أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-05-2015
7585
التاريخ: 9-06-2015
4994
التاريخ: 9-06-2015
5172
التاريخ: 7-4-2016
5467
|
ان للظروف تأثيرها ، ما في ذلك ريب ، ولكنها لا تعاكس الإنسان في كل شيء ولا تسعفه في كل شيء . . وأي انسان حقق كل ما أراد ، مهما بلغت قدرته ، وامتد سلطانه ؟ . ومن الذي استطاع ان يجعل امرأته أو ولده كما يشاء خلقا وخلقا ؟ . واعطف على هذا المثال ما شئت من الأمثلة . . وأيضا ما من أحد عاندته الظروف في كل ما طلب وأراد ، حتى في الكلام والنوم - مثلا - إذن ، فإرادة الإنسان قائمة ، ولها تأثيرها وعملها .
ولكن هذه الإرادة محكومة بمشيئة عليا ، وهي تقول للإنسان : إذا أردت شيئا فاطلبه من أسبابه الكونية التي جعلتها طريقا إليه ، وإياك أن تنسى أو تتجاهل ذكري ، وأنت تسير على طريقي هذا ، فأنا الذي خلقتك وهيأت لك الأسباب ، وأرشدتك إليها ، وأمرتك باتباعها . . وأيضا لا تنس ان الطريق الذي مهدته لك
لا يؤدي بك حتما وعلى كل حال إلى ما تطلبه وتبتغيه كلا . . حتى ولو اجتهدت وبالغت لأني خلقت أيضا ظروفا معاكسة تعرقل السير ، وما هي بحسبانك ولا بحسبان سواك ، لأنها في يدي ، وأنا أرسلها وأمسكها ، فلا تجزم بأنك بالغ ما تريد ، وعلق كل شيء على المشيئة العليا . . ما شاء كان ، وان لم يشأ لم يكن .
انظر المخبآت والمفاجئات ج 1 ص 312 .
{ واذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ } . كل انسان معرض للنسيان ، وبالخصوص إذا تراكمت عليه الأشغال والأحزان . بل قيل : « سميت إنسانا لأنك ناسيا » .
وقد أمرنا اللَّه سبحانه ان نذكره عند النسيان ، وعلَّمنا كيف نذكره ، حيث قال عز من قائل : { وقُلْ عَسى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لأَقْرَبَ مِنْ هذا رَشَداً } أي وان لم يذكّرني اللَّه الذي نسيت فإنه يذكّر ما هو أصلح وأنفع منه ، وفي نسيان بعض الأمور فوائد جمة .
ولهذه الآية قصة طريفة تعكس تحاسد بعض أهل العلم بالدين ، تماما كتحاسد التجار وأرباب المهن . . فقد روي ان المنصور كان يفضل أبا حنيفة على سائر الفقهاء ، فحسده على ذلك محمد بن اسحق ، وفي ذات يوم اجتمعا معا عند المنصور ، فسأل محمد أبا حنيفة بقصد إفحامه وتعجيزه ، قال له : ما تقول في رجل حلف باللَّه ان يفعل كذا ، وبعد ان سكت الحالف أمدا قال : ان شاء اللَّه ؟ .
قال أبو حنيفة : تصح اليمين ويلزم بها الحالف لأن قوله : ان شاء اللَّه منفصل عن اليمين ، ولو اتصل بها لم تنعقد .
فقال محمد بن اسحق : كيف وعبد اللَّه بن عباس جد أمير المؤمنين - يقصد المنصور - كان يقول ، يعمل الاستثناء ، وان كان بعد سنة لقوله تعالى :
« واذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ » ؟ .
فالتفت المنصور إلى أبي حنيفة وقال له : أصحيح هكذا قال جدي ؟ .
قال أبو حنيفة : نعم .
فقال له المنصور : أتخالف جدي يا أبا حنيفة ؟ .
قال أبو حنيفة : ان لقول جدك تأويلا يخرج على الصحة ، ولكن محمد بن إسحاق وأصحابه لا يرونك أهلا للخلافة ، لأنهم يبايعونك ، ثم يخرجون ويقولون :
ان شاء اللَّه ، ومعنى هذا على مذهبهم انه لا بيعة لك في عنقهم على اعتبار ان اللَّه لم يشأ لك الخلافة . فامتلأ المنصور غضبا ، وقال لجلاوزته خذوا هذا مشيرا إلى محمد بن إسحاق ، فجعلوا رداءه في عنقه ، وجروه إلى الحبس .
وبهذه المناسبة نشير إلى انه إذا قال قائل : بعتك هذا ان شاء اللَّه ، أو امرأتي طالق ان شاء اللَّه ، أو واللَّه لأفعلن كذا ان شاء اللَّه ونحو ذلك ، إذا قال مثل هذا ينظر : فإن أراد مجرد التبرك باسم اللَّه تعالى فعليه أن يلتزم بما قال ، ويكون بيعه أو يمينه أو طلاقه صحيحا ، لأن الكلام وهذه هي الحال ، يكون في حكم المطلق المجرد عن كل قيد ، وان قصد التعليق حقيقة فلا يلزمه شيء ، ويكون كلامه وعدمه سواء من حيث الأثر الشرعي ، لا لأن التعليق من حيث هو يبطل الشيء المعلق .
بل لأن المعلق عليه ، وهو مشيئة اللَّه ، من عالم الغيب لا من عالم الشهادة .
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|