المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

أي الحشرات تهاجم الملابس والمنسوجات؟
17-9-2021
تسميد النباتات الطبية والعطرية ونباتات الزينة
2024-08-22
المحكمة المختصة في دعوى الشفعة
17-10-2017
شروط التظهير التأميني
30-4-2017
آل محمد هم القربى
8-11-2014
دلالات وبينات القائم (عليه السلام)
3-08-2015


السمات Traits  
  
2173   10:48 صباحاً   التاريخ: 26-7-2016
المؤلف : د. عبد الله الرشدان
الكتاب أو المصدر : المدخل الى التربية والتعليم
الجزء والصفحة : ص235-236
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية العلمية والفكرية والثقافية /

تعرّف السمة (بأنها استعداد دينامي, أو ميل ثابت نسبياً إلى نوع معين من السلوك, أي يبدو أثره في عدد كبير من المواقف المختلفة) (1). فالسمات التي تميز شخصيات الناس بعضها عن بعض ليست سمات طارئة , أي أنها لا تتوقف  على المواقف الخاصة التي تعرض للفرد , بل هي سمات ثابتة نسبياً , أي يبدو أثرها لديه في مواقف كثيرة, وعلى هذا فإن معرفة سمة معينة لأي شخص تساعد على التنبؤ بسلوكه إلى حد كبير , واختلاف السلوك باختلاف الموقف لا ينفي وجود سمات ثابتة نسبياً لدى الفرد, فعلى سبيل المثال قد يكون المدرس العدواني مكروهاً من طلابه , لكنه يكون محبوباً من الناس خارج المدرسة , كذلك الطفل قد يكون دكتاتوراً في البيت ولكنه وديع مسالم في مدرسته. فوجهة نظر الفرد تتغير حسب الموقف الخارجي , ولكنه لا ينفي وجود السمة في الشخصية .

ـ السمات العامة والسمات الموقفية :

يرى بعض علماء النفس في موضوع الشخصية , أنها تتألف من سمات عامة ثانية لا تتغير  لاصقة بالفرد لا تفارقه , وهي استعدادات عامة مستقلة عن المواقف الخارجية , فالشخص الأمين هو أمين في أي موقف يصادفه سواء في البيت أم العمل أو مع اصدقائه أم في أي موقف اجتماعي يواجهه , والجبان جبان في كل المواقف , وهذا الرأي تنقصه الناحية العلمية , ويتنكر لما قد يحدث للإنسان من تغيرات من خلال البيئة ومؤسسات التنشئة الاجتماعية المختلفة . أما رأي الغلاة من اتباع المدرسة السلوكية فيعتبر سلوك الفرد مقيداً بالموقف الذي يكون فيه لا بسمات ثابتة لديه , ولهذا فلا معنى للقول بأن فلاناً أمين أو مثابر بوجه عام مطلق لا يتغير  ويعزز هؤلاء رأيهم بتجربة أجراها (هارتستورن Ha – rtstorn) وماي (May على ثمانية آلاف طفل أمريكي , إذ وجدوا أن الطفل قد يغش في الامتحان ولكنه لا يغش في اللعب  وقد يكذب على معلمه , ولكنه لا يكذب على صديقه أو والديه , وقد يسرق في موقف ولا يسرق في موقف آخر , فاستنتجوا أن ليس هناك أطفال أمناء وأطفال غير أمناء , بل هناك أفعال أمنية وأخرى غير أمنية , فالفرد ألعوبة في يد البيئة والظروف الخارجية المتغيرة (2).

والواقع أن كلا الرأيين متطرف , فليس الفرد أسيراً للظروف حسب المدرسة السلوكية , وكذلك ليست سماته ثابتة عامة بحيث يظل سلوكه ثابتاً مهماً اختلفت الظروف المحيطة به , مما لا يتفق مع مفهوم التغير , فأغلب الناس أمناء في بعض المواقف وغير أمناء في مواقف أخرى .

______________

1- د. أحمد عزت راجح , مرجع سابق , ص476 .

2- المرجع السابق , ص477.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.