المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



أهمية التنمية الاقتصادية  
  
5969   12:13 مساءاً   التاريخ: 28-6-2016
المؤلف : محمد الريشهري
الكتاب أو المصدر : التنمية الاقتصادية في الكتاب والسنة
الجزء والصفحة : ص25-27
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / النظام المالي والانتاج /

تدخل أهمية التنمية الاقتصادية ودورها المرموق في بناء المجتمع المثالي في عداد محكمات الكتاب والسنة. إن تفحص النصوص الإسلامية في هذا المضمار يكشف عن أن هذا الدين فاق الاتجاهات والمدارس الاخرى‏ في العناية بكل ما يتصل بهذا الموضوع من قضايا وبحوث.

فالإسلام ينظر إلى التنمية الاقتصادية للمجتمع بوصفها ثمرة المشروع الاسلامي في تنفيذ الأحكام الإلهية وتطبيق تعاليم السماء(1). كما يؤمن بأن المجتمع الإنساني سيشهد ازدهارا اقتصاديا يفوق تصوره حين تؤتى‏ الفرصة لتطبيق دين الله في الأرض على نحو صحيح، وهذا اليوم آت دون ريب(2).

يتعامل الإسلام مع ظاهرة ثراء المجتمع على أنها من النعم الإلهية للإنسان، ويحث الناس على تقدير هذه النعمة، ويدعوهم إلى استثمار الثروة في المسار الذي يؤدي إلى تكاملهم(3).

الثروة من منظور الإسلام خير معين على التقوى‏ وبناء النفس؛ تظهر المروءة، وتستر النقائص والعيوب، وتعمد إلى سكون النفس واستقرارها، وتضاعف ثواب من‏ يستفيد منها بإحسان ويستثمرها على نحو سليم؛ هي بكلمة واحدة قوام الدين والدنيا(4).

في هذا المسار يحث القرآن الكريم الناس إلى إعمار الأرض عبر عملهم وجهدهم المثابر ويدعوهم إلى توظيف مواهبها وبركاتها لما ينفع حياتهم الأبدية. لقد كان الأئمة وقادة الإسلام الكبار رادة في مضمار التنمية الاقتصادية، تراهم وهم يشحذون الهمم في العمل جدا ومثابرة يتضرعون إلى ربهم أن ينجيهم من الفاقة، وينأى‏ بهم عن العوز الاقتصادي(5).

على الجانب الآخر من المشهد نُبصر الإسلام يذم التخلف الاقتصادي، ويعده من ضروب البلاء والمصيبة ومن نقم الله، وعلامة سخطه - جل جلاله - وعدم رضاه عن المجتمع(6).

الفقر في مرآة الإسلام قمين بالذم، احتشدت فيه كل قوى‏ الهدم والتخريب؛ فهو عامل الجهل، وسبب سوء الخلق، والباعث إلى ضروب الفساد، والبؤرة التي تنشأ عنها أنواع الاضطرابات الروحية والجسمية على الصعيد الفردي والاجتماعي، وهو إلى ذلك تهديد جدي يطوّح بقيم المجتمعات الدينية، ويزعزع استقرارها، كالهشيم تذروه الرياح في يوم عاصف (7).

أهناك ما هو أوقع دلالة في بيان مفاسد الفقر من الأحاديث الشريفة، كمثل كلمات الرسول المؤتمن(صلى الله عليه واله وسلم): «كاد الفقر أن يكون كفرا»؟!(8) كثيرة هي الأحاديث في هذا المعنى، تدل في مجموعها على أن من يفقد مستلزمات الحياة المادية ولا تتأمن له دنياه يفقد حياته المعنوية، ولا تتأمن له اخراه(9).

في الوقت الذي كان فيه سُراة هذا الدين والأئمة الطاهرون يحذرون الناس من طامة الفقر ويشددون عليهم النكير من مغبة التخلف الاقتصادي، مضوا يستجيرون بالله ويستعيذون بالكبير المتعال من نازلة الفقر(10).

____________

1ـ انظر: ص 49 (سعادة الدنيا والآخرة).                                                             

2ـ انظر: ص 95 (التنمية الموعودة في الإسلام).

3ـ انظر: ص 57 (غنى‏ المجتمع من نعم الله).

4ـ انظر: ص 65 (بركات التقدم الاقتصادي).

5ـ انظر: ص 136 (سيرة الأنبياء والأوصياء في طلب الرزق).

6ـ انظر: ص 77 (فقر المجتمع من نقم الله).

7ـ انظر: ص 89 (مضار التخلف الاقتصادي).

8ـ انظر: ص 89، ح 139.

9ـ ثم في هذا المضمار جملة معروفة، هي: «من لا معاش له لا معاد له». وهذه المقولة وإن لم تكن فحديثا صادرا عن المعصومين، إلا أنه يمكن تأييد مضمونها بالروايات التي تذم الفقر.

10ـ انظر: ص 85 (الاستعاذة من الفقر).




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.