المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



مفهوم الصداقة  
  
5369   09:47 صباحاً   التاريخ: 29-6-2016
المؤلف : د. جمال عبد الفتاح
الكتاب أو المصدر : مهارات الحياة
الجزء والصفحة : ص41-43
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / مفاهيم ونظم تربوية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-5-2017 4460
التاريخ: 8-12-2021 2219
التاريخ: 2023-02-09 1282
التاريخ: 29-4-2017 1921

كلمة تتألف من خمسة حروف, لكن معانيها الجميلة تفوق الوصف ولا نستطيع الاحاطة بمعانيها البراقة, ودلالاتها المتلألئة بعدد محدد من الكلمات, وتعريفها يختلف باختلاف الأشخاص وتباين اتجاهاتهم الفكرية، وتنوع ميولهم العاطفية, فما هي الصداقة؟ هل هي الاختلاف أم التوافق، وهل يمكن التوافق في كل الامور، لأصحاب الشخصيات القوية التي لا تنساق وراء مفاهيم الآخرين وأفكارهم دون اقتناع، الصداقة كما يعرفها بعض المفكرين, علاقة جميلة تربط بين شخصين أو أكثر يتفقان في معظم وجهات النظر, ويشتركان في الاهتمامات الفكرية، والعاطفية، وفي الميول والاتجاهات وقد يشتركان في نوع المشاعر، بمعنى الاتفاق في مسألة معينة, والوقوف معها أو ضدها، ولكن هذا التعريف لا يصمد أمام المناقشة، فكم من صديقين متحابين متآزرين مع بعضهما البعض وهما مختلفان في التوجهات الفكرية أو العاطفية, فقد تربط الصداقة المتينة بين شخص متدين محافظ على الفرائض والسنن، وآخر ينظر إلى العالم بنظرة بعيدة تماما عن البعث والنشور والحساب والثواب والجنة والنار. وكم من علاقة جميلة لمسناها في حياتنا تربط بين شخص عصبي منفعل يثور لأتفه الأسباب وآخر هادئ عقلاني لا يغضب إلا نادرا, ولا أتكلم عن الاختلافات في مسائل السياسة فإنها تفرق دائما بين الأشخاص, اختلاف بسيط قد يقلب الصداقة البهيجة التي دامت عشرات السنوات إلى عداوة, لنبتعد عن الأمور السياسية في صداقاتنا، ولنختلف في كل الأشياء الأخرى إن أردنا المحافظة على صداقتنا من التقهقر والضياع، فما سر الصداقة لماذا نجدها تدوم بين أشخاص معينين وتنقطع وشائجها عند أشخاص آخرين, بعض الناس وهم قلائل تدوم صداقاتهم سنين طوال، يحافظون عليها مهما اختلفت وجهات النظر ومهما احتدت المناقشات الجارية بينهم, فإنهم سرعان ما يبتسمون ليعودوا إلى الصداقة التاريخية التي دامت عقودا, والبعض الآخر من الناس ما ان اختلف في أمور بسيطة مع صديقه الوفي المخلص حتى أدار له ظهره متناسيا المواقف الجميلة والمبادئ الرائعة التي جمعت بين الاثنين، فما الذي يطلبه إنساننا العربي من الصداقة؟ هل هي التوافق في الآراء؟ هل هي المناصرة المضمونة بداية ضد كل من اختلف مع ذلك الصديق, أصدقاء عديدون يقفون مع الصديق المختلف مع زوجته دون أن يسألوا ما هي الأسباب، وكثير أيضا من يقف بجانب صديقه المعتدي على آخر لا ذنب له ولم تجن يداه إثما، ليعاقب وهل الصداقة تعني (عدو عدوك صديق لك) أو (صديق صديقي صديقي أيضا) وهل تعني الصداقة توافقا في الأفكار والاهتمامات والمثل، ألا يؤدي الحوار الهادي بين مختلفين إلى إقامة صداقة بينهما؟

وبناء على ما سبق نجد ان نتائج سير الامور في الحالات السابقة تؤدي بنا إلى أن نتعايش المفاهيم الآتية ضمن السؤال الآتي :

ما هو الفرق بين الآلام والآمال ؟ الألم هو الانفعال الطبيعي الذي يصاحب الإنسان منذ ولادته طفلا إلى وفاته كهلا. الألم هو الشعور بالذنب على ما فات أو الحسرة على ما هو آت أو التوجع من الواقع المرير.

حتى الطفل أول ما يقول وأول ما ينطق به هو صراخ (آآآه) من الألم الذي يكابده في محاولات بائسة لفهم هذا العالم الجديد الذي لم نفهمه نحن حتى الآن .

ـ مفهوم الأمل :

ما هو الأمل ؟؟ يختلف الكثير حول مفهوم الأمل، حيث يراه البعض وقود أو (إكسير) الحياة على حد وصفهم. بينما يراه آخرون على أنه الوهم الذي نواري به بشاعة الواقع . غير ان كلا الحالتين ناجمة من تصور تجاربي ففطرة الحياة كما نرى تسير بمصباح الأمل وطريق الهداية فهو المجدد للنفس والموقد للأحاسيس والمنير للعقل فكما قال الشاعر .

                أعلل النفس بالآمال أرقبها       ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل

وقول شاع آخر :

               لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها      ولكن احلام الرجال تضيق

فلا يملك الأول إلا الطموح الذي يحفز النفس ويدفعها للوصول إلى مبتغى يريد أن يحققه هذا الإنسان فالإنسان الطموح يرسم أهدافا نبيلة وسامية يبرز هذا المفهوم سواء كانت قصيرة أم طويلة المدى يطمح للوصول إليها بجد وهمة عالية يكابد كل ما يعتريه من صنوف المشقة ولكن يبقى ماضيا نحو سبيل نيل أهدافه فالطموح يلعب دورا هام في حياة الأفراد فهو يجعل للحياة معنى وللفرد هوية خاصة ترتقي به أينما حلل بفضل جده وهمته ، فلا شك في أن يكون النجاح حليف الإنسان الطموح فهذه النتيجة الحتمية للمجد والمكافح في وقت فترة فيه الهمم, وانحدرت فيه القيم وتعالت المصاعب والمتاعب .

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.