أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-3-2022
1927
التاريخ: 1-8-2022
1457
التاريخ: 1-12-2016
2864
التاريخ: 2-1-2022
1902
|
عرفت اشخاصا تركوا المدرسة في سن السادسة عشرة او الثامنة عشرة وهم لا يفقهون شيئا ـ ربما باستثناء جداولهم الدراسية وموقع بوركينا فاسو واسباب بطلان قوانين الذرة (انا عن نفسي لا اعلم هذا). بمعنى اخر: ان كل ما يعرفونه هو مجرد معلومات. هذا هو ما تعطيه لك المدرسة: مجرد معلومات. حسنا، هناك كذلك بعض المهارات التحليلية مثل القسمة المطولة وقواعد اللغة، التي لن تستخدم معظمها في حياتك بعد ترك المدرسة. بعض المواد التي يتم تدريسها بالمدارس مفيد، مثل تعليم لغة اجنبية، لكن معظم المواد ليست لها فائدة مطلقاً .
ـ هذا هو ما تعطيه لك المدرسة: مجرد معلومات .
لا تسيء فهمي، انا لا ادعو لنبذ المدرسة؛ فهي تعلمنا كيف نتعلم ـ وهي مهارة مهمة تلازمنا بقية حياتنا ـ لكنها تستغرق من عمرنا عشرة اعوام او اثنى عشر عاما او حتى سنوات اكثر لنفعل ذلك. فكر كذلك في كل تلك الاشياء التي لا تعلمها المدرسة لأولادك طوال تلك السنوات مثل كيفية التفكير باستقلالية، تغيير المصباح الكهربائي، التمتع بشخصية حازمة، البقاء بمنأى عن الديون، تمييز الوقت الذي تشتعل فيه حدة الصراعات، حل الخلافات بصورة هادئة، معاملة الاخرين باحترام، التصرف حين تتعطل السيارة.
كيفية مواجهة المخاوف، كيفية تقبل الخسارة بروح طيبة، كيفية التعامل مع الفوز بهدوء....
قد تفكر قائلا : "لكن المدرسة تعلم الاطفال كيف يتعاملون مع المكسب والخسارة، والا فما فائدة اليوم الرياضي بالمدرسة؟". اجل، انني اعلم ان المدرسة توفر قدرا كبيرا من التدريب على هذه الاشياء (ولا تقدم أي تدريب لأشياء اخرى)، لكن المدرسة لا تعلمهم كيف يتعاملون معها بصورة جيدة؛ فالمدرسة تترك الطفل يخسر كل مرة دون ان تعلمه كيفية التعامل مع الخسارة وتقبلها. وعموما، فان الاشياء التي يتدرب الاطفال عليها في المدرسة هي نفس الاشياء التي يمكنهم التدريب عليها خارج المدرسة، وسبب ذلك هو ان تعلم الاطفال لتلك الاشياء يرجع في الاساس الى وجوده وسط مجموعة من الاطفال؛ فهذا ما يعلم الطفل السلوك المقبول اجتماعيا والسلوكيات غير المقبولة اجتماعيا ولا علاقة للمدرسين بهذا الامر، ويمكن تعلم هذه الاشياء وسط أي مجموعة من الاطفال سواء في مجموعة شباب محلية، او في ناد لكرة القدم، او حتى، اثناء لعبهم مع بعضهم.
المغزى هنا هو ان تعليم اطفالك ينطوي على ما هو اكثر من مجرد الذهاب للمدرسة؛ فالذهاب الى المدرسة مهم، لكنه ليس في نصف أهمية عملية التعليم ذاتها؛ فالمدرسة توفر للأطفال تعليما دراسيا (كما يتضح من الاسم) بيد انها وظيفتك انت ان تعلمهم، ولا تتوقع من المدرسة ان تفعل هذا نيابة عنك.
انني اعرف اطفالا تلقوا تعليمهم في المنزل الا انهم استطاعوا ان يصبحوا اشخاصا بالغين متوازنين ذوي قدرات عالية، ربما اكثر من اخرين تلقوا تعليما دراسيا متكاملا، وهذا يوضح لنا ان المدرسة ليست هي اساس التعليم الجيد. انا لا اطلب منك ان تعلم اطفالك في المنزل فقط (إلا اذا كنت ترغب انت في هذا)، كل ما اقول هو انه لا ينبغي عليك ان تعتمد على المدرسة ستمنح اطفالك شيئا مفيدا باستثناء المعلومات، اضافة لبعض المهارات العلمية القليلة مثل كيفية تشغيل المسجل او تشريح الضفدعة، اما خلاف ذلك فهو مسؤوليتك انت.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|