أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-7-2016
1791
التاريخ: 17-5-2016
3605
التاريخ: 11-7-2016
1965
التاريخ: 30-10-2015
1751
|
قال الإمام الصادق (عليه السلام) لتلميذه المزهى بالمفضل :
" فكر يا مفضل في هذه المعادن وما يخرج منها من الجواهر المختلفة مثل الجص والكلس والجبسين ، والذرنيخ ، و المرتك ، و القونيا والزئبق ، والنحاس والرصاص ، والفضة ، والذهب ، والزبرجد والياقوت ، والزمرد ، وضروب الحجارة ، وكذلك ما يخرج منها من القار (الزفت) ، و الموميا ، والكبريت ، والنفط وغير ذلك ، مما يستعمله الناس في مآربهم ، فهل يخفى على ذي عقل أن هذه كلها ذخائر ذخرت للإنسان في هذه الأرض ، ليستخرجها فيستعملها عند الحاجة إليها ثم قصرت حيلة الناس عندما حاولوا من ضعتها على حرصهم واجتهادهم في ذلك فإنهم لو ظفروا بما حاولوا من هذا العلم كان لا محالة سيظهر ويستفيض في العالم حتى تكثر الفضة والذهب ويسقطا عند الناس فلا تكون لهما قيمة ويبطل الانتفاع بهما في الشراء والبيع والمعاملات ولا كان يجبي السلطان الأموال ولا يدخرهما أحد للأعقاب " .
خلق الله تعالى الإنسان بعد خلق الأرض وهيأ له فيها كل ما يحتاجه من نبات وحيوان على ظاهرها ومن ذخائر وكنوز في باطنها فكما نرى ما على وجه الأرض من ضروريات عيشه وراحته تجد في جوفها أكثر وأكثر وكلها خلقت لمصالح الإنعام ومآربه وحاجياته .
ومما لا يخفى أن المواد الأولية التي يستمدها الإنسان من الأرض ويستعملها في الصناعات هي في الغالب من الصخور والمعادن .
فالمعدن يتكون من عنصر واحد أو عدة عناصر كما ذكره علماء الفن وأما الصخر فيتكون من مركبين معدنيين أو أكثر أو من خليط من العناصر بصورة لم يتحد بعضها مح بعض.
والمعدن الخام المستخرج من جوف الأرض هو صخرة أو معدن مؤلف من عدة عناصر أو مركباتها بصورة يمكن استثماره صناعيا لاستخراج مادة معينة منه وقد قسموا المعادن إلى قسمين فلزية ولا فلزية (شبيهة بالفلز).
فالفلز مثل الحديد والزئبق والذهب والفضة وأمثالها وشبه الفلز مثل الكلس والطباشير والسمنت واشباهها ونحن نذكرها حسبما ذكرها الإمام (عليه السلام) هنا دون فصل الفلز عن شبهه ، وكلها في الجبال فهي محل تلك الكنوز والذخائر أعدت للإنسان.
أولا- الجص وهو عبارة عن قطع من الأحجار النقية تؤخذ من الجبال ثم يوضع بعضها فوق بعض مسطرة كدائرة فارغة الوسط ثم يوقد في وسطها النار بالحطب الكثير حتى تسود ثم تحمر ثم تبيض صافية وذلك علامة نضجها وصيرورتها جصا فترفع لتستعمل في الأبنية ، ومن خواصه أنه يلصق الأحجار والطابوق في العمارات لأنه ذو غروية وصمغية لذلك يستعمل ايضا لطلاء الجدران واشباهها من الاعمال البنائية.
ثانيا- الكلس وهو حجر معروف يوجد بكثرة في كثير من الجبال والأماكن وهو عبارة عن طبقات واسعة يقال أنها تكونت من قشور الحيوانات القديمة جدا منذ قرون وعلى كل فأن هذا الحجر يطبخ حتى يكون أبيض ناعما يستخدم في الأبنية كالأصباغ البيضاء وللطلاء والملاط وما أشبه ذلك.
