أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-11-2020
3966
التاريخ: 22-5-2018
2054
التاريخ: 1-9-2017
1779
التاريخ: 12-5-2016
10013
|
في هذه المرحلة يجري النهر بطيئاً مترنحاً في سلسلة متتابعة من المنعطفات فوق واد عريض مستو، تحف به حافات صخرية منخفضة. ويصبح للارساب أهمية كبرى، بينما يتوقف النحت الرأسي باستثناء عملية شق المجرى خلال السهل الفيضي.
وأهم الظاهرات التي تتسم بها مرحلة الشيخوخة والتي نجدها في المجرى الأدنى للنهر ما يلي:
1- السهل الفيضي:
يمر تكوين السهل الفيضي بالأدوار الآتية:
الدور الأول: يتمثل في عملية توسيع الوادي عن طريق النحت الجانبي، ويتم ذلك في مرحلة النضج.
الدور الثاني: يتمثل في عملية الارساب التي تحدث على الجوانب المحدبة للمنعطفات، فينشأ من ذلك ظهور ضفاف نهرية إرسابية. ويتوالى تحرك المنعطفات على أرض الوادي، حتى تتغطى كلها بغطاء من الرواسب. وتبدأ تلك العملية في مرحلة النضج وتستمر في مرحلة الشيخوخة.
والدور الثالث: يميزه ارساب الغرين والطين على أرض الوادي. ويحدث ذلك حينما يفيض النهر، ويغطي على ضفافه، فينشر تلك الرواسب على جميع أرض الوادي. وتلك هي العملية الأخيرة في تكوين ونمو السهل الفيضي .... وتتميز السهول الفيضية عادة بعظم سمك رواسبها. ففي وادي النيل الأدنى على سبيل المثال لم تصل أعمال حفر الآبار رغم عمقها الى القاعدة الصخرية التي ترتكز عليها الرواسب النيلية. وفي موسم كل فيضان يستطيع النهر أن يوزع طبقة من الرواسب الغرينية فوق سهله الفيضي. وهي ظاهرة لها أهميتها الخاصة بالنسبة للزراعة في أودية الانهار الكبرى نظراً لأنها تجدد خصوبة الأرض، كما كان الحال بالنسبة لنهر النيل قبل انشاء السد العالي، وكما هو الحال بالنسبة لنهري دجلة والفرات، والأودية النهرية الآسيوية حيث يعتمد مئات الملايين من السكان على زراعة الأرز.
2- البحيرات المقتطعة:
عرفت أن النهر في مجراه الأدنى يسير مترنحاً فوق سهله الفيضي الفسيح المستوى، وتلك ظروف ملائمة لوجود المنعطفات. فتيار النهر يكون بطيئاً فلا تستطيع المياه التغلب على العقبات التي تعترضها، فتضطر الى تفاديها باللف حولها، فتنشأ نتيجة لذلك المنعطفات.
تأمل الشكل رقم (1) تجد منعطفاً نهرياً وقد اقتربت ضفتاه المقعرتان من بعضهما نتيجة لنحت المياه فيهما، وتلاحظ وجود عنق من اليابس يفصل بينهما نسميه "عنق المنعطف". وفي الشكل (1) نجد مياه النهر وقد نجحت بالنحت في اختراق عنق المنعطف مكونة لنفسها مجرى جديداً قصيراً بدلاً من مجرى المنعطف الذي كانت تسير فيه من قبل، ويحدث ذلك غالباً في موسم الفيضان. ويسمى المنعطف حينئذ "بالمنعطف المقطوع" نظراً لأنه قد اقتطع من المجرى النهري.
وفي الشكل (1 جـ) ترى النهر وقد كون سداً رسوبياً يفصل المجرى الجديد عند طرفي المنعطف المقطوع، فيبدو الأخير على شكل بحيرة هلالية الشكل تسمى بالبحيرة المقتطعة لأنها اقتطعت من مجرى النهر.
وبعد تكوين البحيرة المقتطعة، يظل الارساب مستمراً فوق قاع النهر وعلى ضفافه فيعلو مستواهما بالتدريج عن مستوى البحيرة المقتطعة. وهذا ما تشاهده في القطاع (شكل رقم 1جـ). ويكثر وجود المنعطفات والبحيرات المقتطعة في المجاري الدنيا للأنهار الكبيرة ومثلها نهر المسيسبي وميكونج (كامبوديا) وهو انجهو (بالصين).
وحين تنظر الى خريط لمجرى النيل في مصر تلاحظ وجود منعطفات تزداد عدداً في مجرى فرعي رشيد ودمياط. لكننا لا نرى بحيرات مقتطعة في وقتنا الحالي، ولا ينتظر تكوينها في المستقبل، لأن مصر تتحكم في مرى النهر فلا تسمح له بالسير على طبيعته. فهي تعرقل النحت بتقوية الجسور واقامة الرؤوس من الاحجار في المنحنيات التي يشتد فيها التيار، حتى لا تغطى المياه على الأراضي الزراعية.
ومع هذا فإنه يتضح من دراسة خريطة محافظ القليوبية أن هناك بحيرة مقتطعة كانت متصلة من قبل بفرع دمياط، وهناك قرية تقع في غربها بينها وبين فرع دمياط تسمى جزيرة الاعجام. ولا شك أن أمثال هذه البحيرة كانت موجودا من قبل، لكنها جفت وسويت وأضيفت الى الأراضي الزراعية.
