المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

المذكرة التفسيرية للقانون المصري رقم 71 لسنة 1946م
16-12-2019
الفكر الاستراتيجي الغربي القديم
28-7-2016
الحاجة إلى نظرية كم
23-3-2017
الميزة التنافسية
2023-07-12
سبب نزول الايات (1-9) من سورة الهمزة
26-11-2014
فرشيه – رينه موريس
2-9-2016


الإحسان إلى الطفل وتكريمه  
  
6581   08:47 صباحاً   التاريخ: 25-7-2016
المؤلف : السيد شهاب الدين الحسيني
الكتاب أو المصدر : تربية الطفل في الاسلام
الجزء والصفحة : ص٦٠ـ٦٢
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-1-2016 2026
التاريخ: 14-11-2016 2288
التاريخ: 5/10/2022 1718
التاريخ: 19-6-2016 2160

الطفل في هذه المرحلة بحاجة إلى المحبّة والتقدير من قبل الوالدين وبحاجة إلى الاعتراف به وبمكانته في الاسرة وفي المجتمع، وان تسلّط الاضواء عليه، وكلّما أحسَّ بانّه محبوبٌ، وأنّ والديه أو المجتمع يشعر بمكانته وذاته فانّه سينمو (متكيفاً تكيّفاً حسناً وكينونته راشداً صالحاً يتوقف على ما اذا كان الطفل محبوباً مقبولاً شاعراً بالاطمئنان في البيت) (١).

والحبُّ والتقدير الذي يحسّ به الطفل له تأثير كبير على جميع جوانب حياته، فيكتمل نموه اللغوي والعقلي والعاطفي والاجتماعي، والطفل يقلّد من يحبه، ويتقبّل التعليمات والأوامر والنصائح ممّن يحبّه، فيتعلم قواعد السلوك الصالحة من أبويه وتنعكس على سلوكه إذا كان يشعر بالمحبة والتقدير من قبلهما. وقد وردت عدة روايات تؤكد على ضرورة محبة الطفل وتكريمه.

قال رسول الله (صلى ‌الله‌ عليه ‌و آله‌ وسلم) : (أكرموا أولادكم وأحسنوا آدابهم) (٢).

وقال (صلى ‌الله‌ عليه‌ و آله ‌وسلم) : (رحم الله عبداً أعان ولده على بِرّه بالإحسان إليه والتألف له وتعليمه وتأديبه) (٣).

وقال (صلى ‌الله‌ عليه‌ و آله ‌وسلم) : (نظر الوالد إلى ولده حبّاً له عبادة) (4).

وقال (صلى ‌الله‌ عليه ‌و آله‌ وسلم) : ( أحبّوا الصبيان وارحموهم ، فاذا وعدتموهم فوفوا لهم ، فانّهم لا يرون إلاّ انكم ترزقونهم) (5).

ومن مصاديق محبة الطفل واشعاره بمكانته التشجيع له ومدحه على  ما ينجزه من أعمال وإنْ كانت يسيرة والتجاوز عن بعض الهفوات، وعدم تسفيه أقواله أو أعماله وعدم حمله على مالا يطيق كما جاء في قول رسول الله (صلى ‌الله‌ عليه ‌و آله ‌وسلم) : (رحم الله من أعان ولده على برّه... يقبل ميسوره ويتجاوز عن معسوره ولا يرهقه ولا يخرق به...) (6).

وتقبيل الطفل من أفضل الوسائل لإشعاره بالحب والحنان، قال رسول الله(صلى الله ‌عليه ‌و آله ‌وسلم): ( أكثروا من قبلة أولادكم، فان لكم بكلِّ قبلة درجة في الجنة) (7).

وقال (صلى ‌الله‌ عليه ‌و آله‌ وسلم) : (من قبّل ولده كان له حسنة ، ومن فرّحه فرّحه الله يوم القيامة...) (8).

وقال الإمام جعفر الصادق (عليه ‌السلام) : (برّوا آباءكم يبرّكم أبناؤكم) (9).

ومن مصاديق إشعار الطفل بانه محبوب إسماعه كلمات الحبّ والودّ ففي روايةٍ (جاء الحسن والحسين يسعيان إلى رسول الله (صلى ‌الله‌ عليه‌ و آله‌ وسلم) فأخذ أحدهما فضمّه إلى إبطه، وأخذ الآخر فضمّه إلى إبطه الآخر وقال : (هذان ريحانتاي من الدنيا) (10).

ومن أجل إشعار الطفل بمكانته الاجتماعية لتتعمق الثقة بنفسه كان رسول الله (صلى ‌الله‌ عليه‌ و آله ‌وسلم) يسلّم على الصغير والكبير كما جاء في الخبر إنّه : ( مرّ على صبيان فسلّم عليهم ) (11).

وتعامل رسول الله (صلى‌ الله‌ عليه‌ و آله)‌ وسلم مع الحسن والحسين تعاملاً خاصاً ، فقد (بايع الحسن والحسين وهما صبيّان) (12).

وإشعار الطفل بالحب والحنان من أهم العوامل التي تساعده على الطاعة والانقياد للوالدين(13).

والافضل أن يكون إشعار الطفل بانّه محبوب مرافقاً له في كلِّ الاوضاع والاحوال حتى وإنْ أخطأ أو ارتكب ما يوجب التأنيب أو العقاب، والافضل أن نجعل الطفل مميّزاً بين الحب له وعدم كراهيته في حالة خطئه أو ذنبه، يقول الدكتور سپوك: (انّنا كآباء يجب أن لا نجعل الطفل يشعر في أي مرحلة من مراحل عمره بانّه منبوذ ولو حتى بمجرد نظرة عين، انّ الطفل لا يستطيع ان يفرّق بين كراهية والديه لسلوكه وبين كراهيتهما له) .

ولكن بالتدريب وتكرار العمل يمكننا أن نقنع الطفل بأنّ العمل الخاطئ الذي يرتكبه مبغوضاً من قبل والديه، أو من قبل المجتمع مع بقاء المحبوبية له، ونحاول إقناعه بالاقلاع عن الاعمال الخاطئة وإشعاره بأن الحب والحنان سيصل إلى أعلى درجاته في هذه الحالة.

_________________

١ـ علم النفس التربوي ، للدكتور فاخر عاقل : ١١١ ـ دار العلم للملايين ١٩٨٥ ط ١.

٢ـ مستدرك الوسائل ٢ : ٦٢٥.

٣ـ مستدرك الوسائل ٢ : ٦٢٦.

4ـ مستدرك الوسائل ٢ : ٦٢٦.

5ـ مكارم الاخلاق : ٢١٩.

6ـ الكافي ٦ : ٥٠ / ٦ باب بر الاولاد.

7ـ مكارم الاخلاق : ٢٢٠.

8ـ عدّة الداعي : ٧٩.

9ـ تحف العقول : ٢٦٧.

١0ـ مختصر تاريخ دمشق ، لابن منظور ٧ : ١٤ ـ دار الفكر ١٤٠٥ ه‍ ط ١.

11ـ مستدرك الوسائل ٢ : ٦٩.

12ـ تحف العقول : ٣٣٧.

13ـ قاموس الطفل الطبي : ٣٢٨.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.