المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 6253 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الفرعون رعمسيس الثامن
2024-11-28
رعمسيس السابع
2024-11-28
: نسيآمون الكاهن الأكبر «لآمون» في «الكرنك»
2024-11-28
الكاهن الأكبر (لآمون) في عهد رعمسيس السادس (الكاهن مري باستت)
2024-11-28
مقبرة (رعمسيس السادس)
2024-11-28
حصاد البطاطس
2024-11-28



تهذيب الاخلاق بالمجاهدة  
  
1434   10:35 صباحاً   التاريخ: 21-7-2016
المؤلف : العلامة المحدث الفيض الكاشاني
الكتاب أو المصدر : الحقائق في محاسن الاخلاق
الجزء والصفحة : ص‏63-64
القسم : الاخلاق و الادعية / الفضائل / التوبة والمحاسبة ومجاهدة النفس /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-12-2021 1665
التاريخ: 2023-04-12 1129
التاريخ: 8-1-2022 2544
التاريخ: 2024-11-19 258

قد يكون اعتدال القوتين فطريا بحيث يخلق الانسان و ينشأ كامل العقل حسن الخلق قد كفى‏ سلطان الشهوة و الغضب على عقله كالأنبياء و الأئمة (عليه السلام)، و قد يكون مكتسبا بالمجاهدة و الرياضة بحمل النفس على الأعمال التي يقتضيها الخلق المطلوب.

فمن أراد أن يحصل لنفسه خلق الجود مثلا فطريقه أن يتعاطى فعل الجواد و هو بذل المال فلا يزال يواظب عليه تكلّفا مجاهدا لنفسه فيه حتّى يصير ذلك له طبعا و يتيسر عليه فتصير نفسه جوادا ، و من أراد خلق التواضع و غلب عليه الكبر فطريقه ان يواظب على افعال المتواضعين مدة مديدة و هو فيها يجاهد نفسه ، و يتكلف الى ان يصير ذلك خلقا و طبعا.

وجميع الاخلاق المحمودة شرعا يحصل بهذا الطريق و غايتها أن يصير الفعل الصادر منه لذيذا ، فالسّخي هو الذي يستلذ بذل المال دون الذي يبذل عن كراهية ، و المتواضع هو الذي يستلذ التواضع ، و لن ترسخ الأخلاق الدينية في النفس ما لم يتعود جميع العادات الحسنة و لم يترك جميع العادات السّيئة ، و ما لم يواظب عليها مواظبة من يشتاق معها إلى الأفعال الجميلة و يتنعّم بها ، و يكره الأفعال القبيحة و يتألم بها كما قال رسول اللّه (صلى الله عليه واله): «جعلت قرة عيني في الصّلاة»(1) و مهما كانت العبادات و ترك المحظورات مع كراهية و استثقال ، فهو لنقصان و لا ينال كمال السّعادة به.

نعم المواظبة عليه بالمجاهدة خير و لكن بالاضافة إلى تركه لا بالاضافة إلى فعله عن طوع ، و لذلك قال اللّه تعالى: { وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ } [البقرة : 45] , و قال النبي (صلى الله عليه واله) : «اعبد اللّه في الرضا فان لم تستطع ففي السّر على ما تكره خير كثير»(2) , ثم لا يكفي في نيل السّعادة الموعودة على حسن الخلق استلذاذ الطاعة و استكراه المعصية في زمان دون زمان ، بل ينبغي أن يكون كذلك على الدوام و في جملة العمر ، و كلما كان العمر أطول كانت الفضيلة أرسخ و أكمل ، و لذلك «سئل رسول اللّه (صلى الله عليه واله) عن السّعادة فقال : طول العمر في طاعة اللّه»(3).

ولذلك كره الأنبياء و الأولياء الموت ، فان الدنيا مزرعة الاخرة ، و كلما كانت العبادات أكثر لطول العمر كان الثواب أجزل و النفس أزكى و أطهر و الأخلاق أقوى و أرسخ و إنما مقصود العبادات تاثيرها في القلب و إنما تتاكد اثارها بكثرة المواظبة على العبادات ، و غاية هذه الاخلاق أن ينقلع عن النفس حبّ الدنيا و يترسخ فيها حبّ اللّه تعالى فلا شي‏ء أحب إليه من اللّه تعالى و من لقائه ، و كل صفة تظهر في القلب يفيض أثرها على الجوارح حتّى يتحرك لا محالة على وفقها ، و كل فعل يجري على الجوارح فانه يرتفع منه أثر على القلب.

و طالب تزكية النفس لا ينالها بعبادة يوم و لا يحرمها بعصيان يوم و لكن العطلة في يوم واحد تدعو إلى مثلها ثم تتداعى قليلا قليلا حتّى تأنس النفس بالكسل و تهجر التحصيل راسا، و صغار المعاصي يجر بعضها إلى بعض حتّى يفوت أصل السعادة بهدم أصل الايمان عند الخاتمة ، فلا ينبغي أن يستهان بقليل الطاعة و لا بصغر المعصية ، فان الجملة الكثيرة منها مؤثرة و إنما اجتمعت الجملة من الاحاد فلكل واحد تاثير ، و ربّما تحصل الأخلاق الحسنة بمشاهدة أرباب الأفعال الجميلة و مصاحبتهم و هم قرناء الخير ، والأخلاق السّيئة بمشاهدة أرباب الأعمال السيئة و مصاحبتهم و هم قرناء السوء ، فان الطبع يسرق من الطبع الخير و الشر جميعا.

فمن تظاهرت في حقه الجهات الثلاث حتّى صار ذا فضيلة طبعا و اعتيادا و تعلّما فهو في غاية الفضيلة ، و من كان رذلا بالطبع و اتفق له اقران السوء فتعلم منهم و تيسرت له أسباب الشر حتّى تعوّدها في غاية البعد من اللّه تعالى ، و بين الرتبتين من اختلفت به هذه الجهات و لكل درجة في القرب و البعد بحسب ما يقتضيه صفته و حالته‏ {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ } [الزلزلة: 7، 8] , {وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} [النحل : 33].

___________

1- تنبيه الخواطر : ج 1 , ص 91 , و احياء علوم الدين : ج 3 , ص 57 , و الكافي : ج 5 ص 321.

2- تنبيه الخواطر : ج 1 , ص 91 , و احياء علوم الدين : ج 3 , ص 57.

3- تنبيه الخواطر : ج 1 , ص 92 , و احياء علوم الدين : ج 3 , ص 57.




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.