ثالثا - الجبسين (بفتح الجيم ) حجر جبلي رخو سريع التفتت ذو طبقات ينفصل بعضها عن بعض بسهولة قيل أنه طلق لم ينضج وقيل أنه في الأصل كان زئبقاَ غلبت عليه الأجزاء الترابية فتحجر وقيل رخام قصر طبخه في الأرض وهو لم يخل من بورقية ، وأجوده الأبيض وقد يوجد منه الأحمر.
رابعا - الزرانيخ (الزرنيخ) كلمة يونانية تطلق على مادة معدنية قد توجد وحدها وقد تكون موجودة ممزوجة مع معدن أخر مثل النيكل أو الحديد أو البزموت أو الانتيمون ، وقد توجد في بعض المياه المعدنية ، وهي كالحبوب أو كالصفائح سنجابية اللون مع لمعان عند استخراجها من محلها ولكن إذا عرضت للهواء كمد لونها ، لا رائحة لها ولا طعم غير إنها إذا فركت باليد أعطت رائحة الثوم وهي مادة سمية من أقوى السمومات المعدنية ، لا تستعمل منفردة إلا في الطب إذا أصلحت بالمركبات الأخرى.
أما أثر تسيمها للابدان فهو أن ترخى المجموع العصبي وتحدث ارتجافا في الأعضاء وسقوطا في القلب وعلى الأغلب تلهب المنسوجات البدنية وتحدث السبات وأحيانا القيء الدموي والعرق البارد وقد تعقب الموت.
خامسا - المرتك وهو المسمى (مرد اسنج) أيضأ وهو حجر مصنوع من خلط بعض المعادن ببعضها عدا الحديد وعلى الأغلب يعمل من الرصاص والخارصين بطريق الأحراق ، والذهبي منه أحمر والفضي بنفسجي والرصاصي مائل للحمرة وأحسنه الأصفر الصافي البراق الثقيل الوزن.
سادسا - التوتيا ويسمى (الخارصين) و(الزنك) معدن صلب أبيض لامع ضارب إلى الزرقة بتأكد في الهواء واذا أحمى على النار يلين ويطرق ، وهو غالبا لا يوجد خالصا بل ممزوجا مع معادن أو مواد أخرى تفصل عنه بالتحليل فيكون أحيانا ممزوجا مع الكربونات فيسمى ( أفليميا أفلامين - حجر التوتيا حجر السليمافى) وهذا الاسم الأخير أكثر شهرة وقد يكون ممزوجا مع الكبريت فيسمى (جالين الكاذب ) وهو متبلور ذو رونق شفاف إلى صفرة أو سمرة قليل الصلابة ، وقد يمزج مع (الأكسجين ) فيسمى (توتيا).
ويستخرج منه مستحضرات طبية كثيرة منها - أكسيد دوزنك - كربنات الزنك - كلور الزنك - يدور دوزنك - وهذا الأخير يستعمل في التصوير الشمسي أكثر أو الزنك مطلقا يستعمل في الصناعة غالبا .
سابعا - الزئبق وهو فلز من اكثف الفلزات وهو الوحيد الذى يوجد بحالة ذائبة أو سائلة في درجة الحرارة المعتدلة ، ويستعمل في ميازين الحرارة (الترومتر البارومتر) وفي مصابيح بخار الزئبق وبعض المفرقعات ، وله فوائد أخرى كثيرة مثل سيكة مع فلزات أخرى لتفضيض ظهور المرايا الرخيصة إذا سبك مع (التنك) كما يستعمل بسبكه مع الفضة والتنك في ملأ الأسنان لدى أطباء الأسنان ويستعمل كدواء لبعض الأمراض كما في كتب الطب .
