المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

علوم اللغة العربية
عدد المواضيع في هذا القسم 2749 موضوعاً
النحو
الصرف
المدارس النحوية
فقه اللغة
علم اللغة
علم الدلالة

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

نحو حلول لمشكلة السكان (الحل في تنظيم الأسرة)
4-6-2016
فوائد الثوم الطبية (استخدام الثوم لعلاج الصم)
29-3-2016
القرآن معجزة خالدة
23-04-2015
Tuatara
2-11-2015
مؤتمر السقيفة
10-10-2017
معنى كلمة كشط‌
14-12-2015


اللهجات الشاذة (المذمومة)  
  
19217   03:42 مساءاً   التاريخ: 18-7-2016
المؤلف : د. خالد نعيم الشناوي
الكتاب أو المصدر : فقه اللغات العروبية وخصائص العربية
الجزء والصفحة : ص199- 211
القسم : علوم اللغة العربية / فقه اللغة / اللهجات العربية / اللهجات الشاذة والقابها /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-7-2016 19218
التاريخ: 18-7-2016 6589
التاريخ: 18-7-2016 3423
التاريخ: 18-7-2016 10599

يراد باللهجات المذمومة هي الظواهر اللغوية الصوتية التي نقلت عن بعض العرب ولم تطرد في لغة الاستعمال كونها خرجت عن الأصل الموضوع لها في النطق .

وقد عرفت هذه اللهجات بمجموعة من المصطلحات اللغوية التي عرف بالألقاب اللهجية وقيل ان اقدم خبر في تلقيب اللهجات العربية القديمة هو ، ما رواه الجاحظ في كتابه (البيان والتبيين) من أن رجلا جُرمياً – لم تذكر المصادر اسمه – كان في مجلس معاوية ، حين قال معاوية :

(من أفصح الناس ؟ فقام رجل من السماط ، من عامة الناس فقال : هم قوم ارتفعوا عن (لخلخانية) الفرات ، وتيامنوا عن (كسكسة) بكر ، ليس لهم (غمغمة) قضاعة ، ولا (طُمطمانية) حمير.

فقال معاوية : من هم ؟ قال الرجل : قومك يا أمير المؤمنين ، قريش .

قال معاوية : ممن أنت ؟ قال : من جرم . قال معاوية : وجرم ، من فصحاء الناس)(1)، وزادت بعض الروايات :

(تلتلة)               بهراء                    (تضجع)          قيس

(عجرفية)           ضبة                   (كشكشة)         هوازن

(عجعجة)           قضاعة  

ومن هذه العيوب اللهجية :

ا- الاستنطاء :

الاستنطاء : هو جعل العين نونا ، اذا جاورت الطاء في كلمة واحدة (اعطى انطى) ، وقد روي ان هذا اللقب للهجة ، سعد بن بكر ، وهذيل الإزد وقيس ، والأنصار ، واهل اليمن(2) فيقولون :

(أنطاك ، وانطاني ، وانطني) في : (أعطاك ، وأعطاني ، واعطني) . وقرء شاذا قوله تعالى ﴿إنا أنطيناك الكوثر﴾ الكوثر : 1.

ص198

وفي كتاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الى وائل قال : (وأنطوا الثبجة)(3) أي : اعطوا الوسط في الصدقة لا من خيار المال وال من رذالته(4).

وفي الحديث : (إن مال الله مؤول ومنطى) ومثله أيضا (اليد المنطية خير من اليد الاسفلى)(5).

وما جاء من الشعر في هذه الظاهرة قولا للأعشى :

جيادُك في الصيف في نعمة          تُصانُ الجلالَ وتنطى الشعيرا(6)

وروي عن ثعلب انه قال :

من المنطيات المواكب المعج بعدما           يُرى في فروع المقلتين نُضُوبُ(7)

وقيل ان الوضع العام في اللغة العربية يدل على ان الفعل (انطى) الصيغة المعداة بالهمزة من الفعل (نطى) وهو الفعل الأقدم الذي استبدل به في الشرق الفعل (عطى) الذي صار مرادفا لفعل (نطى) وقد كان (فوللرز) أول من افترض أن (اعطى) العربي يناظر (ناط) في العبرية ، وقد استغرقت الصيغة الجديدة بعض الوقت حتى شاعت في المناطق الغربية(8).

