المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

التاكل الحيوي Biocorrosion
20-7-2017
Harmonic Logarithm
23-6-2019
الرؤية عند الاسماك
16-12-2015
انتشار انزيم التأكسد والاختزال ، اللاكتيت : أن . أي. دي في أنسجة الجسم وسوائله
16-3-2021
Voltage/current/resistance circuit
9-4-2021
مناجاته مع الله و زهده في الدنيا
22-8-2016


واقعة أحد  
  
3847   10:44 صباحاً   التاريخ: 4-5-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
الجزء والصفحة : ج2, ص22-25.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

 استقبلت قريش نبأ هزيمتهم المنكرة وخسائرهم الفادحة في معركة بدر بمزيد من الأسى واللوعة وساد في أوساطهم حزن عميق وأسى مرير وقد حرّمت هند أمّ معاوية على القرشيّين نساء ورجالا البكاء على قتلاهم حتى يظلّ الحزن كامنا في نفوسهم لا يطفئه إلاّ طلب الثأر لقتلاهم والانتقام من المسلمين.

وكان أبو سفيان قائد قريش في واقعة أحد والزعيم الأوّل في هذه المعركة إنّ أبا سفيان جاهلي بجميع معاني هذه الكلمة لا يحمل في أعماق نفسه أي معنى من القيم الإنسانية ولم يؤمن بالله طرفة عين فأخذ يؤلّب الجماهير ويحرّض القبائل على حرب رسول الله (صلى الله عليه واله) ويجمع الأموال فيشتري بها السلاح والعتاد لحرب المسلمين وقد استجابت له جماهير القرشيّين الذين أترعت نفوسهم بالحقد والعداء للرسول فقد خرجوا بحدّهم وجدّهم وحديدهم وأحابيشهم ومن تابعهم لحرب النبيّ (صلى الله عليه واله) وصحبوا معهم نساءهم حتى يخلصوا في الحرب وقد قادت النساء هند أمّ معاوية وكنّ يضربن بالدفوف ويبعثن الحماس في نفوس أزواجهنّ وأبنائهن وهن ينشدن :

ويها بني عبد الدار      ويها حماة الأديار

ضربا بكل بتّار

وكان صوت هند يعلو أصواتهن وأخذت تخاطب قومها :

إن تقبلوا نعانق       ونفرش النمارق

أو تدبروا نفارق      فراق غير وامق

 لقد قادت أمّ معاوية النساء وقاد زوجها الرجال لحرب رسول الله (صلى الله عليه واله) وهما يحملان أرجاس المردة والطغاة والممسوخين من القبائل القرشية التي جهدت على إطفاء نور الله وإقصاء الخير عن الناس.

وكانت جيوش المشركين ثلاثة آلاف وجيوش المسلمين سبعمائة مقاتل ويتقدّم جيوش المشركين طلحة بن أبي طلحة وبيده اللواء وقد رفع عقيرته قائلا : يا أصحاب محمّد تزعمون أنّ الله يعجّلنا بأسيافكم إلى النار ويعجّلكم بأسيافنا إلى الجنّة فأيّكم يبرز لي؟ فبرز إليه بطل الإسلام وأسد الله الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) قائلا : والله! لا افارقك حتّى اعجّلك بسيفي إلى النّار ؛ وبادره الإمام بضربة فبرى بها رجله فسقط إلى الأرض يتخبّط بدمه وأراد الإمام أن يجهز عليه فناشده الله والرحم أن يتركه فتركه ولم يلبث إلاّ ساعة حتى هلك وفرح النبيّ (صلى الله عليه واله) بهلاكه كما عمّت الفرحة جميع المسلمين فقد كان من أبطال القرشيّين وكان يسمّى كبش الكتيبة لشجاعته وقد انخذل المشركون ووهنوا لقتله وبانت الهزيمة في صفوفهم وأخذ اللواء من بعده أبطال القرشيّين فأرداهم الإمام قتلى وكانت هند في وسط المعسكر وهي تلهب في نفوس الجيش العزيمة لمحاربة المسلمين وإذا انهزم رجل من قريش دفعت له ميلا ومكحلة وقالت له : إنّما أنت امرأة فاكتحل بهذا , ومن صور تلك المعركة أنّ النبيّ (صلى الله عليه واله) منح أبا دجانة وهو من خيار الصحابة سيفا ولم يعطه للزبير وقد ضاق الزبير ذرعا من ذلك وراح ينظر ما يصنع به أبو دجانة فقد أخرج عصابة حمراء فتعصّب بها فقالت الأنصار : أخرج أبو دجانة عصابة الموت وبرز إلى ميدان الحرب وهو يقول :

أنا الذي عاهدني خليلي        ونحن بالسفح لدى النخيل

الاّ أقوم الدهر في الكسول        أفرّ بسيف الله والرسول

وأعرب بهذا الشعر عن بسالته وصلابة عزمه في الذبّ عن الرسول (صلى الله عليه واله) وجعل أبو دجانة ينشر الموت بين صفوف القرشيّين وحمل على هند أمّ معاوية حتى بلغ سيفه مفرق رأسها إلاّ أنّه عدل عن ذلك ترفّعا منه ولمّا نظر الزبير إلى شجاعة أبي دجانة استصوب رأي النبيّ  (صلى الله عليه واله) .

من المؤسف حقّا أنّ المسلمين منوا بهزيمة ساحقة وخسائر فادحة كادت تلفّ لواء الإسلام وذلك من جرّاء مخالفة فرقة في الجيش الإسلامي للمخطّطات الحربية التي وضعها الرسول (صلى الله عليه واله) وألزمهم بتنفيذها فقد وضع كتيبة من الرماة على جبل بقيادة عبد الله بن جبير لتحمي المسلمين من خلفهم وشدّد عليها أن لا تتخلّف عن مواقعها وقد وجّه الرماة سهامهم ونبالهم صوب معسكر قريش فأنزلوا بها خسائر فادحة في الأرواح وانهزمت قريش تاركة وراءها أمتعتها وسلاحها وأقبل المسلمون على نهبها فلمّا رأى الرماة ذلك ترك بعضهم مكانه وانسابوا ينهبون الأمتعة مخالفين الأوامر المشدّدة من النبيّ (صلى الله عليه واله) في لزوم الإقامة بمواضعهم.

وبصر خالد بن الوليد ذلك فحمل على من بقي في الجبل من الرماة فقتلهم وحمل على أصحاب النبيّ من خلفهم فهزمهم وقتل جماعة منهم , وأباد جيش المشركين معظم قادة الجيش الإسلامي واستهدف المشركون بصورة خاصّة حياة الرسول (صلى الله عليه واله) فقد أصيب بجروح بالغة فكسرت رباعيّته وشقّت شفته وجعل الدم يسيل على وجه الشريف وهو يمسحه ويقول :  كيف يفلح قوم خضّبوا وجه نبيّهم وهو يدعوهم إلى الله!

وأحاط اللئام الحقراء من القرشيّين بالنبيّ (صلى الله عليه واله) يريدون الإجهاز عليه وكان على رأسهم أبو سفيان وهو يحرّضهم على قتل الرسول وأمر شخصا فنادى أنّ محمّدا قد قتل ففرّ المسلمون وحاول بعض كبار الصحابة من الفارّين أن يكتب لأبي سفيان طالبين منه الأمان .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.