المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



الحاجة للتحلي بالفضائل والسجايا الاخلاقية الحسنة  
  
2186   01:03 مساءاً   التاريخ: 25-7-2016
المؤلف : د. علي قائمي
الكتاب أو المصدر : علم النفس وتربية الايتام
الجزء والصفحة : ص126-127
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-6-2022 1321
التاريخ: 28-11-2017 2648
التاريخ: 2023-08-26 980
التاريخ: 2023-09-28 919

نذكر هنا بأن الطفل بحاجة ملحة الى الاخلاق والادب، لأنهما من ضرورات الحياة الاجتماعية والرشد، وهنا سنخطو قدماً في هذا المجال، ونشير الى حاجته الى الفضائل والسجايا الاخلاقية، ان علينا بذل اقصى جهدنا في تربيته ليكون فرداً مثالياً وقدوة يقتدى به، وسبب تأكيدنا على ذلك هو كونه اثراً لفرد مثالي، فهو ابن شهيد، ومن ذرية شهيد وانظارنا متعلقة بهذا الجيل اكثر من غيره، والناس لا يتوقعون ان ينجذب هذا الجيل نحو الانحراف والخطأ، وليس هذا وحسب، بل يتوقعون ان يكون هذا الجيل منزهاً وخالصاً من أي عيب. فيجب ان ترتكز فضائله وسجاياه الاخلاقية على التقوى العائلية واصالتها، وفقدان الاسرة، لذلك سيؤدي الى توجيه ضربة موجعة لقيمة دماء الشهداء وبطولة وتضحية الاب، ولن ترضى الزوجات ذوات الفكر الناضج، والقلب الرؤوف، والوجدان الحي بذلك الوضع، بل سيعبرن عن محبتهن الحقيقية لأزواجهن الشهداء من خلال زرع الفضائل والسجايا الاخلاقية الحميدة وتربيتها في ذريتهم.

ـ الحاجة الى الجرأة الاخلاقية :

من الفضائل والاخلاق التي سنبحث فيها الجرأة الاخلاقية، وحاجة الطفل لهذا الامر، فالطفل بحاجة للجرأة من اجل رشده وتقدمه ونضجه، الجرأة التي لا تقيده ولا تعيقه عن التصرف المناسب امام الحوادث والمشاكل، والتي تستمر وفي دفعه قدماً، عليه ان يكون في حالة يستطيع من خلالها الدفاع عن نفسه، وعن شخصيته وحيثيته واسرته، وخصوصاً عن شهادة ابيه ودمائه، وللوصول الى هذا الهدف ينبغي عليه التخلص من الشعور بالحقارة التي يمكن ان يوحى بها له من الخارج، وإلى تقويه جرأته في هذا المجال، والتي يؤدي نقصانها الى ظهور شرخ في شخصيته وعيب في رشده وتكامله.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.