2 – التضجع :

التضجع : لغة القعود عن الامر والتقصير فيه(9) والإضجاع في باب الحركات مثل الإمالة والخفض(10) ولعل المراد بالتضجيع هنا ، التباطؤ في الكلام ، والتقعر فيه . وعرف هذا اللقب في لهجة قيس ، فروي القول  : وتضجع قيس(11) . ولعله ما يعرف اليوم ، بمد

ص199

الصوت المجرد من لفظ الحروف بين الكلمات ، وكأن المتحدث بعد كل كلمة يمد صوته " بألف ن او واو " حتى يستجمع الكلمات التالية ، ويتذكرها ، وقد عرفت هذه الظاهرة بالتراخي الصوتي(12).

3 – التلتلة :

هي كسر حرف المضارع ، وقد عرفت بها قبيلة بهراء ، من ذلك قولهم : " أنا أعلم ، وانت تعلم ، ونحن نعلم "(13)

قال سيبويه : " هذا باب ما تكسر فيه اوائل الافعال المضارعة للأسماء كما كسرت ثاني الحرف حين قلت فعل ، وذلك في لغة جميع العرب الا اهل الحجاز ، وذلك قولهم: انت تعلم ذاك ، وانا اعلم ، وهي تعلم ، ونحن نعلم ذاك "(14).

قد تعلم الخيل اياما تطاعنها           من اي شنشنة انت ابن منضور

إذ نسبت هذه الظاهرة الى قبيلة قيس وتميم واسد وربيعة .

وقال الرضي في شرح الشافية : " ان جميع العرب الا اهل الحجاز يجوزون كسر – حرف المضارعة سوى الياء في الثلاثي المبني للفاعل ، اذا كان الماضي على فعل بكسر – العين .. وكذا في المثال والاجوف الناقص والمضاعف ، نحو ايجل واخال(15).

فغبرت بعدكم بعيش ناصب        وإخال اني لاحق مستتبع

واشقى واعض ، والكسرة في همزة " إخال " وحدة اكثر وافصح من الفتح "(16)،

وعلل سبب الكسر في الاحرف المضارعة بانها كسرت تشبيها لكسر عين الماضي ، ولم يكسر الفاء لهذا المعنى لان اصله في المضارع السكون ، ولم يكسر العين لئلا يلتبس " يفعل " المفتوح و " يفعِل " المكسور فلم يبق الا كسر حروف المضارعة ، ولم يكسروا

ص200

الياء استثقالا ، الا اذا كان الفاء واواً نحو : " ييجل " لا ستثقالهم الواو التي بعد الياء المفتوحة وكرهوا قلب الواو ياء من غير كسر ما قبلها(17) ، ويرى احد الباحثين ان الفتح في احرف المضارعة حادث في اللغة العربية القديمة ، بدليل عدم وجوده في اللغات السامية كالعبرية والسريانية والحبشية ، فضلا عما بقي من الكسر في بعض اللهجات العربية القديمة (18) ، ويرى الدكتور المطلبي ان لهجة تميم " كانت تفتح مع حرف المضارعة حين يكون الحرف " ياء " وتكسر في مواضع مما يقودنا – والتعبير له _ الى الاستنتاج بانها تمثل مرحلة وسطى بين الكسر – الذي وجد في اللغات السامية القديمة في احرف المضارعة – وبين الفتح الذي استقرت عليه عربية القران ولهجة اهل الحجاز "(19).

ان اختيار فتح احرف المضارعة له ما يبرره اذا علمنا ان حركة عين المضارعة تتمثل بثلاث حركات " فتحة – كسرة – ضمة " ، اذ نجد ان الانتقال في النطق من كسر – الذي هو ادنى اللسان – الى فتح ، والفتح ادخل الى الفم من الكسر-،والارتداد من الكسر الى الفتح فيم من الصعوبة والجهد العضلي ، فضللا عن الضمة التي هي ابعد ما تكون عليه من الكسرة، لذلك اختير الفتح في الاحرف المضارعة ليتناسب من حيث الاداء والميل الى الاقتصاد في المجهود مع الكسرة والضمة في عين الافعال المضارعة للأسماء.

