي أن يتخلص من شواغل الحياة و يتجه بمشاعره‏ و عواطفه نحو اللّه تعالى.

و كان الامام الحسن سيد شباب أهل الجنة و ريحانة رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) اذا وقف للصلاة ترتعد فرائصه و يصفر لونه و سئل عن سبب ذلك فقال: انه واقف بين يدي ملك جبار فالوضوء مقدمة لهذه العبادة العظيمة و هو عبارة عن نظافة الجسم من الأقذار و الأدناس و هذا مما يناسب عظمة الصلاة.

ب- انّ الوضوء يطرد الكسل و يذهب النعاس و يهيئ المصلي للصلاة بنشاط و حيوية.

ج- ان في الوضوء تزكية للفؤاد و طهارة للنفس لأنه مقدمة للوقوف بين يدي اللّه تعالى.

و يضاف لهذه الفوائد الروحية التي تفضل بها الامام (عليه السّلام) فإن فيه فوائد صحية بالغة الأهمية كان منها انه يقي العيون من الإصابة بالرمد لأنها تغسل بالماء النظيف عدة مرات في اليوم.

و منها غسل الأنف بماء بارد و هو مما يقي من الاصابة بالزكام الذي هو مفتاح الأمراض .. و منها أنّ غسل الوجه و اليدين يقيهما من الاصابة بالامراض الجلدية و الالتهابات فقد ذكر في الطب الحديث ان كثيرا من (الميكروبات) تصيب الانسان من طريق اختراق الجلد خصوصا طفيليات الديدان و لا شك ان الغسل المتكرر للمواضع المكشوفة من بدن الانسان من أهم طرق الوقاية من الإصابة بها.

و منها ان الجراثيم التي تدخل إلى الفم فإنما هي من طريق تلويث الأيدي فاذا كانت الأيدي مغسولة نظيفة على الدوام كانت أحسن وقاية من الاصابة بتلك الجراثيم‏ .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.