أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-7-2016
2370
التاريخ: 11-7-2016
26104
التاريخ: 11-7-2016
1407
التاريخ: 11-7-2016
1458
|
بعض المؤلفين المُحدَثين يفرق بين المصطلحين، وبعضهم يجعلهما شيئاً واحداً؛ باعتبار أن العلم والفقه شيء واحد.
والحقيقة أن هذا الخلاف طارئ على العربية؛ إذ الكلمتان من _ الناحية اللغوية _ معناهما واحد، وقد وردا في تراثنا العربي كذلك؛ فلابن فارس كتاب: (الصاحبي في فقه اللغة) وللسيوطي كتاب: (المزهر في علوم اللغة).
ولم يقصد السيوطي مخالفة ابن فارس، بل كانا يرميان إلى أهداف متقاربة: من خدمة العربية، وبيان خصائصها، والوقوف على سنن العرب في كلامهم، والحديث عن القضايا اللغوية العامة.
فإذا اسْتُخْدِمَ مصطلح (فقه اللغة) باعتباره شاملاً لدراسة اللغة بعامة فهو الأنسب؛ لأنه مستخدم في عربيتنا، وارد في تراثنا.
وإذا استُخدم اصطلاح (علم اللغة) فإنما يعنى به المرادف لفقه اللغة؛ بناءاً على المعنى اللغوي، ولا مشاحة في الاصطلاح.
رابعاً: الخلط بين المصطلحين: لقد حصل خلط بين المصطلحين السابقين بسبب ترجمة بعض المصطلحات الغربية ومحاولة تطبيقها على لغتنا.
فالغربيون يفرقون بين علمين يتناولان اللغة، أحدهما: يُعنى بدراسة
ص20
النصوص اللغوية القديمة، واللغات البائدة، ويهتم بالتراث، والتاريخ، والنتاج الأدبي واللغوي، وقد ترجم هذا باسم (علم اللغة).
والثاني: يُعنى بدراسة اللغة في ذاتها: وصفاً وتاريخاً، ومقارنة، ودراسة للهجات والأصوات مستعيناً بوسائل علمية، وآلات حديثة.
ومن هنا حاول بعض الباحثين تطبيق هذا على العربية، والتفريقَ بين عِلْمين يهتمان بالعربية؛ متناسين أموراً منها ما يلي:
أ_ الاختلاف الكبير بين العربية وغيرها.
ب _ أن أقدم نصوص العربية وصل إلينا من العصر الجاهلي.
ج _ أن العربية نزل بها القرآن الكريم.
د _ وأنها إلى يومنا هذا لغة واحدة حافظت على خصائصها، وبقيت لها هيبتها التي حفظها لها الكتاب العزيز.
هـ _ وأن دراسة العربية في العصور السابقة لا تختلف عن دراستها في عصرنا هذا إلا ما طرأ من عاميات، ولهجات.
بخلاف غيرها من اللغات الأخرى؛ إذ الإنجليزية المعاصرة لا تمت إلى الإنجليزية منذ قرون إلا بصلات واهية.
بل إن لغة شكسبير _وهو من كبار أدباء الإنجليز وقد مات في القرن السابع عشر_ لا يكاد يفهمها إلا نفر من المثقفين.
وقل مثل ذلك في الفرنسية، والإيطالية، وسائر اللغات الأوربية الحديثة.
أما نحن العرب _ على اختلاف أقدارنا من الثقافة _ فنقرأ القرآن، ونفهمه إلا
ص21
قليلاً مما ترجع صعوبته إلى دقة المعاني في أغلب الأحيان، وكذلك الحال بالنسبة للحديث الشريف.
وكذلك نقرأ أدب الجاهلية وأدب صدر الإسلام وما بعده، فنفهمه _في الجملة_ على اختلاف الثقافة فيما بيننا.
وخلاصة القول في هذه المسألة أن مصطلح (فقه اللغة) أكثر ملائمة، وأعم وأشمل في دراسة القضايا التي يتناولها ذلك العلم.
ومع ذلك فلا تثريب على من استعمل المصطلح الآخر (علم اللغة).
ص22
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|