أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-10-2014
1160
التاريخ: 21-10-2014
9228
التاريخ: 21-10-2014
1188
التاريخ: 21-10-2014
2456
|
الردع معناه الزجر، وليس للدرع الا حرف واحد، هو كلا، ومعناه معنى انشائي، قال الدسوقي : (كان يمكن ان يكون اسم فعل معناه ارتدع وانزجر، الا ان تأدية المعاني بالحروف اولى لأكثريته).
تقول لشخص : فلان يبغضك، فيقول لك : كلا ، ردعا لك.
ويقول المتكلم يظن فلان انه خير قومه؟ كلا ان في قومه من هو خير منه.
ويقول لك شخص : اجف فلانا لأنه يجفوك، فتقول له : كلا لن اجفوه.
فالزجر كما يكون مصحوبا بتكذيب المخاطب، يكون كذلك مصحوبا بتكذيب الغائب، او مصحوبا بالاعلان المخالفة.
تأصيل كلمة كلا :
واختلف النحاة في تأصيل (كلا)، فذهب ثعلب الى انها مركبة من كاف التشبيه ولا النافية، قال : وانما شددت لامها لتقوية المعنى، ولدفع توهم بقاء معنى الكلمتين.
وهي عنده غير ثعلب بسيطة لا تركيب فيها.
اختلاف النحاة في معناها :
ذهب الخليل وسيبويه، والمبرد، والزجاج، واكثر البصريون الى انها حرف معناه الردع والرجز، لا معنى لها عندهم الا ذلك، حتى انهم يجيزون ابدا الوقف عليها والابتداء بما بعدها، وحتى قال جماعة منهم :
ص159
متى سمعت كلا في سورة، فاحكم انها مكية، لان فيها معنى التهديد والوعيد، واكثر ما نزل ذلك بمكة.
وهذا دفاع لا طائل تحته، اذ يحتمل ان يكون قد نزل في المدينة ما يتعلق باهل مكة زجرا لهم عما كانوا قد صنعوا من قبل.
ويبطل قول الخليل ومن وافقه، ان بعض أي الكتاب لا يمكن حمل (كلا) فيه على معنى الزجر الا بتعسف شديد. نحو : (فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ (.) كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ)(1)، (يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ(.)كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ) (2)، (ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ(.) كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ)(3).
ويظهر هذا التعسف بوضوح في تأويل الطبري وجماعة، لقوله تعالى : (وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ (.) كَلَّا وَالْقَمَرِ)(4) حيث قالوا : انه لما نزل في عدد خزنة جهنم : (عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ) قال بعضهم : اكفوني اثنين وانا اكفيكم سبعة عشر، فنزلت (كَلَّا وَالْقَمَرِ) زجرا له.
فالحق ما قاله الكسائي وابو حاتم ومن وافقها، وما اضافه النضر ابن شميل والفراء ومن وافقهما : ان معنى الردع والزجر ليس مستمرا فيها. فزادوا من معانيها انها :
1- تأتي بمعنى حقا، وهو رأى الكسائي ومتابعيه، كما في قوله تعالى : (كَلَّا وَالْقَمَرِ)، (كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى) (5).
قال الرضي : (واذا كانت بمعنى حقا جاز ان يقال انها اسم بنيت
ص161
لكون لفظها كلفظ الحرفية، ومناسبة معناها لمعناها، لانك تردع المخاطب عما يقوله تحقيقا لضده، لكن النحاة حكموا بحرفيتها اذا كانت بمعنى حقا ايضا، لما فهموا من ان المقصود تحقيق الجملة كالمقصود بان، فلم يخرجها ذلك عن الحرفية).
ولما كانت بمعنى حقا لم يجز الوقف عليها، لأنها من تمام ما بعدها. ويجوز الوقف اذا كانت للردع، لأنها ليست من تمام ما بعدها.
2- وتأتي بمعنى الاستفهامية، وهو ما فهمه ابو حاتم ومتابعوه، كقوله تعالى : (كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا) (6).
3- وحرف جواب بمعنى نعم. وهو ما قاله النضر بن شمل والفرء ومن وافقهما.
وحملوا عليه قوله تعالى : (كَلَّا وَالْقَمَرِ) (7).
المراجع :
ابن يعيش 9 : 16-55 الرضى 2 : 372 الهمع 2 : 74 الصاحبي 133-134.
وللصاحبي رسالة خاصة في (كلا).
ص162
_______________________
(1) الآية 8 ، 9 من سورة الانفطار.
(2) الآية 5 ، 6 من سورة المطففين.
(3) الآية 19 ، 20، من سورة القيامة.
(4) الآية 31، 32 من سورة المدثر.
(5) الآية 6 من سورة العلق.
(6) الآية 100 من سورة المؤمنون.
(7) الآية 32 من سورة المدثر.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|