المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
رجوع البصرة إلى بني أمية.
2024-11-02
إمارة مصعب بن الزبير على العراق.
2024-11-02
مسنونات الاذان والاقامة
2024-11-02
خروج البصرة من يد الأمويين.
2024-11-02
البصرة في عهد الأمويين.
2024-11-02
إمارة زياد على البصرة.
2024-11-02



عظمة سخاء أمير المؤمنين وجوده  
  
4912   09:45 صباحاً   التاريخ: 8-5-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
الجزء والصفحة : ج1, ص120-123.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

كان الإمام (عليه‌ السلام) من أندى الناس كفّا ومن أكثرهم برّا وإحسانا إلى المحتاجين وكان لا يرى للمال قيمة سوى أن يردّ به جوع جائع أو يكسو به عريان وكان يؤثر الفقراء على نفسه ولو كانت به خصاصة وهو وأهل بيته الذين أطعموا المسكين واليتيم والأسير قوتهم وطووا ثلاثة أيام صياما لم يذوقوا سوى الماء القراح فأنزل الله تعالى فيهم سورة {هل أتى} فكانت وسام فخر وشرف لهم على امتداد التاريخ تشيد بفضلهم وسموّ مكانتهم عند الله تعالى حتى يرث الله الأرض ومن عليها ؛ والإمام (عليه‌ السلام) هو الذي تصدّق بخاتمه على المسكين في أثناء صلاته فأنزل الله تعالى في حقّه الآية الكريمة : { إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ} [المائدة: 55] , ومن شذرات برّ الإمام (عليه‌ السلام) وجوده على الفقراء لم يبغ بما قدّمه لهم من إحسان إلاّ وجه الله تعالى والدار الآخرة :

١ ـ روى الأصبغ بن نباتة قال : جاء رجل إلى الإمام فقال له : يا أمير المؤمنين إنّ لي إليك حاجة قد رفعتها إلى الله تعالى قبل أن أرفعها إليك فإن قضيتها حمدت الله تعالى وشكرتك وإن لم تقضها حمدت الله تعالى وعذرتك , فقال له الإمام (عليه‌ السلام) : اكتب حاجتك على الأرض فإنّي أكره أن أرى ذلّ السّؤال على وجهك , فكتب الرجل إنّي محتاج فأمر الإمام بإحضار حلّة فاتي بها إليه فأخذها الرجل فلبسها وقال :

كسوتني حلّة تبلى محاسنها               فسوف أكسوك من حسن الثّنا حللا

إن نلت حسن ثنائي نلت مكرمة                   ولست تبغي بما قد قلته بدلا

إنّ الثّناء ليحيي ذكر صاحبه               كالغيث يحيي نداه السّهل والجبلا

لا تزهد الدّهر في خير تواقعه             فكلّ شخص سيجزى بالّذي عملا

وأمر الإمام بمائة دينار فلمّا حضرت دفعها له وبادر الأصبغ قائلا : أمير المؤمنين ومائة دينار؟!

فأجابه الإمام : سمعت رسول الله (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) يقول : أنزلوا النّاس منازلهم وهذه منزلة الرّجل عندي .

٢ ـ من بوادر جوده أنّه لمّا قسّم بيت مال البصرة على جيشه لحق كلّ واحد منهم خمسمائة درهم وأخذ هو مثل ذلك فجاءه شخص لم يحضر الواقعة فقال له : كنت شاهدا معك بقلبي وإن غاب عنك جسمي فاعطني من الفيء شيئا؟ فدفع إليه ما أخذه لنفسه ورجع ولم يصب من الفيء شيئا .

٣ ـ روى المعلّى بن خنيس عن الإمام الصادق (عليه‌ السلام) أنّ عليّا (عليه‌ السلام) أتى ظلّة بني ساعدة وكانت السماء قد أمطرت وهو يحمل جرابا فيه الخبز فمرّ على قوم نيام وهم من الفقراء فجعل يدسّ الرغيف والرغيفين تحت فراشهم حتى أتى على آخرهم ثمّ انصرف .

٤ ـ خرج الإمام (عليه‌ السلام) وهو يحمل على ظهره قربة وفي يده صحفة وهو يقول : اللهمّ وليّ المؤمنين وإله المؤمنين وجار المؤمنين اقبل قرباتي اللّيلة فما أمسيت أملك سوى ما في صحفتي وغير ما يواريني فإنّك تعلم أنّي منعته نفسي مع شدّة سغبي في طلب القربة إليك غنما اللهمّ فلا تخلق وجهي ولا تردّ دعوتي واخذ يطعم الفقراء .

٥ ـ كان الإمام (عليه‌ السلام) يملك أربعة دراهم تصدّق بواحد ليلا وبالثاني نهارا وبثالث سرّا وبالرابع علانية فنزلت فيه الآية الكريمة : {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ} [البقرة: 274] .

٦ ـ كان رجل مؤمن فقير في عهد رسول الله (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) ساكنا في دار ضيّقة وبجوارها حديقة لشخص موسر وفيها نخل يتساقط تمرها على دار الفقير فيبادر من حرصه إلى أخذ التمر من أفواه الأطفال وشكا الفقير ذلك إلى النبيّ (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) فبادر إلى صاحب الحديقة وطلب منه أن يبيعها عليه ويأخذ مكانها بستانا في الفردوس الأعلى فأبى وقال : لا أبيعك عاجلا بآجل فانصرف النبيّ (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) متأثّرا فرأى الإمام فأخبره بالأمر فتوجّه الإمام صوب ذلك الرجل وطلب منه أن يبيعه بستانه فقال له : أبيعك بحائطك الحسن فرضي الإمام وباعه عليه وسارع الإمام إلى الرجل الفقير فوهب له تلك البستان .

هذه بعض البوادر من سخائه وجوده على الضعفاء والفقراء يقول الشعبي : كان عليّ أسخى الناس كان على الخلق الذي يحبّه الله وهو السخاء والجود ما قال  لا  لسائل قطّ .

وقد أجمع المؤرّخون والمترجمون له أنّه لم يكن يبغي فيما أنفقه أي غرض من أغراض الدنيا كالجاه والسمعة وذيوع الاسم فإنّ ذلك لم يفكّر به وإنّما كان يبغي وجه الله تعالى وما يقرّبه إليه زلفى .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.