المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

Fragile X Chromosome
17-5-2018
آثار وفضل زيارة الإمام الحسين (عليه ‌السلام)
2024-08-19
الأجور في الصحافة
14-6-2021
مميزات مرحلة الشباب / الشجاعة
27-3-2022
التربية العقلية
11-2-2017
قوس قزح الأبيض
2024-01-10


الرسول الأعظم والحسن (عليه السلام)  
  
2026   08:50 صباحاً   التاريخ: 25-7-2016
المؤلف : محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الطفل بين الوراثة والتربية
الجزء والصفحة : ج2،ص88ـ90
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-1-2016 2158
التاريخ: 18-1-2016 2525
التاريخ: 21-4-2016 2114
التاريخ: 20/11/2022 1366

يتجلى مدى اهتمام الرسول الأعظم (صلى الله عليه واله) بتكريم أولاده من الرواية التالية. يقول الراوي: (دُعي النبي (صلى الله عليه واله) إلى صلاة والحسن متعلق به ، فوضعه النبي (صلى الله عليه واله) مقابل جنبه وصلى. فلما سجد أطال السجود، فرفعت رأسي من بين القوم فإذا الحسن على كتف رسول الله (صلى الله عليه واله)، فلما سلم قال له القوم : يا رسول، لقد سجدت في صلاتك هذه سجدة ما كنت تسجدها، كأنما يوحى إليك. فقال : لم يوح إلي، ولكن ابني كان على كتفي، فكرهت أن اعجله حتى نزل)(1).

هذا العمل من النبي (صلى الله عليه واله)تجاه ولد صغير أمام ملأ من الناس نموذج بارز من سلوكه في تكريم الطفل. ان الرسول (صلى الله عليه واله)عمل أقصى ما يمكن من احترام الطفل في سجدته، وأرشد الناس ـ ضمناً ـ الى كيفية إحياء الشخصية والاستقلال عند الطفل.

لقد كان أطفال الناس أيضاً يحوزون احتراماً وتكريماً من قائد الإسلام العظيم، وكان يبذل لهم من العناية بمشاعرهم الروحية وعواطفهم ما يبذله لأولاده. فعن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال : (صلى رسول الله (صلى الله عليه و آله) بالناس الظهر فخفف في الركعتين الأخيرتين. فلما انصرف قال له الناس : هل حدث في الصلاة حدثٌ؟ قال : وما ذاك  قالوا : خفّفت في الركعتين الأخيرتين. فقال لهم : أما سمعتم صراخ الصبي؟!)(2).

وهكذا نجد النبي العظيم يطيل في سجدته تكريماً للطفل تارة، ويخفّف في صلاته تكريماً للطفل أيضاً تارة أخرى، وهو في كلتا الصورتين يريد التأكيد في احترام شخصية الصبي وتعليم المسلمين طريق ذلك.

ومثل هذا نجده في الحديث الآتي : (عن النبي (صلى الله عليه واله) أنه كان جالساً، فأقبل الحسن والحسين (عليهم السلام). فلما رآهما النبي قام لهما، واستبطأ بلوغهما إليه، فاستقبلهما وحملهما على كتفيه، وقال : نعم المطيّ مطيّكما، ونعم الراكبان انتما) (3).

في هذا الحديث نجد أن النبي (صلى الله عليه واله)يكرم سبطيه بشتى الصور : يقوم لهما، وينتظرهما، ويستقبلهما، ويجلسهما على كتفيه، هذا من الناحية العملية، وأما قولا فهو يقول في حقهما: نعم الراكبان أنتما. إن ما يجلب الانتباه هو أن المسلمين في الغالب، ولهذا الأمر فائدتان: الأولى ان جذور شخصية السبطين كانت تقوى وتستحكم بفضل احترام النبي لهما أمام الناس، والثانية أن الرسول (صلى الله عليه واله) كان يعلم الناس طريق تربية الأطفال بصورة تطبيقية. لقد كان أطفال المسلمين أيضاً متمتعين بهذا الاحترام والعطف من النبي أيضاً.

(كان (صلى الله عليه واله) يقدم من السفر، فيتلقاه الصبيان فيقف لهم، ثم يأمر بهم فيرفعون إليه فيرفع منهم بين يديه ومن خلفه، ويأمر أصحابه أن يحملوا بعضهم. فربما يتفاخر الصبيان بعد ذلك، فيقول بعضهم لبعض: حملني رسول الله (صلى الله عليه واله) بين يديه، وحملك أنت وراءه، ويقول بعضهم: أمر أصحابه أن يحملوك وراءهم) (4).

مما سبق يظهر جالياً أن الأطفال كانوا يتمتعون بهذه المناظرة السارة، وكانوا يفرحون كثيراً لهذا السلوك الممتاز فلا ينسون تلك الخواطر الطيبة، بل كانوا يتحدثون عنها فيما بعد ويتفاخرون بتقدم رتبة بعضهم على بعض بمقدار تكريم النبي لهم. يقولون: إن الأطفال يستأثرون باهتمام العصر الحاضر، وان تربيتهم تشغل مجالا واسعاً من تفكير الحكومة والشعب. فهل يمكن أن يبلغ اهتمامهم بالأطفال، الدرجة التي بلغها اهتمام الرسول الأعظم بهم وتكريمه لهم؟!.

يقولون : ان الزعماء والقادة في الدولة المتمدنة يزورون رياض الأطفال ودور الأيتام ويقضون ساعة أو ساعتين مع الأطفال، فيحتضنونهم ويلتقطون الصور معهم ثم ينشرونها في الصحف ويكتبون المقالات المطولة حول ذلك ومن هذا الطريق يفهمون الرأي العام بمدى عطفهم واحترامهم تجاه الأطفال ولكن أي قائد يفعل ما كان يفعله الرسول الاعظم (صلى الله عليه واله) تجاه الاطفال من استقبالهم على أتم البساطة والعطف في الطرق والشوارع وحملهم على كتفه؟! .

وبصورة أساسية فإن الرسول الأعظم (صلى الله عليه واله) كان يعامل جميع الأطفال سواء كانوا أبناءه أو أبناء غيره بالشفقة والعطف والحنان. وقد جاء في الحديث: (والتلطف بالصبيان من عادة الرسول)(5).

______________

1ـ بحار الأنوار للعلامة المجلسي ج10،ص82.

2ـ الكافي لثقة الإسلام الكليني ج6،ص48.

3ـ بحار الأنوار للعلامة المجلسي ح10،ص80.

4ـ المحجة البيضاء في إحياء الإحياء للفيض الكاشاني ج3،ص366.

5ـ المصدر السابق.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.