أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-06-2015
2128
التاريخ: 27-1-2016
5215
التاريخ: 24-06-2015
2414
التاريخ: 10-04-2015
1885
|
هو أبو الوليد إسماعيل بن محمد الملقب بحبيب، من أهل إشبيلية، كانت له و لأبيه قدم في الرياسة عند المعتضد أميرها، و لقبه الضبي بالوزير الكاتب، و قال فيه ابن بسام: «كان سديد سهم المقال، بعيد شأو الرويّة و الارتجال. . و لو تحاماه صرف الدهر، و امتد به قليلا طلق (1)العمر، لسدّ طريق الصباح، و غبّر في وجوه الرياح، إذ توفى ابن اثنتين و عشرين سنة» و انفرد ابن سعيد بقوله إن المعتضد قتله، و الراجح أنه توفى شابا معتبطا بغير علة قريبا من سنة 44٠ للهجرة، و كان-كما يقول ابن الأبار-آية في الذكاء و الفهم و البلاغة و تجويد الشعر على حداثة سنه. و له كتاب البديع في وصف الربيع جمع فيه أشعار أهل الأندلس خاصة في الربيع و مشاهده و أزهاره و رياحينه، قال في فاتحته:
«فصل الربيع آرج و أبهج، و آنس، و أنفس، و أبدع، و أرفع، من أن أحدّ حسن ذاته، و أعدّ بديع صفاته. . و هو مع صفاته الرائقة، و سماته الشّائقة، و آلائه الفائقة، لم يعن بتأليفه أحد، و لا انفرد بتصنيفه منفرد» .
و قد جمع حبيب في كتابه أروع ما للأندلسيين في وصف الربيع سواء ما نظموه فيه خاصة و ما أودعوه مقدمات مدائحهم، و أضاف إلى ذلك بعض ما كتبوا فيه رسائلهم من وصف الأزهار، و أشاد برسالة ابن برد إلى أبي الوليد بن جهور و ما بثه من حوار فيها بين خمسة نواوير هي الورد و النرجس الأصفر و البنفسج و البهار و الخيرىّ النمام و اعتراف النواوير الأخيرة بفضل الورد و كتابتها عهدا أو وثيقة بذلك على نحو ما مرّ بنا في غير هذا الموضع. و أردف حبيب رسالة ابن برد برسالته إلى المعتضد حاكاه فيها مفضلا البهار على الورد مع وصفه لسبعة من نواوير الربيع، و هو يستهل رسالته بإنكاره لتفضيل ابن برد الورد عليها في رسالته، يقول:
«أول من رأى ذلك الكتاب (رسالة ابن برد في تفضيل الورد) و عاين الخطاب، نواوير فصل الربيع التي هي جيرة الورد في الوطن، و صحابته في الزمن، و لما قرأته أنكرت ما فيه، و بنت على هدّم مبانيه، و نقض معانيه، و عرّفت الورد بما عليه، فيما نسب إليه. . و كتبت إلى الأقحوان و الخيرىّ الأصفر كتابا قالت فيه: لا ندري لأي شيء أوجبت الأزهار تقديمه، بما غيره أشكل له و أحقّ به و هو نور البهار، البادي فضله بدوّ النهار، و الذي لم يزل عند علماء الشعراء، و حكماء البلغاء، مشبّها بالعيون التي لا يحول نظرها، و لا يحور حورها، و أفضل تشبيه للورد، بنضرة الخدّ، عند من تشيّع فيه، و أشرف الحواسّ العين، إذ هي على كل منوّل عون، و ليس الخدّ حاسّة، فكيف تبلغه رئاسة:
أين الخدود من العيون نفاسة و رئاسة لولا القياس الفاسد»
و استمر حبيب في هذه الرسالة طويلا، و ختمها بمبايعة الأزهار للبهار بتفضيله على الورد. و له من رسالة إلى أبيه:
«لما خلق الرّبيع من أخلاقك الغرّ، و سرق زهره من شيمك الزّهر، حسن في كل عين منظره، و طاب في كل سمع خبره، و تاقت النفوس إلى الراحة فيه، و مالت إلى الإشراف على بعض ما يحتويه من النّور الذي كسا الأرض حللا، لا يرى الناظر في أثنائها خللا، فكأنها نجوم نشرت على الثّرى، و قد ملئت مسكا و عنبرا، إن تنسّمتها فأرجة، أو توسّمتها فبهجة، تروق العيون أجناسها، و تحيى النفوس أنفاسها. . فأوجد لي سبيلا إلى إعمال بصري فيها، لأجلو بصيرتي بمحاسن نواحيها، فالنفوس تصدأ كما يصدأ الحديد، و من أجمّها(2)فهو السّديد الرشيد» .
و واضح في الرسالة لطف الابن لأبيه، مع حسن تأتّيه و جمال وصفه للربيع و شغفه بمشاهد نواويره البديعة. و له من رسالة إلى بعض إخوانه يستدعيه للمتعة معه و الأنس به في منظر فاتن من مناظر الربيع، يقول:
«قد علم سيدي أن بمرآه يكمل جذلي، و يدنو أملي، و قد حللت محلاّ عني الجوّ بتحسينه، و انفرد الربيع بتحصينه، فكساه حللا من الأنوار، بها ينجلي صدأ البصائر و الأبصار، فمن مكموم(3)يعبق مسكه، و لا يمنعه مسكه، و من باد يروق مجتلاه، و يفوق مجتباه، في مرآه و ريّاه، فتفضّل بالخفوف(4)نحوي لنجدّد من الأنس مغاني(5)درست، و نفكّ من السرور معاني أشكلت و ألبست، (6)و نشكر للربيع، ما أرانا من البديع»
و الرسالة كسابقتها جمال صياغة و حسن أداء، و هي تصور-مثلها-تعلقه بالطبيعة في أعيادها و أعراسها أيام الربيع، مما جعله يصنف فيه كتابه «البديع» متنقلا بين مشاهده و أزهاره و نواويره و ما صاغ فيها هو و شعراء موطنه من أوصاف رائعة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1) طلق: شوط.
2) أجمها: أراحها.
3) مكموم: أي زهر مستور في كمّه.
4) الخفوف: الإسراع.
5) مغاني: منازل. درست: عفت و ذهب أثرها.
6) أشكلت و ألبست :اشتبهت و انبهمت
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
قسم التربية والتعليم يكرّم الطلبة الأوائل في المراحل المنتهية
|
|
|