فيتامين (C) : حامض الإسكوربيك : (Ascorbic Acid)

اقترنت شهرة هذا الفيتامين بمرض الاسقربوط، لقد عرف داء الاسقربوط قديما، مما كان يصيب البحارة الذين يسافرون في البحر لفترات طويلة، ومن الحوادث التي يذكرها التاريخ ما أصاب بعثة فاسكودي كاما في رأس الرجاء الصالح، والتي فقد فيها أكثر من نصف الرجال المرافقين له. كما ضرب المرض في سنة (1535م) البعثة الاستكشافية لكندا، وعلى الرغم من اكتشاف الدور المؤثر لمقاومة المرض عند تناول الليمون في سنة (1700م) واقتراح ليند (Lind) عام 1717م، وهو أحد جراحي البحرية البريطانية، اضافة عصير الليمون كمادة غذائية اساسية للبحارة، الا ان هذه النصيحة لم تدخل في حيز التطبيق الا بحلول عام 1795م. وقد تم عزل الفيتامين في عام 1930م والتعرف على الركيب الكيميائي له وأطلق عليه اسم حامض الإسكوربيك (Ascorbic acid).

تستطيع جميع النباتات ومعظم الحيوانات (عدا خنزير غينيا والانسان) صناعة حامض الإسكوربيك، ويعود سبب عدم قدرة الإنسان على صناعته بسبب غياب الانزيمات المهمة الداخلة في عملية بناءه عند الإنسان. لا تعرف جميع الوظائف البايولوجية لهذا الفيتامين لغاية الآن الا ان اكسدة حامض الاسكوربيك الى ديهايدرو حامض الاسكوربيك يشير الى ان له دور في تفاعلات الاكسدة والاختزال التي تحدث في الجسم، ويختزل حامض الاسكوربيك عادة بواسطة الكلوتاثايون (Glutathione = G SH) يساعد حامض الإسكوربيك (Vit.C) في امتصاص الحديد من القناة الهضمية، كما انه يساعد في عملية التئام الجروح التي تشمل تكوين الانسجة الرابطة، وذلك من خلال تحويل حامض البرولين الى حامض هيدروكسي برولين خلال تصنيع الكولاجين والألاستين، كما ان له دوراً مهما في صيانة وتكوين المواد التي تربط خلايا العظام والانسان والغضاريف، وجدران الشعيرات الدموية يحتاج الإنسان البالغ الى (60) ملغم في اليوم من فيتامين (C)، اما بالنسبة الى المرأة فتزداد الحاجة الى فيتامين (C) اثناء فترة الحمل والرضاعة. اما الطفل فيحتاج الى (4) ملغم يوميا، والطفل الرضيع الى (35) ملغم في اليوم. تعتبر الحمضيات من أغلى المصادر لفيتامين (C) على الاطلاق، وتحتوي الطماطا، واللهانة، والقرنابيط على كميات لا بأس بها من هذا الفيتامين.