أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-7-2016
6981
التاريخ: 28-7-2016
5252
التاريخ: 27-7-2016
6110
التاريخ: 28-7-2016
1244
|
ان الحرف العربي الذي كتب به المصحف الامام، ونسخت منه المصاحف الاخرى، ورسائل الرسول (ص) والخلفاء الراشدين كان حرفا في صورته البدائية بعيدا عن جمالية الحرف التي مرت بمراحل التطوير والتحوير بعد النقط والاعجام والحركات.
وقد كان العمل الذي قام به ابو الاسود الدؤلي، ونصر بن عاصم، ويحيى بن يعمر والخليل بن احمد، وغيرهم عملا يعد في نظر العلماء المحدثين معيارا للكتابة السليمة او ما يسمى بـ " الكتابة الصوتية " او " الكتابة الفونيمية " التي من شروطها : _
1 – ان لا يكون لكل صوت " فونيم " اي رمز خاص به.
2 – والا يكون للصوت الواحد اكثر من رمز واحد يعبر به عنه(1).
واذا انخرم احد هذين الشرطين عد ذلك عيبا في الكتابه بالمقياس العلمي، ولذلك روعي في استعمال حروف الهجاء ان يدل بعض الحروف على اكثرمن صوت واحد، كما هو وارد في حرف الجيم العربية، والباء. اما في الانكليزية فنجد صوت الحركة الممالة e يعبر بها عن اصوات كثيرة، فقد يعبر بها عن الكسرة الممالة كما في لفظة men كما تعبر عن الكسرة الصريحة في لفظة women وتعبر عن صوت الحركة المتوسطة a كما في لفظة the ولفظة written ، وعن صوت الكسرة الطويلة في لفظة be ، وهذا ما يدعى بضعف التمييز underdifferentiation .
اما العيب الثاني الذي نجده في الكتابة " فهو ان تشتمل حروف الهجاء على صوت واحد يعبر به عنه بحروف كثيرة، ونجد لهذه امثلة كثيرة في اللغة الانكليزية ايضا، من ذلك صوت الكاف الذي يرمز اليه حينا بـ k كما في كلمة book ويرمز له حينا ب C كما في كلمة Case، وحينا ثالثا يرمز له بـ ch كما في كلمة character وحينا رابعا يرمز له بـ q كما في كلمة CHeque ومثل هذا العيب يسميه علماء اللغة overdifferentiation ، وامثلته كثيرة ايضا في اللغة الانكليزية"(2).
ص154
ان تطبيق المعيارين السالفين على الكتابة العربية قبل مرحلة الاعجام اي حين النصف الاول من القرن الاول الهجري يعطينا صورة واضحة للفكر العربي الخلاق، والابداع الذي تميز به لغويوا العربية الذين خلصوا الابجدية العربية من بعض المشكلات الصوتية، فبعد ان كانت ستة احرف منها تعبر عن اثنين وعشرين صوتا اصبح بفضل جهود علمائنا لكل صوت رمز خاص به باستثناء بعض الاصوات في اللهجات العربية المعاصرة حيث تشترك بعض الاصوات في حرف واحد كالباء المهموسة p والجيم القاهرية g والجيم العراقية والكويتية (dj )، والكاف التي تناظر الجيم في العراقية والكويتية في مثل ( كلب ) " تش " وغيرها.
ان الاصوات التي نطلقها في كلامنا خاضعة للتحليل والتسجيل والدراسة، وهي امور يختص بها علم الاصوات، ويهتم بدراستها في ضوء ما يسمى بـ " الابجدية الصوتية " التي تعني بايجاد رموز لتلك الاصوات نطلق عليها " الكتابة الصوتية".
يقول الدكتور محمود السعران(3) " وقد بذلت محاولات كثيرة لوضع نظام من الرموز للكتابة الدقيقة الصالحة لتقرير نتائج الدراسة الصوتية وملاحظتها.
فهذه النتائج والملاحظات لابد ان توضع بصورة مكتوبة كما يمكن الرجوع اليها والمناقشة فيها ".
ومن ثم اتى الدكتور السعران في حديثه عن النظم للكتابة الصوتية، ومنها نظام " الكلام المنظور " الذي وضعه بل Graham Bell وتطبيق هذه الطريقة من قبل هنري سويت (1845 – 1912 ) ورموز هذه الالفباء الصوتية – كما وصفها السعران – " عبارة عن رسوم تخطيطية مبسطة واصطلاحية لاعضاء الكلام عند نطق الفونيمات المختلفة، ذلك ان " بل " رمز لكل فونيم برسم تخطيطي لبعض اعضاء النطق الاساسية في تكوين هذا الفونيم، ولكن هذه الطريقة لم يقدر لها الاستمرار والشيوع، فهي معقدة، وصعبة الكتابة، " كما انها كثيرة النفقة في الطباعة ".
اما الطريقة المعقدة الاخرى فهي " طريقة العالم الدانمركي اوتويسبرسن. المسماة " الخط الالفبائي " هذه الطريقة تمثل الفونيم لا برمز واحد ولكن بمجموعة كاملة من الرموز..... "(4).
ص155
ولم تنجح هذه الطريقة لصعوبة الكتابة بها، وتمثل جميع ما هو منطوق اما الطريقة الاخرى في الكتابة الصوتية فتدعى " الف باء الجمعية الصوتية الدولية، وهي تمثل جهود مجموعة من امثال اليس Ellis، وهنري سويت، وباسي passy، ودانيال جونز ". وضع هنري سويت نظاما بسيطا من الكتابة الصوتية بناه على الالف باء اللاتينية ، وسماه " الخط الرومي " لاستعماله الى جوار " الكلام المنظور " الذي وضعه بل، وعندما اصبحت عند سويت فكرة الفونيم ادرك ان " الخط الرومي " من الممكن ان يظل وافيا بالغرض لو بسط تبسيطا كبيرا. ولهذا فقد استعمل سويت صورة بسيطة من هذا الخط تشتمل على رمز واحد لكل فونيم، وسماه الخط الرومي الواسع او العريض. ولكن سويت ظل يعتقد ان الصورة الاشد تعقيدا من هذه اي (الخط الرومي الضيق) كانت ادق شيئا ما، واكثر ملاءمة للاغراض العلمية(5).
ولهذه الطريقة مرونة في الاستعمال من قبل اي لغة فهي لم تضع رموزا للغات الاوربية وحدها بل وضعت رموزا يمكن استخدامها بشيء من التعديل والتحوير بحيث تستطيع اية لغة استخدامها بسهولة.
ص156
____________________
(1) المجلة العربية للثقافة – العدد الرابع – مارس 1983 من مقالة للدكتور يوسف الخليفة ابو بكر بعنوان " الحرف العربي واللغات الافريقية ".
(2) الحرف العربي واللغات الافريقية – المجلة العربية – مارس 1983.
(3) علم اللغة د. محمود السعران 126.
(4) علم اللغة السعران 127.
(5) المصدر نفسه 129.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|