الفيتامينات والمرافقات الانزيمية

(Vitamins and Coenzymes)

تشكل السكريات والدهنيات، والبروتينات اضافة الى الماء والمعادن المواد الأساسية التي يحتاجها الإنسان في غذائيه اليومي، والتي منها يستطيع الحصول على الطاقة التي تعتبر ضرورية جدا في استمرار ديمومة نموه وتكاثر خلاياه، كذلك توفر له هذه المواد الغذائية، الجزيئات الاولية والتي يمكن استغلالها لتحضير المركبات التي تحتاجها الخلايا في دورة حياتها. اضافة الى ما ذكر من مواد تدخل في غذاء الحيوانات والانسان، فان الإنسان كذلك بحاجة الى صنف اخر من المواد الغذائية العضوية، وهي كذ2لك ضرورية لاستمرار حياته وتعرف : بالفيتامينات، وتكون الحاجة إليها بكميات قليلة جداً لكن عدم توفرها يسبب العديد من الاختلالات الفسيولوجية والاصابة بالامراض جراء سوء التغذية، والتي يمكن علاجها بإعادة التوازن لهذه المواد العضوية في الوجبات الغذائية .. فما هي الفيتامينات؟

للاجابة على هذا السؤال نقول، ان الفيتامينات مجموعة من المركبات العضوية ذات تراكيب كيميائية مختلفة، ولها أوزان جزيئية منخفضة بالقياس الى المواد الغذائية الأساسية مثل السكريات والبروتينات والدهون. لا تستطيع خلايا جسم الإنسان تصنيعها، وهي عادة يتم صناعتها في النسيج النباتي، ويدخل بعضها في بناء النسيج الحيواني، لكن بكميات قليلة جدا. لقد تم التعرف على ان بعض الكائنات المجهرية تقوم بصناعة بعضاً من هذه الفيتامينات.

 ان الإنسان والحيوان، وكما أشرنا لا يستطيعان صناعة هذه المركبات، لذلك أصبح من الضروري تواجدها ضمن مكونات وجباته الغذائية. وفي حالات قليلة يمكن ان تتكون بعض الفيتامينات في الانسجة الحيوانية، بعد تناوله مواد غذائية تحتوي في تراكيبها على طلائع الفيتامينات Provitamins، والتي تقوم بعض الخلايا الحيوانية بأحداث تغيرات تركيبية في تراكيب هذه الطلائع محولة إياها الى الفيتامينات، ومثال على ذلك مركبات الكاروتين والتي تعتبر أحد المصادر الأساسية في صناعة فيتامين A وكذلك طلائع زمرة فيتامين (D).

ان نقص الفيتامينات في الوجبات الغذائية يؤدي الى حدوث خلل كبير يطرأ على عملية الايض للمواد الداخلةى في تغذية الإنسان. وكذلك يؤدي الى ظهور العديد من الامراض الناجمة عن سوء التغذية، مثل أمراض الإسقربوط (Scurvy)، والبلاكرا (Pellagra)، ومرض البري بري (Beri – Beri)، وكساح الأطفال (Rikets).

ان هذه الملاحظات جعلت البايوكيميائي البولندي (Casimir Funk) يقترح في عام (1912) نظرية أسماها (Vitamine Theory) لتفسير حدوث هذه الامراض نتيجة فقدان أربعة مواد غذائية اساسية. وقد اعتقد حينئذ ان هذه المواد هي مركبات أمينية لذلك سماها (Vitamine) كما تمكن في العام نفسه العالم الانكليزي (F.G. Hopkins) في تجارب أجراها على الفئران، من اكتشاف ان كميات قليلة من المواد الغذائية التي يمكن الحصول عليها من الحليب تعتبر ضرورية جداً للنمو الطبيعي، وفي العام (1915) توصل العالمان (Mocollum) و (Davis) في جامعة وسكونسن الأمريكية الى ان نمو الفئران الطبيعية يتطلب وجود عاملين رئيسيين يذوب احدهما في المذيبات الدهنية، ويذوب الآخر في الماء وبعد ذلك بعدة سنوات أتضح ان فيتامين (A) هو ليس من المركبات الأمينية، لذلك تم حذف الحرف (e) من التسمية ليصبح الاصطلاح (Vitamin) هو السائد. بعدها توالت الابحاث الهادفة الى عزل واكتشاف الفيتامينات، فتم اكتشاف فيتامين (C)، وفيتامين (D). وفي سنة (1922) اكتشف فيتامين E، وكما تم اكتشاف فيتامين (K) في سنة (1930) وفي نفس الوقت اكتشفت معقدات فيتامين (B). لتنتهي بعدها المتاعب والمعاناة الانسانية التي ارتبطت بفقدان الفيتامينات من الوجبات الغذائية