4 – الشنشنة :

في لغة اليمن تجعل الكاف شينا مطلقا كلبيش اللهم لبيش اي لبيك ، ومن العرب من يجعل الكاف جيما كالجعبة يريد الكعبة . وقيل هذه الظاهرة موجودة في قبيلة تغلب الذين يشنشنون(20) وقيل ان اهل حضر- موت ما يزالون يشنشنون في بعض مقولاتهم " عليش " بدلا من " عليك "(21) ، وبعضهم جعل مصطلح الفشفشة مقابلا لمصطلح الشنشنة لان الفشفشة هي الاخرى قلب الكاف شينا التي نسبت الى بعض

ص201

قبائل اليمن " شحر " و " عمان "(22)

5 – الطمطمانية :

لغة هي العجمة لان الطمطماني والطمطم هو الاعجم (23) ، والطمطمانية : هي ابدال اللام في " ال " ميما ، ولم تزل هذه اللهجة منتشرة ، متداولة الى يومنا هذا ، وبكثرة ، وعلى نطاق واسع ، وتنسب الطمطمانية الى قبائل منها :

" طي ، والازد ، وحمير ، ودوس وقبائل جنوب جزيرة العرب ، وبعض قبائل اليمن " (24) فهم يقولون :

" طاب امهواء ، وصفاء امجو " يريدون طاب الهواء ، وصفاء الجو .

وقد روي عن بجير بن عنمة الطائي – احد بني بولان – قوله :

ذاك خليلي وذو يعاتبني يرمي ورائي بامسهم وامسلمة(26)

وروي عن النبي " صلى الله عليه واله وسلم " ، ان رجلا من اهل اليمن سأله : " هل ممن امبر امصيام في امسفر " ؟ فرد عليه " صلى الله عليه واله وسلم " : " ليس من امبرم امصوم في امسفر " (27)

وروي عن الرسول الكريم ايضا قوله : " من زنى من امبكر فاصعقوه مئة " (28)

ويرى بعض الباحثين في تحليلهم لهذه الظاهرة ان الاصوات المائعة " اللام والميم والنون والراء " ومعروف انه في كل اللغات العروبية يغير احد الصوتين المائعين الموجودين في كلمة ما مخرجة(29).

6 – العجعجة :

العجعجة لغة هي رفع الصوت قيل : عج يعج عجا ، وضج ضجا رفع صوته وصاح بالدعاء والاستغاثه(28)

ص202

وهي قلب " الياء المشددة " في اخر الكلمة " جيما " ، وتنسب العجعجة الى قبيلة قضاعة (30) ، فيقولون :

" الراعج خرج معج " يريدون قول : الراعي خرج معي . وانشدوا لبعضهم رجزا فقالوا :

خالي عويــــــــــــــــــــــــــــق وأبــــــــــــــــو علـــــــــــــــــــــــج

لمطعــــــــــــــــــــــــــتمان اللحـــــــــــــــــــــــم بالعشـــــــــــــــــــج

وبالغـــــــــــــــــداة فلــــــــــــــــــــــق البرنــــــــــــــــــــــــــج(31) .

وقد أرادوا بذلك : أبو علي ، والعشي : الليل ، والبرني .

ويقول سيبويه : " واما ناس من بني سعد فانهم يبدلون " الجيم " مكان " الياء" في الوقف لأنها خفية فابدلوا من موضعها بين الحروف وذلك قولهم : هذا تميمج .

يريدون : تميمي ... " (32) .

وقال ابو عمر بن العلاء : قلت لرجل من بني حنظلة : ممن انت ؟ فقال : فقيمج . قلت: من ايهم ؟ قال : مرج ، يريد : " فقيمي " و " مري " وانشد لهيمان بن قحافة السعدي من الرجز :

يطيـــــــــــــــــــــــير عنهــــــــــــــــــــــــا الـــــــــــــوبر الصهابجا

يريد الصهابي (33) .

وقد قيد اللغويين هذه الظاهرة بشرطين هما الياء المشددة والوقف ، ومتى خرجت الظاهرة عن هذين الشرطين عدوها شاذة .