3- الجسور الطبيعية ورفع قاع المجرى بالارساب:
يتم تكوين الجسور الطبيعية واطماء المجرى (اي رفع قاعه بالارساب) بالمراحل الآتية ....
(أ) يحدث الارساب على ضفاف نهر في مرحلة الشيخوخة (المجرى الادنىر للنهر) أثناء موسم الفيضان. ومع كل فيضان يزداد سمك الرواسب فيرتفع منسوب الضفاف. وبذلك تتكون الجسور الطبيعية.
(ب) ويحدث الارساب في قاع النهر في وقت التحاريق (في غير موسم الفيضان) ومن ثم يرتفع منسوب القاع.
(جـ) وبمرور الزمن، وبتكرار الارساب فوق قاع المجرى وضفافه، يصبح النهر وقد ارتفع منسوبه فوق مستوى سهله الفيضي.
وتعتبر مثل هذه الانهار التي تجري على منسوب يعلو مستوى سهولها الفيضية مصدر خطر وتهديد لمناطق العمران التي تحف بها. ففي مواسم الفيضان العالي قد تجتاح جسورها وتغطى المياه على سهولها الفيضية، فتحدث الكثير من التخريب والتدمير. ومثلها الهوانجو واليانجستي – كيانيج في الصين والمسيسبي في الولايات المتحدة والبو في شمال إيطاليا، فهي جميعاً تجري في أجزائها الدنيا فوق منسوب سهولها الفيضية، وتسبب فيضاناتها بين حين وآخر كوارث مدمرة.
4 - الدالات:
تنشأ الدالات من ارساب حمولة النهر وتراكمها عند مصبه في بحر أو بحيرة، وهي على عدة أشكال: فمنها المثلثي الشكل كدلتا النيل والكانج (الهند) والسند (باسكتان) وايراوادي (بورما)، ومنها ما يشبه قدم الطائر كدلتا المسيسبي شكل (2).
وتتكون الدالات في ثلاث مراحل هي (شكل 3):
المرحلة الأولى: يحدث الارساب ويتفرع النهر الى عدة فروع تحف بها جسور طبيعية، وتنشأ السنة وحواجز رسوبية، وتبدأ البحيرات في التكوين.
المرحلة الثانية: تبدأ البحيرات في الامتلاء بالرواسب، وتتحول الى مستنقعات ضحلة وتتسع الدلتا ويكبر حجمها.
المرحلة الثالثة: تصبح الأجزاء القديمة من الدلتا وقد غطتها النباتات الطبيعية، ويعلو مستواها تبعاً لذلك وأيضاً بسبب الارساب أثناء الفيضان. وتختفي المستنقعات بالتدريج. وتصبح هذه الأجزاء جافة صالحة للسكن وللاستغلال الاقتصادي.
تأمل خريطة الدلتا المصرية (شكل 4)، ولاحظ أنها دلتا ناضجة عمرها الإنسان منذ القدم، وهي أكثف جهات مصر سكاناً. ومع ذلك فما تزال أطرافها الشمالية عامرة بالبحيرات وهي من الشرق الى الغرب: المنزلة، البرلس، ادكو، مريوط. ويتفرع النيل حالياً الى الشمال من القاهرة الى فرعين رئيسيين هما: فرع دمياط وفرع رشيد، والأول أطول من الثاني اذ يبلغ طوله من القناطر الخيرية حتى البحر المتوسط 242 كم، بينما يقل طول فرع رشيد عن ذلك بنحو 6 كم.
وتنمو الدالات على حساب البحر كل عام. وهي تختلف في درجة نموها، فبعض الدالات تنمو أسرع من الأخرى اذا ما توافرت ظروف إرساب أنسب. فدلتا المسيسبي تتقدم في خليج المكسيك بمعدل 76 متراً كل عام، ودلتا نهر البو (في شمال ايطاليا) تنمو في البحر الأدرياتي بمعدل 12 متر كل عام. أما دلتا النيل فيد توقفت عن النمو فيا لبحر بسبب السد العالي الذي يحجز أمامه الرواسب.
شروط تكوين الدالات:
ينبغي لتكوين الدالات توافر شروط معينة هي:
1- أن تكون حمولة النهر كبيرة. وهذا يعني أن تكون التعرية النهرية نشيطة قوية في مجراه الأعلى.
2- أن يكون الجزء الأدنى من النهر في مرحلة الشيخوخة، حتى يكون النهر بطيء الجريان فيرسب معظم حمولته عند المصب. (النهر السريع الجريان يستطيع دفع رواسبه الى عرض البحر).
3- أن تكون منطقة المصب هادئة خالية من التيارات البحرية والأمواج وحركات المد والجزر، حتى لا تحرك الرواسب وتنقلها بعيداً عن المصب.
4- أن تكون البحيرات التي تعترض مجرى النهر قليلة أو معدومة، حتى لا يرسب النهر فيها حمولته فلا يصل منها الى المصب الا قليلاً.
5- أن تكون منطقة المصب ضحلة (غير عميقة وغير آخذة في الهبوط) فتنمو الدلتا بسرعة.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|