ثامناً – النحاس وهو فلز مهم ومعدن مفيد يوجد بكثرة في الجبال لشدة حاجة الناس له بعد الحديد وقد اكتشفه الهنود منذ القديم في سواحل بحيرة (سوبريور) فاستعملوه أولا لرؤس السهام في الحرب ثم استعمل لأواني الطبخ وهو أصلح من الحديد وأقوى في عمل الأسلاك الكهربائية والمسامير والصفائح المستعملة في عمل البواخر وشبكات الشبابيك وغيرها وقد يسبك مع الخارصين والبرونز أو مع الصفيح (التنك) فيحصل منه (البرنج) ولكن لما كان وضع الخل وبعض الفواكه الحامضة والخضر في النحاس مما يولد مادة سامة ، كان استعمال الأواني الآمينيومية (الفافون) أصلح لهذا الغرض .
تاسعاً - الرصاص معدن معروف وهو مادة عنصرية من رتبة الفلزات والخالص منه أبيض سنجابي إلى زرقة ذو لمعان معدني وهو موصل للحرارة الكهربائية ، واذا كان فيه مقدار من الفضة يتبلور على هيئة كعوب ولا يتصعد بحرارة فلا يمكن استقطاره كالخارصين ، وجسمه لدن قابل للطرق ولكنه ضعيف التماسك ويمكن عمل اسلاك منه ، ويعمل منه حروف للطباعة ، ويلحم به الصفيح وشبهه ويطلى بذائبه بعض الأشياء منفرداً أو ممزوجاً مع عناصر أخرى فيستعمل لصبغ الأبواب والجدران وغيرها ويسمى (بويه) إلى غير ذلك من المنافع .
عاشراً - الفضة معدن مرن كالذهب يستخرج من الجبال ممزوجاً مع الأتربة الخشنة ويستعمل غالباً في منع المسكوكات والمصوغات وبعض أدوات الأكل كما يستعمل في طلاء المرايا الثمينة وتستعمل أملاحها في صناعة التصوير ، ولمرونتها لا تستعمل في المسكوك إلا ممزوجة مع النحاس .
الحادي عشر - الذهب وهو فلز مرن من أجمل الفلزات قاطبة لكن لا تقاس فائدته بالحديد والنحاس ، لونه أصفر والى حمرة ، يستخرج من الجبال مخلوطاً مع الرمل والحصى ، وكثيراً ما يستعمل في المصوغات والمسكوكات لكن بعد خلطه مع النحاس أو مواد أخرى .
الثاني عشر - الزبرجد وهو جوهر زجاجي مكون من الآلبومين والسليكا والجلوسين يميل إلى الخضرة التي تنشأ من أكسيد الحديد ، وهو قسمان الحجر الأخضر أو الزمرد الأصلي والحجر الأخضر البحري المشرب بزرقة أو صفرة وهو متبلور على هيئة منشورات منتظمة مسدسة القاعدة مربعة الوجوه الجانبية وربما كان بيضوي الشكل ، ويوجد في دهاليز عميقة في الجبال ، وهو معدن شريف في الجامدات كالذهب في المنطرقات .
أما الزمرد فهو لغة فيه بل هو عينه وان ذكر هنا منفرداً .
الثالث عشر - الياقوت من أنفس الأحجار المعدنية واشرف أنواعها عظيم القدر لدى الناس وهو أحمر وأصفر وقد يكون أخضر أو فستقي أو أبيض وأجوده الأحمر أو الرماني الصلب الشفاف الكبير الحجم وقيل أنه ينعقد في معدنه من الكبريت والزئبق بفعل البرودة في جوف الجبال . وهذا قول .
الرابع عشر - الحجارة وهي كل صخرة غير لامعة مقتطعة من الجبال لتستعمل في البنا ، كحجر الكلس وحجر الرمل والغرانيب والمرمر وأمثالها كما ذكرناها آنفاً .
الخامس عشر - القار (القير) سائل صلب أسود يخرج من عيون الماء في الجبال ، له رائحة خاصة مركب من الزفت والكبريت يفيد لطلي السفن والقفاف الخوصية والأطباق والحياض وغيرها .
