أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-4-2016
2929
التاريخ: 27-6-2016
68242
التاريخ: 18/10/2022
2093
التاريخ: 20-4-2016
4300
|
ـ رجع الصدى (التأثير المرتد) أو التغذية العكسية :
في العملية الاتصالية التي يحدث فيها تفاعل بين عناصرها المختلفة، عندما يأخذ المستقبل دور المرسل أو المصدر، ويبدأ بالقيام بعملية الاتصال حيث يقول رأيه أو يعبر عنه بصورة من الصور، ويقوم بإرساله إلى المصدر الأول هذا ما نطلق عليه اسم رجع الصدى، أو العائد الانطباعي Feedback أي أنه الأثر الذي ينتج من وصول الرسالة إلى المستقبل في عملية الاتصال أو أن رد الفعل هذا يعتبر دليل على أن الرسالة التي قام المرسل بإرسالها لتحقيق هدف معين، قد وصلت إلى الغاية المنشودة، إلى المستقبل، هذا يؤكد للمرسل أن الرسالة قد وصلت، وما هو مدى قبولها ورفضها. ولماذا وماذا يريد المستقبل؟ هذا كله في نهاية الأمر يعطي المرسل الفرصة لتصحيح الأخطاء إن وجدت، بالإضافة إلى جوانب النقص وعوامل وأسباب القصور التي أدت إلى رد فعل بشكل أو بآخر لدى المستقبل.
ورد الفعل من جانب المستقبل للرسالة من الممكن أن يكون مباشراً ملحوظاً وواضحا إذا كانت عملية الاتصال مباشرة أي دون أن تكون هناك وسائل مساعدة ووسيطة هذه الصورة للاتصال تمكن المرسل من إعادة صياغة الرسالة من جديد بهدف وصولها بطريقة افضل وبالتالي تحقيق الهدف المنشود.
أما إذا كان الاتصال غير مباشر أي بمساعدة وسيلة معينة، ويكون المستقبل غير موجود أو غير معروف، في مثل هذه الحالة من الاتصال يكون رد الفعل مفقود أو لا يحدث إطلاقاً، أو من الممكن أن يحدث متأخرا، وهذا يعني عدم تمكن المرسل من القيام بتعديل أو تصحيح رسالته بصورة سريعة وفورية.
ونفهم من ذلك ان رجع الصدى يعتبر عنصرا هاما في العملية الاتصالية، وتؤثر تأثيرا مباشرا على المرسل الذي يقوم بالاتصال، أو على الرسالة التي ترسل بهدف تحقيق أهداف معينة، أو يؤثر على الوسيلة إذا كانت مناسبة أم غير ذلك، وهو في نهاية الأمر يؤدي إلى تغير واضح في هذه العناصر.
وتوفير رجع الصدى أو التغذية العكسية يعتبر من الأمور المهمة والمرغوب فيها في عملية الاتصالات. لان الاتصالات في الاتجاه الواحد لا تسمح بوجود تغذية عكسية من المستقبل إلى المرسل وهذا من الممكن أن يؤدي إلى حدوث تغير distortionبين الرسالة المقصودة (المرسلة) من قبل المصدر والرسالة التي تستقبل من قبل المستقبل أي أن التغذية العكسية توفر القناة لاستجابة المستقبل التي يستطيع من خلالها المصدر أن يحدد ما إذا كانت الرسالة قد تم وصولها وأحدثت الاستجابة المطلوبة.
أما الاتصالات ذات الاتجاهين فإنها توفر التغذية العكسية من المستقبل إلى المصدر المرسل، ومن هذه الحقيقة تظهر أهمية الاتصالات الصاعدة (من أسفل إلى أعلى) أي من المرؤوسين إلى الرؤساء وبالنسبة للمدير فإن التغذية العكسية يمكن أن تحدث بأكثر من طريقة، حيث في مواقف الاتصال المباشرة تتم التغذية العكسية مباشرة من خلال تبادل الرسائل اللفظية أو من خلال وسائل أخرى، مثل تعبيرات الوجه التي تعكس عدم الارتياح أو عدم الفهم بالإضافة إلى ذلك هناك الوسائل غير المباشرة للتغذية العكسية (مثل انخفاض الانتاج أو مستوى الجودة أو ارتفاع معدلات الغياب ودونية العمل أو عدم وجود التعاون بين الوحدات والأفراد) التي تعطي مؤشرات عن فشل عملية الاتصالات.
ومن الممكن أن يكون رد الفعل من قبل المستقبل إيجابياً positive وهذا يعني ان الرسالة المرسلة قد حققت التأثير المقصود من عملية الاتصال كما وأنه من المحتمل أن يكون رد الفعل على الرسالة من قبل المستقبل لها سلبياnegative أن التأثير المطلوب من عملية الاتصال لم يتحقق.
معظم الدراسات التي أجريت على مدى التأثير أكدت أن عملية التأثير التي نحصل عليها أو تحدث من فكر عملية الاتصال تحدث بطريقة معقدة وليست سهلة كما تبدو للوهلة الأولى وتعقيده يكون لدرجة لا يستهان بها بالإضافة إلى هذا اثبت عن طريق الدراسات ان تأثير وسائل الاتصال هو مجرد متغير الذي يعمل مع متغيرات أخرى، نذكر منها على سبيل المثال شخصية الفرد وعائلته والجماعات التي ينتمي إليها. وفي بعض الحالات يفشل الاتصال بسبب هذه المتغيرات من هنا نصل إلى الاستنتاج الذي يقول إن الاتصال يعتبر عملية وان تأثيره ليس مباشرا؛ لأن المستقبل الذي يتلقى الرسالة، يعتبر الهدف الأساسي للتأثير، وله صفات وخصائص نفسية التي تتحكم في سلوكه وهذه الصفات هي التي تحد طبيعته الخاصة به وتكوينه العقلي والنفسي الخاص.