7 – العنعنة :

ظاهرة صوتية تتلخص بقلب  "الهمزة" " عينا " في اوائل " أن " ، وتنسب العنعنة الى تميم ، وقيس ، واسد ، وبعض اهل اليمن ، فيقولون " عن " بدل عن " أن "

من الشواهد ، قول الشاعر ذي الرمة :

ص203

ععن ترسمت من خرقاء منزلة      ماء الصبابة من عينيك مسجوم

يريد بذلك : " أأن ترسمت "(34) .

وروي ايضا للشاعر : جران العود قوله :

فما ابن حتى قلت : ياليت عننا تراب      وعن الارض بالناس تخسف

يريد في " عننا " : اننا ، وفي " وعن " : وان (35).

ان التبريد الصوتي لهذه الظاهرة هو ان صوتي العين والهمزة من اصوات الحلق ومخرجهما من اقصاه ، وقيل فحيث وقعت العين وقعت الهمزة مكانها وفي ذلك نوع من المبالغة في النبر اي تحقيق الهمز إذ يقول بعضهم " عاتى المال " و " خاسعين " و " عامنوا " و " متكعون "(36) .

8 – الفحفحة :

الفحفحة : هي قلب حرف " الحاء " " عينا " ، وهذا لقب لهجة هذيل ، فيقولون في حتى : " عتى " ويبدوا ان سبب هذا القلب صوتي كونهما من اصوات الحلق والعين انصع من الحاء كونه صوتا مجهورا والحاء صوتا مهموسا(37) .

وقد روي : ان عمر بن الخطاب " رضي الله عنه " سمع رجلا من هذيل يقرأ قول الله تعالى " ثُمض بَدَا لَهُم مِن بَعدِ مَا راوا الاياتِ ليسجننه حتى حين . " يوسف : 35 بفحفحة هذيل :

" عتى عين " فقال للهذيلي : من أقراك هذا ؟ قال الهذلي : ابن مسعود . فكتب اليه ، فقال : " ان الله تعالى انزل القران بلغه قريش ، وجعله عربيا ، فأقرئ الناس بلغة قريش ، ولا تقرئهم بلغة هذيل ، والسلام "(38) . ومثله قوله تعالى : ( فتربصوا به حتى حين ) المؤمنون : 25 .

ص206

وقال ابن جني العرب تبدل احد هذين الحرفين من صاحبه لتقاربهما من الخرج كقولهم " بحثر " ما في القبور ، اي بعثر و " ضبعت الخيل " اي ضجت ، فعلى هذا يكون " عتى " و " حتى " في الكلام عينه لكن الاخذ به بالاكثر استعمالا و ه " حتى " اما الاخر فجائز وغير خطأ(39) .

9 – الكسكسة :

من الظواهر الصوتية التي لم يتفق اللغويون على تحديدها هل هي في السين من الكاف ام في الشين فقيل هي اضافة حرف " السين " بعد " كاف المخاطبة " في الوقف او في الوصل او قلب الكاف المؤنث سينا ، وهي في لهجة " تميم ، ربيعة ، ومضر _ ، وبكر ، وهوازان " . فيقولون : السلام " عليكس " اي عليك ومررت " بكس " اي بك ، وقال عنها سيبويه بانها الحاق الكاف المؤنثة سينا في الوقف دون الوصل قال : " واعلم ان ناسا من العرب يلحقون الكاف السين ليبينوا كسرة التأنيث ، وانما الحقوا لانها قد لا تكون من حروف الزيادة في استفعل وذلك أعطيتكس ، وأكرمتكس  ، فاذا وصلوا يجيئون بها لان الكسرة ابين "(40) .

