أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-7-2016
2228
التاريخ: 22-2-2018
2702
التاريخ: 25-7-2016
1944
التاريخ: 20-4-2016
2233
|
تدخل أهمية التنمية الاقتصادية ودورها المرموق في بناء المجتمع المثالي في عداد محكمات الكتاب والسنة. إن تفحص النصوص الإسلامية في هذا المضمار يكشف عن أن هذا الدين فاق الاتجاهات والمدارس الاخرى في العناية بكل ما يتصل بهذا الموضوع من قضايا وبحوث.
فالإسلام ينظر إلى التنمية الاقتصادية للمجتمع بوصفها ثمرة المشروع الاسلامي في تنفيذ الأحكام الإلهية وتطبيق تعاليم السماء(1). كما يؤمن بأن المجتمع الإنساني سيشهد ازدهارا اقتصاديا يفوق تصوره حين تؤتى الفرصة لتطبيق دين الله في الأرض على نحو صحيح، وهذا اليوم آت دون ريب(2).
يتعامل الإسلام مع ظاهرة ثراء المجتمع على أنها من النعم الإلهية للإنسان، ويحث الناس على تقدير هذه النعمة، ويدعوهم إلى استثمار الثروة في المسار الذي يؤدي إلى تكاملهم(3).
الثروة من منظور الإسلام خير معين على التقوى وبناء النفس؛ تظهر المروءة، وتستر النقائص والعيوب، وتعمد إلى سكون النفس واستقرارها، وتضاعف ثواب من يستفيد منها بإحسان ويستثمرها على نحو سليم؛ هي بكلمة واحدة قوام الدين والدنيا(4).
في هذا المسار يحث القرآن الكريم الناس إلى إعمار الأرض عبر عملهم وجهدهم المثابر ويدعوهم إلى توظيف مواهبها وبركاتها لما ينفع حياتهم الأبدية. لقد كان الأئمة وقادة الإسلام الكبار رادة في مضمار التنمية الاقتصادية، تراهم وهم يشحذون الهمم في العمل جدا ومثابرة يتضرعون إلى ربهم أن ينجيهم من الفاقة، وينأى بهم عن العوز الاقتصادي(5).
على الجانب الآخر من المشهد نُبصر الإسلام يذم التخلف الاقتصادي، ويعده من ضروب البلاء والمصيبة ومن نقم الله، وعلامة سخطه - جل جلاله - وعدم رضاه عن المجتمع(6).
الفقر في مرآة الإسلام قمين بالذم، احتشدت فيه كل قوى الهدم والتخريب؛ فهو عامل الجهل، وسبب سوء الخلق، والباعث إلى ضروب الفساد، والبؤرة التي تنشأ عنها أنواع الاضطرابات الروحية والجسمية على الصعيد الفردي والاجتماعي، وهو إلى ذلك تهديد جدي يطوّح بقيم المجتمعات الدينية، ويزعزع استقرارها، كالهشيم تذروه الرياح في يوم عاصف (7).
أهناك ما هو أوقع دلالة في بيان مفاسد الفقر من الأحاديث الشريفة، كمثل كلمات الرسول المؤتمن(صلى الله عليه واله وسلم): «كاد الفقر أن يكون كفرا»؟!(8) كثيرة هي الأحاديث في هذا المعنى، تدل في مجموعها على أن من يفقد مستلزمات الحياة المادية ولا تتأمن له دنياه يفقد حياته المعنوية، ولا تتأمن له اخراه(9).
في الوقت الذي كان فيه سُراة هذا الدين والأئمة الطاهرون يحذرون الناس من طامة الفقر ويشددون عليهم النكير من مغبة التخلف الاقتصادي، مضوا يستجيرون بالله ويستعيذون بالكبير المتعال من نازلة الفقر(10).
____________
1ـ انظر: ص 49 (سعادة الدنيا والآخرة).
2ـ انظر: ص 95 (التنمية الموعودة في الإسلام).
3ـ انظر: ص 57 (غنى المجتمع من نعم الله).
4ـ انظر: ص 65 (بركات التقدم الاقتصادي).
5ـ انظر: ص 136 (سيرة الأنبياء والأوصياء في طلب الرزق).
6ـ انظر: ص 77 (فقر المجتمع من نقم الله).
7ـ انظر: ص 89 (مضار التخلف الاقتصادي).
8ـ انظر: ص 89، ح 139.
9ـ ثم في هذا المضمار جملة معروفة، هي: «من لا معاش له لا معاد له». وهذه المقولة وإن لم تكن فحديثا صادرا عن المعصومين، إلا أنه يمكن تأييد مضمونها بالروايات التي تذم الفقر.
10ـ انظر: ص 85 (الاستعاذة من الفقر).
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|