المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



تعليم الاولاد العقيدة الصحيحة  
  
2737   11:11 صباحاً   التاريخ: 26-7-2016
المؤلف : الشيخ حسان محمود عبد الله
الكتاب أو المصدر : مشاكل الاسرة بين الشرع والعرف
الجزء والصفحة : ص105-106
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية العلمية والفكرية والثقافية /

من الأهداف التي يجب ان نعمل لها في تربيتنا لأولادنا مسألة أن نعلمهم العقيدة الصحيحة  ونرشدهم الى مذهب الحق , ونلقنهم مبادئ الدين والمذهب منذ نعومة أظفارهم, على أن نتدرج في ذلك بما يناسب المرحلة العمرية التي يكونون فيها ,فإننا مسؤولون عن ذلك من الله سبحانه وتعالى, وإننا إن لم نقم بذلك وأجلنا الموضوع الى وقت آخر فقد يؤدي هذا التأخير الى أن يقعوا في حبائل أهل البدع والضلالة, إن لم يقعوا في حبائل أهل الكفر وأتباع الشيطان .

وقد وقع كثير ممن تركوا إرشاد أولادهم الى المبادئ الحقة في مشكلة انحراف أولادهم عن النهج القويم والصراط المستقيم كل ذلك لانهم اعتبروا ان اولادهم لن ينحرفوا طالما أنهم يعيشون في بيت متدين وبيئة كذلك. وهم لا يدرون أن المجتمع المدرسي أو خلطاء وزملاء الشارع الذي يلعب فيه أولادهم , فضلا عن وسائل الإعلام المنحرفة, كل هذه الوسائل قد تحرفهم عن خط أهلهم الذين تركوا القيام بواجبهم . وقد حذر أئمتنا(عليهم السلام) من ذلك في روايات متعددة, منها ما ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) حيث قال:(بادروا أولادكم بالحديث قبل أن يسبقكم إليهم المرجئة)(1) .

فكأن الإمام الصادق (عليه السلام) يرشدنا الى أن علينا أن نبادر أولادنا ونتوجه إليهم للحديث عن أمور دينهم وعقيدتهم ونوضح لهم الملتبس من ذلك كي لا يقعوا فريسة أهل الضلالة فينحرفوا ويضيع الهدف الأسمى الذي يجب علينا العمل له .

_________________

1ـ الكافي الجزء6 الصفحة47.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.