10 – الكشكشة :

عن الخليل بن احمد هي لغة ربيعة يقولون : عليكش و اليكش ، بزيادة شين بعد كاف المؤنث واستشهد على ذلك بقول رؤبة من الرجز :

تضــــــــــــــــــــحك منـــــــــــي أن راتنـــــــــــــي احـــــــــــــــــــترش

ولـــــــــــو حرشـــــــــــــــــت لكشفت عـــــــــــــن حـــــــــــــــــــــــــرش

عـــــــــــــن واســـــــع يغــــــــــــــــــــرق فيـــــــــــــــه القنقــــــــرش(41)

وقيل هي قلب الكاف شينا في اخر الكلمة ، وهذا ما نقله سيبويه قال " فاما كثير من تميم وناس من اسد فانهم يجعلون مكان الكاف للمؤنث الشين وذلك قولهم :

ص205

انش ذاهبة ، ومالش ذاهبة ، تريد : انك ذاهبة ، ومالك ذاهبة "(42) وقد نسبت الكشكشة الى اهل اليمن ، وحكي عن بعض اهل اليمن ، وهو يلبي يوم عرفة ، قائلاً :

وقيل هي لغة وليست لهجة كما يقال ولقد كانت هذه لغة بني تميم حيث انهم كانوا يكشكشون بمعنى يوشوشون ولذلك نزل عليهم القران بلغتهم لغة بني تميم وهي احدى القراءات العشر في القرآن ، ومن الايات التي نزلت على لغتهم قوله تعالى في سورة مريم :

﴿وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا﴾

واستخدمت الشين بدل من الكاف ، وهذه القراءة متعارف عليها عند اهل القرآن ، وانشدوا من قول مجنون ليلى :

فعيناش عيناهـــــــا ولونش لونها      ولكن عظم الساق منش دقيق (43)

وقد قيد اللغويون هذه الظاهرة بكاف المؤنث ، ولكن نقل الينا بعض المصادر قابها في غير ذلك ، اذ قال ابن جني : وقرات على ابي بكر محمد بن الحسن عن ابي العباس احمد بن يحي لبعضهم :

عـــــــــــــلي فـــــــــــــــــــــيما ابتغــــــــــــــــي أبغــــــــــــــيش

بيضـــــــــــاء ترضــــــــــــــــــــــــتيني ولا ترضـــــــــــــــــــيش

وتطيـــــــــــــــــــــتب ودبنــــــــــــــــــــــــــي ابـــــــــــــــــــــيش

اذا دنــــــــــــــــــــوت جعلــــــــــــــــــــــــــــــت تنئـــــــــــــــــيش

وان نأيـــــــــــــــت جعلـــــــــــــــــــــــــــــــــــت تـــــــــــــــــدنيش

وان تكلمـــــــــــــــــت حثـــــــــــــــــــــــت في فـــــــــــــــــــــــــيش

حتـــــــــــــــى تنقــــــــــــــي كنقيــــــــــــــــق الـــــــــــــــديش (44)

ص206

فقد جعل مكان الكاف شينا في لفظ " الديك " .

ولعل هذا الابدال او الالحاق مرده الى ان اصوات اقصى الحنك " الكاف والجيم " الخالية من التعطيش تميل بمخرجها الى نظائرها من اصوات امامية حين يليها امامي كالكسر ، لان صوت اللين في مثل هذه الحال يجتذب الى الامام قليلا اصوات اقصى – الحنك ، فتنقلب الى نظائرها من اصوات وسط الحنك " كصوت الشين "(45)

11 – الوتم :

هو قلب " السين " في اواخر الكلمات " تاء " ، ونسبت هذه الظاهرة الى " قضاعة " او الى بعض العرب فيقولون :

" النات ، والاكيات " يريدون قول : الناس ، والاكياس ، ومن شواهد ذلك قول شاعرهم : علباء بن ارقم :

يـــــــــــــــــــا قــــــــبح الله بنــــــــي الســـــعلات

عمــــــــرو بــــــن يربــــــــوع شــــــرار النـــات

ليســـــــــــــــــــو أعفـــــــاء ولا أكيـــــــــات (46)

يريدون ب " شرار النات : شرار الناس ، ويريدون ب " ولا اكيات " : و لا اكياس ، وقرأ بعضهم ( قل اعوذ برب الناس ) " قل اعوذ برب النات " بدل الناس(47) .

12 – الوكم :

هو كسر الكاف من ضمير المخاطبين " كم " اذا سبق بكسر او ياء

في لغة ربيعة وبكر بن وائل اذ يقولون : بكم وعليكم .