والإنسان حسب ما ذكر ليس بالبساطة التي نعتقد. في كثير من الأحيان أنها هي التي تحدد طبيعته، فهو مخلوق مركب، يتأثر سلوكه بعدة عوامل ظاهرة ومخفية. وعلى هذا الأساس فإن المستقبل الإنسان عندما ترسل إليه رسالة وتصل إليه الفكرة المقصودة في عملية الاتصال فإنه يتلقاها بالطريقة الآتية:
1ـ يسترجعها على ضوء الوعي الكامل.
2- يسترجعها على ضوء اللاشعور أو اللاوعي أي العقل الباطني.
3- يراها من خلال العادات والتقاليد التي شب عليها.
4- يقوم بفحصها من وجه نظر المعتقدات الدينية التي يؤمن بها ويتقبلها.
5- يحاول أن يقارنها مع الأفكار الموجودة لديه.
6- يقارن بينها وبين نوع الحياة التي يعيشها والثقافة التي يسير عليها.
7- يراها ويزنها من خلال الآمال التي يود أن يحققها.
8- يقوم بربطها مع النواحي والجوانب الإنسانية التي يأمل الوصول إليها في سلوكه الخاص.
لذا فان المرسل يلجأ في عملية الاتصال إلى إجراء مقارنة الرسالة التي يقوم في تقديمها مع الأفكار الموجودة لدى المستقبل. أيضا يلجأ إلى المقارنة بين النتائج المترتبة على قبولها، بشرط ألا يتعارض مع النتائج التي يتطلع إليها. والمستقبل عندما يتلقى الفكرة من المرسل أو القائم بالاتصال يدور صراع داخله بين كل ما يؤمن به وبين ما تضمه الفكرة، وحتى لو رفضها، أو قبلها فإنها توجد عملية إضافية هي عملية الاستجابة للمؤثرات الحسية والعقلية والنفسية.
ـ والمؤثرات تقسم إلى ثلاثة أنواع هي:
1ـ مؤثرات حسية التي تؤدي إلى إثارة الأحاسيس الطبيعية مثل الحب والكراهية أو الفرح أو الحزن أو التعاسة وجميعها تعتبر ردود فعل غريزية.
2ـ مؤثرات عقلية والتي تستثير العقل والتفكير مثل التصديق التكذيب أو الرفض والتأييد أو
الإعجاب أو الاستنكار وجميعها تعتبر ردود فعل عقلية.
3ـ مؤثرات نفسية التي تلجأ إلى مخاطبة العقل الباطن أو اللاشعور والخبرات والتجارب التي تحدث داخل ما يسمى بالوعي الذي ينتج عن الصراع النفسي وجميع جوانب التعارض أو التوافق بين الماضي والحاضر وهذه الردود تصدر عن أفعال نفسية.
ونجاح عملية الاتصال التي يقوم بها المرسل مع المستقبل يتوقف على استخدامنا جميع هذه المؤثرات بقدر مناسب مع وجود الظروف الخاصة والوقت المناسب وكما ذكرنا نجاح عملية الاتصال مرتبط بالاستخدام الجيد لهذه المؤشرات التي سوف تؤدي إلى وجود التأثير المطلوب وإذا حدث أي خطأ مباشر أو غير مباشر من الممكن أن يؤدي إلى فشل عملية الاتصال.
يجب أن نذكر دائما أن عملية تغيير السلوك ومحاولة تعديل الاتجاه لدى الفرد أو الأفراد في مرحلة متأخرة من مراحل التطور، ليست بالعملية السهلة أو البسيطة كما يتصورها بعض الناس وذلك بسبب كون الانسان مخلوق فعال وليس سلبي يتقبل كل شيء يقدم إليه دون التفكير والتمعن فيه بصورة جدية في معظم الأحيان مع محاولة معرفة جوانبه المختلفة وماذا يقصد به بالنسبة للفرد نفسه.
وعملية الاتصال التي نتحدث عنها والتي تسعى إلى تحقيق أهدافها التي وضعت لها وهي حدوث التغيير أو الوصول إلى تعديل في الاتجاه والسلوك لدى الفرد أو الأفراد المستقبلين يجب أن تأخذ بالاعتبار مقومات النجاح عندما توضع خطة التي تضم رسالة تتضمن الأفكار والمعتقدات التي من شأنها أن تؤثر على المستقبل، وتؤدي إلى أن يتفاعل معها، وبالتالي يتقبلها أو يرفضها وهي بهذا تعتمد على المؤثرات والدوافع التي تؤدي إلى استثارة ما يريده ويحاول الوصول إليه أيضا لكي نؤثر في سلوك واتجاهات الفرد أو الأفراد من خلال عملية الاتصال يجب أن نأخذ في الاعتبار خبرته الشخصية في الحياة التي عاشها حتى الآن. وأصبحت جزء منه، لأن الخبرة هي التي تؤدي إلى تحريك التفكير والشعور ومن خلال تحريك التفكير والشعور لدى الفرد نصل إلى التفكير المنشود والمرغوب في السلوك والتعديل في الاتجاهات.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|