المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

الصدق و اداء الامانة
22-8-2016
المعلومـات و صنـع القـرار
16-4-2021
مستويات التحليل اللغوي
13-12-2018
خارطة سواء المنتـج
17-10-2018
Peptides and Proteins
9-4-2017
طاقة كمبتون
1-12-2021


العلاقة الاصيلة بين التربية والتعليم  
  
2895   11:47 مساءاً   التاريخ: 26-7-2016
المؤلف : صالح عبد الرزاق الخرسان
الكتاب أو المصدر : تربية الطفل واشراقاتها التكاملية
الجزء والصفحة : ص45 - 48
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية العلمية والفكرية والثقافية /

مما لا شك فيه اثنان ان هناك علاقة وثيقة واصيلة بين التربية والتعليم لان التربية بمعناها العلمي لها مفهومان هما : التعليم اولا ثم التربية ثانيا لان عمل المربي ينصب في اتجاهين مهمين، لهما الاثر الكبير في نجاح العملية التربوية وقطف ثمارها ، وهما :

أولا : كسب المعلومات الواسعة وملاحظة الآراء المختلفة ووجهات نظر الآخرين بخصوص التربية ، والظفر بالتجارب ومعرفة نتائجها اضافة إلى التعرف على الخبرات والمعايير فالمربي يهمه شيء واحد هو نجاح العملية التربوية لذا يتحتم عليه ان يلم بمعرفة ولو عن طريق الاجمال وليس التفصيل بجميع العلوم والبحوث والتجارب التي لها علاقة من قريب او بعيد بالإنسان، سواء كان طفلا او صبيا او شاباً او غير ذلك.

وطبيعي ، ان العلوم كثيرة ومتنوعة ولكل منها اهتمام خاص بتربية الانسان ، وعلى سبيل المثال ان علم النفس له مدخلية في معرفة السلوك واسبابه وكيفية توجيهه نحو المطلوب.

وعلم الاحياء له اهتمامه الخاص بتربية البدن، ومما لا يخفى إن بدن الانسان له دور مهم في نفس والسلوك والحركة.

وأما فهم الدين ومعرفته معرفة حقيقية وواقعية وبعيدة عن أي لبس او تضليل مهمة جدا، لكي يكون بالإمكان تربية الطفل وغيره تربية صحيحة وصالحة وحقيقية، على اساس ما يريده ويفهمه ويصبو اليه.

وأما التاريخ فضروري جدا معرفته والاحاطة به طبعا على نحو الاجمال لكي يتم بين الماضي والحاضر والافادة من هذا الربط للمستقبل لكي تحصل عملية التهذيب في التاريخ والمحافظة على الارتباط الفردي والثقافي بين الأجيال.

كما ان الفلسفة مهمة جدا للمربي لكي يفهم بداية حياة الانسان والغاية التي خلق من اجلها وعملية استخلافه في الارض وما يجب ان يتصف به من قيم وكرامة وقيمة ووزن.

وكذلك علم الاجتماع لان وزن وثقل الانسان وقيمته تنقل في حياته الاجتماعية وسلوكه بين أبناء المجتمع.

واما علم الاقتصاد فضروري ايضا لكي يستطيع المربي ان يربي الطفل وغيره، ويتمكن من تزويده بالمهارة اللازمة المستندة على الحاجات واللوازم الضرورية.

وكذلك علم المنطق لان اهميته ملحوظة في تلقين الطفل وغيره طريقة الاستدلال والبرهان والنطق الصائب ومنهج التعبير السليم والصحيح.

وكذلك بقية العلوم من جغرافية وكيمياء وفيزياء ورياضيات، للوقوف على الاسرار الغامضة والنكات العلمية والتطورات والتغيرات الحاصلة في الكون والحياة والعلم.

اضف إلى ذلك ان يكون المربي على علم بالإنسان وبالثقافات الانسانية والتقاليد و الأوهام والخرافات والقواعد العامة والاعراف والقيم لكي يكون قادرا على تربية وتوجيه الطفل بصورة خاصة والإنسان بصورة عامة وارشاده نحو جادة الحق والصواب لتحقيق الكمال والاهداف السامية المنشودة اذن، نحن بحاجة ماسة إلى معين لا ينضب يتسم بالواقعية والاخلاقية يزودنا بالعلم والمعرفة وبالمنظومة الاخلاقية والمناهج التربوية السوية المتوازنة والمتكاملة التي تنظر إلى طبيعة البشر حسب فطرته وخلقه الازلي، المادي والمعنوي دونما افراط او تفريط.

وكما يقول العقل والواقع والمنطق السليم ومتواتر التاريخ ان هذا المعين الثري الذي لا ينضب هو الاسلام الحقيقي ولا يوجد غيره البتة وما علينا في هذه الحالة الا الالتزام به والعمل وفقا لأوامره ونواهيه ومناهجه وقوانينه وتشريعاته وقيمه اذا اردنا فعلا ان نصلح انفسنا وغيرنا والنظام والعالم وان يتكامل النوع الانساني ويتحقق الخير والرخاء والازدهار في الارض وهذا ليس بالمستحيل اطلاقاً اذا عقدنا العزم وتوكلنا على الله سبحانه وبدانا بأنفسنا ثم غيرنا لان النفس هي الميدان الأول كما قال أمير المؤمنين (عليه السلام):(ميدانكم الأول انفسكم فحاسبوها قبل ان تحاسبوا وزنوها قبل ان توزنوا فان انتصرتم عليها كنتم على غيرها اقدر وان خذلتم فيها كنتم عن غيرها اعجز فجربوا الكفاح معها أولا...).

ومن قبل ذلك قال الله عز وجل في محكم كتابه المجيد :{إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}[الرعد: 11] ، وطبعاً ان الله لمع المحسنين، وان الله مع المتقين العاملين.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.