وقد قال سيبويه : " قال ناس من بكر ابن وائل : " من احلامكم " و " بكم " شبهها بالهاء لانها علم اضمار وقد وقعت بعد الكسرة فاتبع الكسرة الكسرة ، حيث كانت حرف اضمار وكان اخف عليهم من ان يضما بعد ان يكسر"(48) وقد سجل سيبويه

ص207

سماعا من اهل اللغة من نقل عن الحطيئة جرول بن اوس بن مالك بن حؤبة بن مخزوم بن مالك من غطفان(49) ، وقيل من هذيل (50):

وان قال مولاهم على جل حادث        من الدهر ردوا افضل احلامكم ردوا(51)

وقد عرفت هذه الظاهرة فيما بعد – اي بعد تاليف الكتاب – بالوكم (52) ، ووصفت بأنها لغة رديئة جدا(53) وذهب المبرد الى انها غلط منهم فاحش(54).

13 – الوهم :

هو كسر " الهاء " من ضمير الغائبين " هم "وان لم يكن قبل الهاء ياء او كسرة وذلك قولهم : منهم وعنهم وبينهم وان لم يكن قبل الهاء ياء ولا كسرة .

قال سيبويه : " وعلم ان قوما من ربيعة يقول : منهم اتبعوها الكسر –ة ولم يكن المسكن حاجزا حصينا عندهم "(55) .

ويطلعنا القراء في معاني القران على لغتين في الهاء التي هي ضمير الغائبين ، ويرى لكل لغة مذهبا في العربية ، اذ يقول : " فاما من رفع الهاء فانه يقول اصلها رفع في نصبها وخفضها ورفعها ، فاما الرفع فقولهم " هم قالوا ذاك " في الابتداء ، الا ترى انها مرفوعة  ، ولا يجوز فتحها ولا كسرها ، فتركت في " عليهم " على جهتها الاولى واما من قال " عليهم " فانه استثقل الضمة في الهاء وقبلها ياء ساكنة ، فقال : " عليهم " لكثرة دور المكنى في الكلام ، وكذلك يفعلون بها اذا اتصلت بحرف مكسور مثل " بهم " و " بهم " يجوز فيه الوجهان مع الكسرة والياء الساكنة "(56) ، اما اذا كان المسكن غير الياء

ص208

نحو " من ، وعن " فالساكن حاجز غير حصين من تأثر الهاء بالصوت المكسور قبل ذلك الساكن ، وقد سميت هذه الظاهرة " بالوهم "(57) وقيل هي مطردة في كل حالات هذا الضمير(58) – عند اناس من ربيعة – سواء سبق بكسر ام بياء ام لم يسبق ، الا انا عدمنا هذا القول في الكتاب ولم يشر اليه سيبويه عندما وصف هذه الظاهرة.

14- اللخلخانية :

تعرض في لغة اعراب الشحر وعمان ، وهي قولهم : مشا الله كان / يريدون ما شاء الله كان(59).

15- الغمغمة :

لقد ورد هذا اللقب في قصه الجرمي امام معاوية عندما قام مادحا " ليس فيهم غمغمة قضاعة " الغمغمة والتغمغم كلام غير بين (60).

16 – الرتة :

هي تعذر الرجل اذا اراد الكلام او هي عجلة في الكلام مع قلة الاناة فيه ، او هي عيب في النطق ، كقلب " الراء " غين " او قلب " اللام " " ياء " ، ونحو ذلك من العيوب النطقية التي تلحق لغة المستعربين . وقد نسبت هذه اللهجة الى اهل العراق(61).

17 – القطعة :

هي نوع من الرخيم ، او الميل الشديد لتقصير الكلمات عند النداء ، وقيل هي منسوبة الى طئ كالعنعنة في تميم ، اذ يقولون : يا ابا الحكا ، وهم يريدون : ياابا الحكم ، فيقطع الكلام عن ابانة بقية الكلمة . وهذا يعني ان القطعة نوع من ترخيم

ص209

اللفظ (62) .

17 – العجرفة :

العجرفية لغة : هي الجفوة في الكلام ، والخرق في العمل(63) وفي الاصطلاح اللغوي هي التقعر في الكلام وتنسب الى قبيلة ضبة(64).

