المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الفرعون رعمسيس الثامن
2024-11-28
رعمسيس السابع
2024-11-28
: نسيآمون الكاهن الأكبر «لآمون» في «الكرنك»
2024-11-28
الكاهن الأكبر (لآمون) في عهد رعمسيس السادس (الكاهن مري باستت)
2024-11-28
مقبرة (رعمسيس السادس)
2024-11-28
حصاد البطاطس
2024-11-28

الجلاس بن سويد
2023-02-05
Origin of Eukaryotic Cells
19-11-2016
ماهي الوسائل لتشخيص وتمييز الادغال والاعشاب؟
31-12-2021
الوصف - اعداد الموقع
2023-08-26
التشريح الداخلي للقراد Internal Dissection of Ixodids
30-7-2021
Parallel Postulate
21-2-2022


[تأبين القعقاع وأبو أسود الدؤلي لأمير المؤمنين  
  
3489   12:08 مساءاً   التاريخ: 9-5-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
الجزء والصفحة : ج11,ص275-277.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / شهادة أمير المؤمنين والأيام الأخيرة /

وقف القعقاع بن معبد بن زرارة التميمي على حافّة القبر الشريف وأخذ يصوغ من حزنه ولوعته على فقد الإمام قائلا : رضوان الله عليك يا أمير المؤمنين! فو الله! لقد كانت حياتك مفتاح خير ولو أنّ الناس قبلوك لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم ولكنّهم غمطوا النعمة وآثروا الدنيا على الآخرة .

إنّ حياة الإمام مصدر هداية ورحمة وخير إلى الناس أجمعين ولو أنّ الأمور استقامت للإمام بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه واله) لعمّ الخير وسادت القيم التي جاء بها الإسلام وما مني المسلمون بالكوارث والخطوب.

ولمّا انتهى نعي الإمام (عليه السلام) إلى أبي الأسود الدؤلي وتقلّد الإمام الحسن (عليه السلام) للخلافة خطب خطبة بليغة أبّن فيها الإمام وأشاد بولده الإمام الحسن (عليه السلام) وكان من بنود خطبته ما يلي : إنّ رجلا من أعداء الله المارقة عن دينه اغتال أمير المؤمنين عليّا كرّم الله وجهه ومثواه في مسجده وهو خارج لتهجّده في ليلة يرجو فيها مصادفة ليلة القدر فقتله فيها لله من قتيل! وأكرم به وبمقتله وروحه! من روح عرجت إلى الله تعالى بالبرّ والتقوى والإيمان والإحسان لقد أطفئ منه نور الله في أرضه لا يبين بعده أبدا فإنّا لله وإنّا إليه راجعون وعند الله نحتسب مصيبتنا بأمير المؤمنين.

ثمّ بكى حتى اختلفت أضلاعه وقال : ثمّ أوصى بالإمامة بعده إلى ابن رسول الله (صلى الله عليه واله) وابنه وسليله وشبيهه في خلقه وهديه وإنّي لأرجو أن يجبر الله به ما وهى ويسدّ به ما انثلم ويجمع به الشمل ويطفئ به نيران الفتنة فبايعوه ؛ فبايعته الشيعة وتوقّف عن بيعته من كان يرى رأي العثمانية ورثى أبو الأسود الإمام بهذه الأبيات :

ألا أبلغ معاوية بن حرب          فلا قرّت عيون الشّامتينا

أفي شهر الصّيام فجعتمونا       بخير النّاس طرّا أجمعينا؟

قتلتم خير من ركب المطايا     وخيّسها  ومن ركب السّفينا

ومن لبس النّعال ومن حذاها       ومن قرأ المثاني والمئينا

لقد علمت قريش حيث حلّت         بأنّك خيرها حسبا ودينا

وأشاد أبو الأسود بمكانة الإمام (عليه السلام) ووسم من اغتاله بأنّه عدوّ الله وأنّ قتله أعظم كارثة مدمّرة مني بها العالم الإسلامي فيا له من قتيل لا شبيه له في مثله وتقواه!




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.