أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-10-31
3405
التاريخ: 10-02-2015
3323
التاريخ: 18-10-2015
3465
التاريخ: 31-01-2015
3705
|
كان الإمام (عليه السلام) من أندى الناس كفّا ومن أكثرهم برّا وإحسانا إلى المحتاجين وكان لا يرى للمال قيمة سوى أن يردّ به جوع جائع أو يكسو به عريان وكان يؤثر الفقراء على نفسه ولو كانت به خصاصة وهو وأهل بيته الذين أطعموا المسكين واليتيم والأسير قوتهم وطووا ثلاثة أيام صياما لم يذوقوا سوى الماء القراح فأنزل الله تعالى فيهم سورة {هل أتى} فكانت وسام فخر وشرف لهم على امتداد التاريخ تشيد بفضلهم وسموّ مكانتهم عند الله تعالى حتى يرث الله الأرض ومن عليها ؛ والإمام (عليه السلام) هو الذي تصدّق بخاتمه على المسكين في أثناء صلاته فأنزل الله تعالى في حقّه الآية الكريمة : { إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ} [المائدة: 55] , ومن شذرات برّ الإمام (عليه السلام) وجوده على الفقراء لم يبغ بما قدّمه لهم من إحسان إلاّ وجه الله تعالى والدار الآخرة :
١ ـ روى الأصبغ بن نباتة قال : جاء رجل إلى الإمام فقال له : يا أمير المؤمنين إنّ لي إليك حاجة قد رفعتها إلى الله تعالى قبل أن أرفعها إليك فإن قضيتها حمدت الله تعالى وشكرتك وإن لم تقضها حمدت الله تعالى وعذرتك , فقال له الإمام (عليه السلام) : اكتب حاجتك على الأرض فإنّي أكره أن أرى ذلّ السّؤال على وجهك , فكتب الرجل إنّي محتاج فأمر الإمام بإحضار حلّة فاتي بها إليه فأخذها الرجل فلبسها وقال :
كسوتني حلّة تبلى محاسنها فسوف أكسوك من حسن الثّنا حللا
إن نلت حسن ثنائي نلت مكرمة ولست تبغي بما قد قلته بدلا
إنّ الثّناء ليحيي ذكر صاحبه كالغيث يحيي نداه السّهل والجبلا
لا تزهد الدّهر في خير تواقعه فكلّ شخص سيجزى بالّذي عملا
وأمر الإمام بمائة دينار فلمّا حضرت دفعها له وبادر الأصبغ قائلا : أمير المؤمنين ومائة دينار؟!
فأجابه الإمام : سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول : أنزلوا النّاس منازلهم وهذه منزلة الرّجل عندي .
٢ ـ من بوادر جوده أنّه لمّا قسّم بيت مال البصرة على جيشه لحق كلّ واحد منهم خمسمائة درهم وأخذ هو مثل ذلك فجاءه شخص لم يحضر الواقعة فقال له : كنت شاهدا معك بقلبي وإن غاب عنك جسمي فاعطني من الفيء شيئا؟ فدفع إليه ما أخذه لنفسه ورجع ولم يصب من الفيء شيئا .
٣ ـ روى المعلّى بن خنيس عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّ عليّا (عليه السلام) أتى ظلّة بني ساعدة وكانت السماء قد أمطرت وهو يحمل جرابا فيه الخبز فمرّ على قوم نيام وهم من الفقراء فجعل يدسّ الرغيف والرغيفين تحت فراشهم حتى أتى على آخرهم ثمّ انصرف .
٤ ـ خرج الإمام (عليه السلام) وهو يحمل على ظهره قربة وفي يده صحفة وهو يقول : اللهمّ وليّ المؤمنين وإله المؤمنين وجار المؤمنين اقبل قرباتي اللّيلة فما أمسيت أملك سوى ما في صحفتي وغير ما يواريني فإنّك تعلم أنّي منعته نفسي مع شدّة سغبي في طلب القربة إليك غنما اللهمّ فلا تخلق وجهي ولا تردّ دعوتي واخذ يطعم الفقراء .
٥ ـ كان الإمام (عليه السلام) يملك أربعة دراهم تصدّق بواحد ليلا وبالثاني نهارا وبثالث سرّا وبالرابع علانية فنزلت فيه الآية الكريمة : {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ} [البقرة: 274] .
٦ ـ كان رجل مؤمن فقير في عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) ساكنا في دار ضيّقة وبجوارها حديقة لشخص موسر وفيها نخل يتساقط تمرها على دار الفقير فيبادر من حرصه إلى أخذ التمر من أفواه الأطفال وشكا الفقير ذلك إلى النبيّ (صلى الله عليه وآله) فبادر إلى صاحب الحديقة وطلب منه أن يبيعها عليه ويأخذ مكانها بستانا في الفردوس الأعلى فأبى وقال : لا أبيعك عاجلا بآجل فانصرف النبيّ (صلى الله عليه وآله) متأثّرا فرأى الإمام فأخبره بالأمر فتوجّه الإمام صوب ذلك الرجل وطلب منه أن يبيعه بستانه فقال له : أبيعك بحائطك الحسن فرضي الإمام وباعه عليه وسارع الإمام إلى الرجل الفقير فوهب له تلك البستان .
هذه بعض البوادر من سخائه وجوده على الضعفاء والفقراء يقول الشعبي : كان عليّ أسخى الناس كان على الخلق الذي يحبّه الله وهو السخاء والجود ما قال لا لسائل قطّ .
وقد أجمع المؤرّخون والمترجمون له أنّه لم يكن يبغي فيما أنفقه أي غرض من أغراض الدنيا كالجاه والسمعة وذيوع الاسم فإنّ ذلك لم يفكّر به وإنّما كان يبغي وجه الله تعالى وما يقرّبه إليه زلفى .
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
المجمع العلميّ يُواصل عقد جلسات تعليميّة في فنون الإقراء لطلبة العلوم الدينيّة في النجف الأشرف
|
|
|