تتمثل في المدن، بدرجات متباينة، مجمل الحرف التي يمارسها البشر، والتي يمكن تقسيمها الى ثلاث مجموعات هي:-

1- الحرف الأولية Primary Occupations:- وتضم السكان الذين يعملون بالزراعة، والصيد، وقطع الأخشاب، والتعدين، وهي كما نرى حرف تختص بالأرض، والتعامل معها بطريق مباشر دون وسيط ويسكن المشتغلون بها مراكز عمران صغيرة أو متوسطة الحجم نسبياً.

2- الحرف الثانوية Secondary:- وتختص بالصناعات التحويلية، كأن يقوم الإنسان بتصنيع منتجات الحرف الأولية، وتحوليها الى سلع متنوعة، ومن ثم تزداد قيمتها، وتتيح للبشر الانتفاع بها، مثال ذلك تصنيع المواد الغذائية والمشروبات، وتحويل الأقطان الى منسوجات، والأخشاب الى أثاث وسلع خشبية، والمعادن الى آلات ....، ويتم ذلك داخل مصانع عديدة ومتنوعة.

3- الحرف الثالثة Tertiary O.:- وتشمل مختلف حرف التقدم البيئي والبشري، كالتجارة، والإدارة، والتعليم، والخدمات الصحية والبلدية، والنقل، والترفيه.

وتأتي هذه المجموعة من الحرف فوق قمة التقدم الحضاري, ولكي نعرف وظيفة المدينة في ضوء ما تتميز به من حرف أي من المجموعات الثلاث، لابد لنا أن نحسب نسب المشتغلين من سكانها بأي من الحرف، فإن كانت نسبة المشتغلين بالتجارة من سكانها نحو 50% قلنا إنها مدينة تجارية، وهكذا في باقي الحرف، والواقع أن المدينة في بدايات نموها وتطورها قد تسودها حرفة معلومة، لكن ما أن تخطو خطوات واسعة في النمو والتطور، تتعدد وظائفها، ذلك أن كل وظيفة تستدعي قيام وظيفة أخرى، وفي المدن الكبيرة Metroplis كالمدن العواصم، تتعدد الوظائف: إدارية، وتعليمية، وصحية، وصناعية، وترفيهية. وهناك من المدن ما التصقت باسمها وظيفة معلومة مثل اكسفورد التي اشتهرت بجامعتها لكنها الآن أصبحت مركزاً أيضاً لصناعة السيارات، واشتهرت "ديترويت" بأنها مدينة صناعة السيارات في أمريكا، "وتورينو" "وميلانو" في إيطاليا بصناعة السيارات والدراجات، لكن لكل منها الآن وظائف أخرى.

ولعل المدن المقدسة هي التي تحظى بوظيفة رئيسية سائدة مثل مكة المكرمة والمدينة المنورة، والقدس الشريف، كذلك مدن المصايف والمنتجعات السياحية مثل مرسى مطروح والغردقة، وبعض المدن التاريخية الصغيرة مثل "رشيد" في مصر، و"يورك" في انجلترا، هذا وينبغي الأخذ بمعايير جامعة لمختلف الوظائف التي تقوم بها المدينة لسكانها، ولإقليمها، أي لمراكز العمران المجاورة لها والمحيطة بها.