أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-2-2022
1434
التاريخ: 2023-06-10
845
التاريخ: 25-2-2022
2002
التاريخ: 2023-09-11
807
|
امية ابي الصلت
هو امية بن عبد العزيز الاندلسي الداني، يلقب بالحكيم، ويكنى بابي الصلت، ولد في بلدة دانية من شرق الاندلس سنة 460هـ، توفي في المهدية سنة 529هـ، من مشاهير علماء الطب والفلك في الحضارة العربية والإسلامية.
قدم أبو الصلت من بلاد الاندلس الى الديار المصرية، واستقر في القاهرة ردحا من الزمن قرابة (العشرين سنة)، وتعلم الطب والفلك، حصل على سمعة عالية بين علماء مصر آنذاك، وذلك لثقافته العالية واطلاعه الواسع في العوم التطبيقية، وعاد الى بلده الاندلس وتوفي فيها.
تلقى أبو الصلت دروس الادب على كبار علماء الاندلس، فنبغ فيه، كان مرحا فصيح اللسان فريد المعاني، ولشعره نكهة إسلامية تدل على عبقريته في هذا المجال، ويتضح ذلك من رسالته المعروفة (بالرسالة المصرية) والتي فيها ذكر آراء ادباء وشعراء مصر، وكتابه (حديقة الادب) وديوان شعره، وكتابه (الملح العصرية من شعراء اهل الاندلس)، وكتابه (تقويم منطق الذهن).
يقول جمال الدين القفطي في كتابه (تاريخ الحكماء): (أبو الصلت الحكيم المغربي وحيد عصره وفريد دهره، والمنفرد بفوائد نظمه ونثره دويد قوية في علوم الأوائل، وعارضة عريضة في اكثر الفضائل، تأدب ببلاده وتفلسف وسار في الآفاق).
تفنن أبو الصلت في علم الموسيقى، واتقن الضرب على العود، ونال شهرة عظيمة في هذا المجال، وله رسالة في الموسيقى تدل على مكانته العلمية الراقية في هذا الفن ، حيث بقيت هذه الرسالة متداولة بين معاصريه لإعجابهم بما احتوته من معلومات ثمينة في هذا الموضوع.
اهتم أبو الصلت اهتماما بالغا في العلوم الرياضية وخاصة علم الهندسة، حيث بذل مجهودا كبيرا في هذا المجال، حتى اتقنه، والف فيه كتابا في غاية الأهمية سماه (كتاب الاقتصار في الهندسة) تناول فيه بعض النظريات والمسائل ذات العلاقة القوية في علمي الفلك والموسيقى، وله مؤلف آخر (الوجيز في الهندسة) صنفه للملك الفضل شاهنشاه، ويؤكد ذلك حاجي خليفة في كتابه (كشف الظنون عن اسامي الكتب والفنون –المجلد الثاني).
اشتغل أبو الصلت في علم الفلك، وله صولة وجولة في هذا الحقل، ويظهر ولعه فيه واضحا وجليا في مؤلفه (الوجيز في علم الهيئة) الذي ضمن ارصاد علماء العرب والمسلمين في الاندلس صار من المراجع الضرورية لطلاب العلم في هذا الميدان، لذا يعد من علماء الفلك المرموقين في الاندلس.
أولى أبو الصلت عناية خاصة لصناعة ولطريقة استعمال الاسطرلاب، فكتب رسالة فيه سماها (رسالة العمل بالإسطرلاب) حيث ان لديه قناعة تامة بأهمية هذا الجهاز لرصد الكواكب، ولمعرفة ارتفاع الجبال وللملاحة، لهذا وضع رسالته هذه بلغة سهلة التناول.
توجد نسخة (رسالة في العمل بالإسطرلاب) كمخطوط في دار الكتب الظاهرية برقم 3090 وتحتوي على تسعين بابا، منها: الباب الأول في ماهية الاسطرلاب وما تشتمل عليه من الخطوط والاقسام، والباب السادس عشر ف معرفة وقت طلوع الفجر ومغيب الشفق، والباب السابع والثلاثون في معرفة مطالع البروج، والباب السادس والخمسون في معرفة سمت القبلة، والباب الثالث والسبعون في معرفة قدر الأعماق المنخفضة كالآبار والأدوية والصهاريج، والباب الثاني والثمانون في معرفة موضع القمر والكواكب المتحيرة، والباب التسعون في معرفة تسيير أي جزء شئت الى أي جزء شئت.
ينقل لنا موفق الدين بن ابي اصيبعة في كتابه (عيون الأبناء في طبقات الأطباء) بعضا من اشعاره الرقيقة، نورد منها بيتين عن الاسطرلاب:
تحمله وهو حامل فلكا لو لم يدر بالبنان لم يدر
مسكنه الأرض وهو نبئنا عن جل ما في السماء من خبر
معظم قصائده تدل على قوة ايمانه بالله واليوم الآخر، فهو شاعر صالح وصريح، لا يخشى في الحق لومة لائم، لا يريد من شعره مالا ولا جاها، بل كان يعلمه لوجه الله تعالى، حارب بشعره المنجمين والكهنة والمشعوذين الذين اساؤوا الى الحضارة العربية والإسلامية.
اما منزلة امية ابي الصلت بين أطباء الاندلس، فهي عالية جدا، حيث عرف بين معاصريه باسم (الحكيم)، وهذا اللقب يطلق عادة على المتفوقين في حقل الطب، ولذا يعتبره مؤرخو العلوم من عمالقة الطب ليس فقط في الاندلس ولكن في جميع انحاء المعمورة، حقا لقد وصل في صناعة الطب مكانة لم يبلغها احد من أطباء عصره خاصة في الاندلس.
ولابي الصلت دور عظيم في علم الصيدلة، حيث انه قضى مدة طويلة متنقلا في بعض أجزاء الدولة الإسلامية باحثا عن الأعشاب الطبية التي وضعها في كتابه (كتاب الادوية المفردة) الذي لعب دورا لامعا بين أطباء وصيادلة الامة العربية والإسلامية.
وخلاصة القول: تبين لنا ان أبا الصلت من علماء الطب والفلك المتميزين، ونتاجه العلمي يعطي فكرة جيدة عن بعض التقدم الذي وصلت اليه العلوم الطبية والفلكية في الاندلس.
يجب الا نفاجا اذا قرانا في يوم من الأيام عرضا عن مكانة ابي الصلت بين ادباء الحضارة العربية والإسلامية، فقد تمكن من معرفة الادب معرفة لم يحصل عليها غيره من الادباء، فشعره مملوء بالحكم التي نتم عن تجربة صعبة مر بها أبو الصلت .
عرف رحمه الله بالصبر والجلد والكفاح منذ طفولته، فقد تعرض لمصائب كثيرة، ولكنه كان يعتقد ان هذه سنة الحياة، ودائما يردد (يبتلى المؤمنون الاتقياء، ويمتحن الصالحون والاولياء)، فلله در امية بين عبد العزيز الداني على هذا الشعور النبيل.
ارجو ان تكون هذه الترجمة المختصرة عن ابي الصلت بادرة خير ودافعا للباحثين في تاريخ العلوم عند العرب والمسلمين ان يتناولوا اسهاماته العلمية والأدبية بالدراسة فهو علامة عصره في كل من الفلك والطب والموسيقى والادب والهندسة، حقيقة انه عقلية نادرة، لذا يجب ان يأخذ نتاجه حقه من التحقيق، لإبراز مكانته العلمية والأدبية بين علماء العالم.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|