أقرأ أيضاً
التاريخ: 31-7-2016
3325
التاريخ: 1-8-2016
3276
التاريخ: 30-7-2016
3060
التاريخ: 3-8-2016
2910
|
الحسين بن مهران فهو من أعلام الواقفية و كان يكتب إلى الامام الرضا (عليه السّلام) بلهجة تنم عن نفاقه و عدم ايمانه فكان يأمر الامام و ينهاه و قد تخلى بذلك عن نواميس الادب فلم يرع مقام الامام و قد كتب إليه الامام برسالة و أمر اصحابه باستنساخها لئلا يسترها ابن مهران و هذه صورة الكتاب بعد البسملة: عافانا اللّه و إياك جاءني كتابك تذكر فيه الرجل الذي عليه الخيانة و الغبن و تقول: احذره و تذكر ما تلقاني به و تبعث إلي بغيره فاحتججت فأكثرت و زعمت عليه أمرا و اردت الدخول في مثله .. تقول: إنه عمل في أمري بعقله و حيلته نظرا فيه لنفسه و إرادة أن تميل إليه قلوب الناس ليكون الأمر بيده و إليه يعمل فيه برأيه و يزعم أني طاوعته فيما أشار به علي و هذا أنت تشير علي فيما يستقيم عندك في العقل و الحيلة بعدك بغيرك لا يستقم الأمر الا بأحد الأمرين اما قبلت الأمر على ما كان يكون عليه و أ ما اعطيت القوم ما طلبوا و قطعت عليهم و إلا فالأمر عندنا معوج و الناس غير مسلمين ما في أيديهم من مالي و ذاهبون به فالأمر ليس بعقلك و لا لحيلتك يكون , و لا نفعل الذي نحلته بالرأي و المشورة و لكن الأمر إلى اللّه عزّ و جلّ وحده لا شريك له يفعل في خلقه ما يشاء من يهدي اللّه فلا مضل له و من يضلله فلا هادي له و لن تجد له وليا مرشدا.
فقلت: و اعمل في أمرهم و أحيل فيه و كيف الحيلة و اللّه يقول: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ بَلَى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [النحل: 38] الى قوله: عزّ و جلّ {وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ} [الأنعام: 113] فلو تجيبهم فيما سألوا عنه استقاموا و سلموا و قد كان مني ما أمرتك و انكرت و انكروا من بعدي و مد لي لقائي و ما كان ذلك مني الا رجاء الاصلاح لقول امير المؤمنين (عليه السّلام): اقتربوا أو سلوا فان العلم يفيض فيضا و جعل يمسح بطنه و يقول: ما ملئ طعام و لكن ملأته علما و اللّه ما آية نزلت في بر و لا بحر و لا سهل و لا جبل الا أنا اعلمها و أعلم في من نزلت و قول أبي عبد اللّه (عليه السّلام): إلى اللّه أشكو أهل المدينة انما أنا فيهم كالشعرة ما انتقل يريدونني أن لا أقول الحق: و اللّه لا أزال أقول الحق حتى اموت فلما قلت حقا أريد به حقن دمائكم و جمع أمركم على ما كنتم عليه أن يكون سركم مكتوما عندكم غير فاش في غيركم.
و قد قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله): سر اسره اللّه إلى جبرئيل و أسره جبرئيل إلى محمد و أسره محمد (صلّى اللّه عليه و آله) الى علي و أسره علي إلى من شاء.
ثم قال: قال أبو جعفر عليه السلام: ثم أنتم تحدثون به في الطريق فأردت حيث مضى صاحبكم أن ألف أمركم عليكم لئلا تضعوه في غير موضعه و لا تسألوا عنه غير أهله فتكونون في مسألتكم إياهم هلكتم فكم من دعا إلى نفسه و لم يكن داخلا ثم قلتم: لا بد إذا كان ذلك منه يثبت على ذلك و لا يتحول عنه الى غيره قلت: لأنه كان من التقية و الكف أولى و أما إذا تكلم فقد لزمه الجواب فيما يسأل عنه و صار الذي كنتم تزعمون أنكم تدعون به فان الأمر مردود إلى غيركم و ان الفرض عليكم اتباعهم فيه إليكم فصيرتم ما استقام في عقولكم و آرائكم و صح به القياس عندكم بذلك لازما لما زعمتم من أن لا يصح أمرنا زعمتم حتى يكون ذلك علي لكم.
فان قلتم : إن لم يكن كذلك لصاحبكم فصار الأمر أن وقع إليكم نبذتم أمر ربكم وراء ظهوركم فلو اتبع اهواءكم قد ضللت إذا و ما أنا من المهتدين و ما كان بد من أن تكونوا كما كان من قبلكم قد اخبرتم أنها السنن و الامثال القذة بالقذة , و ما كان يكون ما طلبتم من الكف أولا و من الجواب آخرا شفاء لصدوركم و لا ذهاب شكّكم و ما كان بد من أن يكون ما قد كان منكم و لا يذهب عن قلوبكم حتى يذهبه اللّه عنكم و لو قدر الناس كلهم على أن يحبونا و يعرفوا حقنا و يسلموا لأمرنا فعلوا و لكن اللّه يفعل ما يشاء و يهدي إليه من أناب.
فقد اجبتك في مسائل كثيرة فانظر أنت و من أراد المسائل منها و تدبرها فان لم يكن في المسائل شفاء و قد مضى إليكم مني ما فيه حجة و معتبر , و كثرة المسائل معتبة عندنا مكروهة انما يريد أصحاب المسائل المحنة ليجدوا سبيلا إلى الشبهة و الضلال و من أراد لبسا لبس اللّه عليه و وكله إلى نفسه و لا ترى أنت و اصحابك أني اجبت فذاك إلي و ان شئت صممت فذاك إلي لا ما تقوله أنت و أصحابك لا تدرون كذا و كذا بل لا بد من ذلك اذ نحن منه على يقين و انتم منه في شك .
و انتهت هذه الرسالة التي بعثها الامام إلى الحسين بن مهران و قد احتوت على امور غامضة بالإضافة إلى تقطع فصولها و عدم ترابطها و اكبر الظن انه قد حذف منها ما يوجب ربطها و إيضاح المقصود منها.
و على أي حال فقد عبرت هذه الرسالة عن محنة الامام (عليه السلام) و آلامه من الواقفية الذين غرتهم الدنيا.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|