السادس عشر - الموميا لفظ يوناني معناه حافظ الأجساد وهو سيال ثخين أسود كالقار يقطر من بعض الشقوق في الجبال ولكنه قليل الوجود لا يحصل إلا بالمشقة لذلك يهدى إلى الملوك بأثمان باهضة لعظم نفعه لأنه يلحم الجروح الغائرة الخطرة مهما كان سببها ويجبر الكسور مهما عظمت ويزيل أوجاع الظهر والمفاصل والأعصاب مهما بلفت إلى غيرها .
السابع عشر - الكبريت جسم حجري رخو يتولد من بخار يابس دخاني وبخار لطيف رطب دهني تطبخهما الشمس الحارة فيتكون من الدهنية والحرارة والخفة واللطافة ، لهذا تراه يشتعل بسرعة ويفيء في معدنه كالنار ، ويوجد في بعض العيون المسماة بالعيون الكبريتية ، يستحم بمائها للأمراض الجلدية ، وله منافع طبية كثيرة تذكر في مظانها من كتب الطب.
الثامن عشر - النفط ويسمى (البترول - الزيت الخام) سائل كثيف لونه أصفر فاتح أو أحمر أو أسمر أو اسود ولكنه في الغالب يظهر أسود ضارباً إلى الخضرة ، ويعتقد أنه يتكون من التفسخ البعلي ، الحاصل في النباتات والحيوانات البحرية المدفونة على مر الأجيال تحت طبقات الترسبات فهو يوجد في الصخور الرشوحة أو ذات المسام وموضعها قد يكون على قرب من سطح الأرض وأحياناً تحت عمق آلاف من الأقدام ، وانما لا يخرج إلى الأرض لوجود صخور عديمة المسام أو صلصال قوي فوق الطبقات التي يوجد فيها الزيت.
وقد كان معروفاً منذ القدم فقد عرفه الإيرانيون واستعملوه في معابدهم منذ قرون قبل المسيح .
أما استعماله بشكله الحاضر فهو حديث جداً يقال أنه في عام 2٩١٨ م ، ويقول الكيماويون أنه خليط من مركبات كيماوية ثمينة تستخرج بالتقطير.
منها - غاز الغازولين - ونفط الأضاءة - البنزين - واثير البترول - ودهن المكائن - ودهن الوازلين - والبارافين - وغيرها وأخيراً النفط الأسود .
هذه هي المعادن وأشباهها أي الفلزات واللافلزات التي أودعها الله تعالى في الجبال والأرض لتكون ذخيرة نافعة للإنسان ينتفع بها لدى الحاجة .
وما أكثر احتياجاته في حياته تلك الحاجات الضرورية التي ادخرها الله له للإضاءة أو البناء أو الوقود أو المداواة أو الزينة أوالمعاملة وحتى استقامة الحكومات وأمثالها بعد علمه بها قبل خلق الإنسان والحيوان .
" فسبحانه من عليم خبير لطيفه " .
أما الإنسان فقد حاول مع تلك النعم المدخرة له حرصاً وطمعاً أن يصنع مثل الذهب والفضة في عمل وحلية سماه (الكيميا) .
واجتهد في ذلك لكنه قصر عن ما حاول وفشل في عمله لأن الله تعالى لم يرد ذلك .
لأنه لو ظفر بمثل هذا العلم (الكيميا) الموجود حقيقة لدى الراسخين في العلم لكثر نتاجه واستفاض على العالم فتكثر الفضة والذهب .
واذا كثرت وهي المدار لاستقامة الأعمال والمعاملات والتجارات سقط اعتبارهما لدى الناس ولم تبق لهما قيمة فبطل الانتفاع بهما في البيع والشراء بل وكل المعاملات .
ثم كان اللطان لا ينتفع من جباية الأموال إلى الخزانة إذ لا قيمة لها فلا يستقيم له بذلك جندا وموظفون ، كما لا يتصور أحد أن يدخرها لعقبة نظراً لرخصها وكثرتها وعدم تقديرها .
فانظر إلى هذا التدبير الحكيم وتأمل هذا النظام البديع ثم اعتبر واذا خاطبك الجاهلون فقل سلاماً .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|