فهذه بعض الظواهر اللهجية التي عرفت باللهجات المذمومة او الشاذة ، وقد مات بعضها كونه انحرافا لغويا تنبه له مستعملوا اللغة وراحوا يترفعون عن استعماله ، وبعضها مازال مستعملا الى يومنا هذا كالكشكشة والعجعجة لكن في بيئات محددة .

ص210

_______________________

(1) البيان والتبيين 212 : 3 -213 .

(2) ينظر : المزهر 1 : 222 .

(3) الكشاف 4 : 806 .

(4) ينظر : لسان العرب 2 : 220 .

(5) المصدر نفسه 15 : 332 .

(6) ينظر : الشاهد على غير هذه الرواية في ديوان الاعشى 1 : 135 .

(7) ينظر : لسان العرب 15 : 333 .

(8) ينظر : اللهجات العربية الغربية القديمة 71 – 72 .

(9) ينظر : لسان العرب 8 : 220 .

(10) المصدر نفسه .

(11) ينظر : الخصائص 11 : 2 .        

(12) ينظر : اللهجات العربية الغربية القديمة : 189

(13) ينظر : مجالس ثعلب : 1 : 8 

(14) الكتاب : 110 : 4 ، وينظر : 111 : 4 – 113 .

(15) (( ان الفعل ( اخال . المشهور فيه كسر همزة المتكلم ، ولكن بني اسد كانوا ينطقونها مفتوحة ... ينظر : في اللهجات العربية : 88 ، ينظر : اللهجات العربية في التراث : 1 : 388 .

(16) شرح الشافية: 1 : 99  .

(17) ينظر : شرح الشافية : 1 : 99 ، الادب الجاهلي بين لهجات القبائل واللغة الموحدة : 155 .

(18) فصول في فقه اللغة : 106 .

(19) لهجة تميم واثرها في العربية الموحدة : 136 , وينظر : دراسات وتعليقات في اللغة : 78 .

(20) ينظر : المزهر: 1: 222 ، والعقد الفريد : 1: 475 .

(21) ينظر : اللهجات العربية الغربية القديمة : 97 – 98 .

(22) ينظر : محاضرات في فقه اللغة : 123 .

(23) ينظر : لسان العرب: 12 : 371 .

(24) ينظر : فقه اللغة وسر العربية : 127 . ومجالس ثعلب : 1 : 58.

(25) ينظر : مغني اللبيب : 1 : 48.

(26) ينظر : سر صناعة الاعراب : 1: 423.

(27) ينظر : لسان العرب : 8: 201 .

(28) ينظر : محاضرات في فقه اللغة : 92 .

(29) ينظر : لسان العرب 2 : 318 .

(30) ينظر : المزهر 1 : 22 ، والاقتراح : 128 .

(31) ينظر : الكتاب 4: 182، وسر صناعة الاعراب 1: 176.

(32) الكتاب 4: 182.

(33) ينظر : سر صناعة الاعراب 1 : 176.

(34) ينظر : الصاحبي في فقه اللغة : 53 .

(35) ينظر : سر صناعة الاعراب 1: 236.

(36) ينظر : كتاب العين : 52 : 1 ومحاضرات في فقه اللغة : 95 .

(37) ينظر : كتاب العين 1: 52 ، والمزهر 1: 222 .

(38) ينظر : سر صناعة الاعراب 1: 241 ، والخصائص 1: 85 ، الابدال لابي الطيب اللغوي 1: 295.

(39) ينظر : المحتسب 1: 343.

(40) الكتاب 4: 199.

(41) ينظر : العين 5: 269.

(42) الكتاب 4: 199.

(43) ينظر : سر صناعة الاعراب 1 : 206 .

(44) المصدر نفسه 1 : 207 .

(45) ينظر : في اللهجات العربية : 123 .

(46) ينظر : سر صناعة الاعراب 1 : 155.

(47) ينظر : مختصر شواذ القران لابن خالويه : 173 .

(48) الكتاب : 4 : 197 .

(49) الاغاني 2 : 149 – 149 ، الاعلام 2 : 118  ، خزانة الادب 2: 406 ، شواهد الشعر في كتاب سيبويه : 285 .

(50) جمهرة انساب العرب : 197 .

