سئل الامام الرضا (عليه السّلام) عن خيار العباد فقال (عليه السّلام): الذين إذا أحسنوا استبشروا و إذا اساؤوا استغفروا و إذا أعطوا شكروا و إذا ابتلوا صبروا و إذا غضبوا عفوا .

حقا ان من يتصف بهذه الصفات الكريمة فهو من افضل الناس و من خيارهم و انه قد بلغ قمة الكمال و الفضل.

قال (عليه السّلام): إن الذي يطلب من فضل يكف به عياله أعظم أجرا من المجاهد في سبيل اللّه.

ان العمل لإعاشة العيال جهاد في سبيل اللّه و شرف يكتسبه العامل و مجد يفخر به.

قال (عليه السّلام): لا يتم عقل امرئ مسلم حتى يكون فيه عشر خصال: الخير منه مأمول و الشر منه مأمون يستكثر قليل الخير من غيره و يستقل كثير الخير من نفسه لا يسأم من طلب الحوائج إليه و لا يمل من طلب العلم طول دهره الفقر في اللّه أحب إليه من الغنى و الذل في اللّه احب إليه من العز في عدوه و الخمول أشهى إليه من الشهرة.

ثم قال (عليه السّلام): العاشرة و ما العاشرة؟ قيل له: ما هي؟

قال (عليه السّلام): لا يرى أحدا إلّا قال: هو خير مني و اتقى انما الناس رجلان: رجل خير منه و اتقى و رجل شر منه و ادنى فاذا لقي الذي شر منه و أدنى قال: لعل خير هذا باطن و هو خير له و خيري ظاهر و هو شر لي و إذا رأى الذي هو خير منه و اتقى تواضع له ليلحق به فاذا فعل ذلك فقد علا مجده و طاب خيره و حسن ذكره و ساد أهل زمانه .

حقا ان من يتصف بهذه الصفات العشر فقد كمل ايمانه و كمل عقله و كان على اتصال وثيق باللّه تعالى فيعزه و يعلي ذكره في الدنيا و يمنحه الدرجات العليا يوم القيامة.