أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-11-2014
2798
التاريخ: 6-11-2014
1773
التاريخ: 17-5-2016
1775
التاريخ: 7-10-2014
1925
|
يقول تعالى عز من قائل : {وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ (20) وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ} [الذاريات : 20 ، 21] ويقول سبحانه :
{سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} [فصلت : 53].
توجه هذه الآيات الإنسان إلى ما ينطوي عليه خلقه من الآيات والمعجزات التي لا تنتهي ، كما تبشر بأن الله سبحانه سيبينها للناس جلية واضحة :
{حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} [فصلت : 53] إذن فهذه الآيات سواء في الكون أو في الإنسان ، تظهر يوماً بعد يوم للمتعلمين والمتخصصين ، فيدركون عظمة الله سبحانه وتعالى في كل وقت وعصر . . لا تقف هذه المعجزات ، إذ في كل عصر تظهر معجزات كانت مجهولة بالنسبة للإنسان ، عن عظمة الله تعالى.
وهذه الآيات تدعو الإنسان إلى تعلم العلوم ، غذ كيف يمكن للإنسان أن يعرف هذه الآيات إذا لم يكن عنده قسط من العلوم ؛ سواء علوم التشريح والفيزيولوجيا التي تخص جسم الإنسان ، او علوم الفلك والفيزياء والكيمياء والجيولوجيا التي تعطيه فكرة عن هذا الكون. وإذا لم يتعلم هذه العلوم فكيف به يستجيب لقوله سبحانه وتعالى : { وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ }.
لا يمكنه أن يبصر ما في نفسه إلا إذا تعلم ما في نفسه ، ولا يمكنه أن يطلع على آيات الله في الكون إذا لم يتعلم ماذا يوجد في هذا الكن.
فلنحاول طرق أبواب هذا الباب المعقد ، وسبر أعماقه بكل تؤدة وخشوع ، لعلنا نعيش في ظل هذه الآيات القرآنية الشريفة.
وهنا اتذكر قولاً جليلاً للإمام جعفر الصادق (عليه السلام) حين سأله أحدهم :
كيف عرفت الله ؟ فأجابه بقوله :
"عرفت الله بالتقدير والتدبير"
فقد اجابه عن سؤال بكلمتين ، وخير الكلام ما قل ودل: "بالتقدير والتدبير".
أما التقدير : فهو أن الله سبحانه وتعالى قدر هذا الكون بكل ما فيه ، بحيث يكون متلائماً مع بعضه ، وبحيث يظل موجوداً لا يختل ولا ينتكس ولا يتضارب مع بعضه ، فتنعدم الحياة والوجود ... هذا هو التقدير.
أما التدبير : فهو أن الله سبحانه وتعالى حين خلق الإنسان لم يتركه هملاً ، وإنما سخر له كل شيء في الوجود حتى يستطيع ان يعيش عيشة كريمة .. هذا هو التدبير.
نفصل قليلاً حول هاتين الفكرتين : مظاهر التقدير ومظاهر التدبير.
من مظاهر التقدير : ان يسير الكون كله بهذا النظام المتكامل الذي ليس فيه خلل ولا نقص . . . أقام السماء بلا عمد. ترون هذه السماء وفيها هذه الأجرام الهائلة ، وكلها موجودة بدون أعمدة وبدون ركائز مادية. بقدرة الله. وهذا تقدير عجيب ... سير الشمس والقمر والنجوم ، كل في فلك يسبحون . لا يتعدى أحدها عما قدر له. يمشي في فلكه تماماً. أبعاد الكواكب عن بعضها مقدرة تقديراً عجيباً. سرعها حول نفسها وحول بعضها ، كلها مقدرة. الجاذبية بين الكواكب لها قانون وضعه الله تعالى. لو كانت قوة التجاذب أكبر لانعدم الكون ، ولو كانت أصغر لأنعدم الكون أيضاً . . الألفة بين العناصر الكيميائية مقدرة أيضاً من الله تعالى . مثلاً لماذا يتحد الأوكسجين مع
الهدروجين ويعطيان الماء ؟ لو كانا لا يتحدان لما كان هناك في الكون ماء أبداً. لماذا يتحد الكلور مع الصوديوم ليتشكل هذا الملح الذي نأكله ، والذي بدونه كنا نموت ، لأن الدم يحتاج إلى ملح الطعام. لماذا الذهب لا يتحد مع شيء؟ تضع المرأة في يدها أسوار الذهب ، ولو كان الذهب يتحد مع غيره لتغير تركيبه مع الزمن وبملامسة الماء ، مع أن الذهب لو مر عليه آلاف السنين فإنه يظل على حاله لا يتغير شكله ولا تركيبه ، ولذلك صنعت منه النقود. كل ذلك بتقدير من الله سبحانه وتعالى.
ومن مظاهر التدبير : أن الله لم يخلق الإنسان ويتركه هملاً ، بل سخر له كل شيء لخدمته ولاستقرار حياته ... الأرض مثلاً ، ألقى فيها رواسي أن تميد بكم؛ أي الجبال. لولا الجبال التي ترونها على سطح الأرض لانزلقت طبقات الأرض ومادت بمن عليها ، ولأنعدم استقرار الحياة عليها. فالجبل كالإسفين في الأرض يمسك كل شيء حوله من أن يميد أو ينزلق أو يتحرك من مكانه ، فهو ثابت في مكانه . وبالتالي فإن الإنسان حين يعيش على الأرض فإنه يظل ثابتاً ، وإلا فلو بنى بنايات وكانت الأرض غير ثابت تماماً لانزلقت تلك البنايات بين ليلة وضحاها وتهدمت وتناثرت. كل هذا من مظاهر تدبير الله تعالى ... ماء المطر مثلاً ، كيف يتشكل من ماء البحر المالح؟ الله سبحانه أنشأ في الكون معملاً كيميائياً كبيراً لتقطير الماء. تتشكل الغيوم من ماء البحر ، ثم تسير محمولة على الرياح إلى أعالي الجبال والأراضي الجدباء التي ليس فيها ينابيع فتنزل الماء هناك ، لتروي الأشجار وتشكل الينابيع . هل يحدث هذا بالصدفة ؟ أم أن هناك قانوناً وضعه الله تعالى ؛ قانوناً فيه تقدير وتدبير لحياة الإنسان وحياة كل الكائنات ؟! تسمعون في الراديو والتلفاز يقولون : منخفض جوي ، ومرتفع جوي. من الذي جعل هذه الخاصة في هذا الهواء وفي هذا الغيوم ، بحيث تسير من المناطق الحارة حيث يكون الضغط كبيراً ، إلى المناطق الباردة حيث يكون الضغط صغيراً؟.
كل ذلك نظمه الله سبحانه وتعالى لتقوم الحياة وتستمر لبني الإنسان على هذه الأرض.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|