(51) الكتاب 4: 197  ، المقتضب : 1 : 270 .

(52) ينظر : الاقتراح : 113 .

(53) ينظر : الكتاب 4: 197  .

(54) ينظر : المقتضب 1: 269  _ 270 .

(55) الكتاب 4: 196 .

(56) معاني القرآن 1: 12 ، المقتضب 1 : 37 ، وينظر : اعراب القرآن للنحاس 1: 21  ، الحجة في القراءات السبع :21 ، والتيسير في القراءات السبع: 27، شرح التسهيل لابن مالك :144.

(57) ينظر : المزهر 1 : 122  .

(58) ينظر : محاضرات في فقه اللغة : 135 .

(59) ينظر : فقه اللغة وسر العربية  : 127 .

(60) ينظر : جمهرة اللغة 1 : 217.

(61) ينظر : فقه اللغة وسر العربية : 125 – 127 .

(62) ينظر : العين 1 : 137.

(63) لسان العرب 9: 234 .

(64) ينظر : مجالس ثعلب 1: 81.




هو العلم الذي يتخصص في المفردة اللغوية ويتخذ منها موضوعاً له، فهو يهتم بصيغ المفردات اللغوية للغة معينة – كاللغة العربية – ودراسة ما يطرأ عليها من تغييرات من زيادة في حروفها وحركاتها ونقصان، التي من شأنها إحداث تغيير في المعنى الأصلي للمفردة ، ولا علاقة لعلم الصرف بالإعراب والبناء اللذين يعدان من اهتمامات النحو. واصغر وحدة يتناولها علم الصرف تسمى ب (الجذر، مورفيم) التي تعد ذات دلالة في اللغة المدروسة، ولا يمكن أن ينقسم هذا المورفيم الى أقسام أخر تحمل معنى. وتأتي أهمية علم الصرف بعد أهمية النحو أو مساويا له، لما له من علاقة وطيدة في فهم معاني اللغة ودراسته خصائصها من ناحية المردة المستقلة وما تدل عليه من معانٍ إذا تغيرت صيغتها الصرفية وفق الميزان الصرفي المعروف، لذلك نرى المكتبة العربية قد زخرت بنتاج العلماء الصرفيين القدامى والمحدثين ممن كان لهم الفضل في رفد هذا العلم بكلم ما هو من شأنه إفادة طلاب هذه العلوم ومريديها.





هو العلم الذي يدرس لغة معينة ويتخصص بها – كاللغة العربية – فيحاول الكشف عن خصائصها وأسرارها والقوانين التي تسير عليها في حياتها ومعرفة أسرار تطورها ، ودراسة ظواهرها المختلفة دراسة مفصلة كرداسة ظاهرة الاشتقاق والإعراب والخط... الخ.
يتبع فقه اللغة من المنهج التاريخي والمنهج الوصفي في دراسته، فهو بذلك يتضمن جميع الدراسات التي تخص نشأة اللغة الانسانية، واحتكاكها مع اللغات المختلفة ، ونشأة اللغة الفصحى المشتركة، ونشأة اللهجات داخل اللغة، وعلاقة هذه اللغة مع أخواتها إذا ما كانت تنتمي الى فصيل معين ، مثل انتماء اللغة العربية الى فصيل اللغات الجزرية (السامية)، وكذلك تتضمن دراسة النظام الصوتي ودلالة الألفاظ وبنيتها ، ودراسة أساليب هذه اللغة والاختلاف فيها.
إن الغاية الأساس من فقه اللغة هي دراسة الحضارة والأدب، وبيان مستوى الرقي البشري والحياة العقلية من جميع وجوهها، فتكون دراسته للغة بذلك كوسيلة لا غاية في ذاتها.





هو العلم الذي يهتم بدراسة المعنى أي العلم الذي يدرس الشروط التي يجب أن تتوفر في الكلمة (الرمز) حتى تكون حاملا معنى، كما يسمى علم الدلالة في بعض الأحيان بـ(علم المعنى)،إذن فهو علم تكون مادته الألفاظ اللغوية و(الرموز اللغوية) وكل ما يلزم فيها من النظام التركيبي اللغوي سواء للمفردة أو السياق.