أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-1-2016
1894
التاريخ: 28-4-2017
1944
التاريخ: 9-1-2016
2027
التاريخ: 11-1-2016
2029
|
من الضروري للوالدين ان يبنيا نفسيهما إذا ما أرادا تسليم جيل سليم وصحي للمجتمع، ويقيما علاقاتهما على أساس المعايير الأصيلة والثابتة ويحلا خلافهما مع بعضهما ومع الأطفال ويجعلا قولهما وفعلهما وفقاً لضوابط ونظام خاص ويشيدا صرح حياتهما على أساس هدف ثابت.
ليس من الحسن من الوالدين نصح الأطفال بأن يكونوا طيبين ولا يلتفتا الى تصرفاتهما فهما قدوة لهم شاؤوا أم أبوا، لذا كان من الأفضل ان يبنيا نفسيهما في ظل كل هذه النصائح.
العلاقات التي ينبغي ان تخضع للمراقبة كثيرة ولكن اهمها:ـ
1.العلاقة مع الذات والنفس:ـ لن تجني مساعي الوالدين الرامية الى بناء ابعاد شخصية الطفل وإصلاحه ثمارها إلا ان يكونا قد اصلحا عيوبهما وقضيا على نقاط ضعفهما أو على الاقل عملا على تقليلهما. ما أكثر الاخطاء التي تصدر منا ونسعى لإخفائها عن الأطفال لكنهم يرونها ويطلعون عليها، ثم ما أكثر حالات الغرور المفرط والعجب بالنفس التي تتجلى في تصرفات الأب أو الأم فتكون درساً سيئاً لمستقبل الطفل من جهة ومن جهة أخرى مدعاة لأذية أبناء المجتمع.
ولو أصر الوالدان على عدم قبول عيوبهما، أو ان يريا الأمر عيباً بالنسبة لولدهما وليس عيباً بالنسبة لهما أو ان يتجاهلا عيوبهما فمن الواضح ما سيكون حال أولادهما، وهكذا الحال لو أمرا أطفالهما بالنظام وهما لا يعملان به فإن إنحراف أطفالهما وانجرافهما نحو الفساد بأنواعه سيكون أكبر.
إن الوالدين إذا تجاهلا موضوع إتصافهما بأخلاق سيئة، ويخطئان ثم لا يعترفان بخطئهما أو لا يعتبرانه خطأ، ويغضبان ويريان نفسيهما متزنين، وينشدان تولي المناصب والجاه الرفيع ويعدان نفسيهما متواضعين، هذان الوالدان مخطئان تماماً.
على الوالدين والمربين السعي لإصلاح انفسهم من كل الجوانب، وإزالة مجالات التعليم السيء والحالات المذمومة وتوسعة – من خلال تصرفاتهم – نطاق المفاهيم والحالات الممدوحة وممارسة الأعمال الصحيحة، فهذه الأمور مهمة جداً في حياة وإعادة بناء الأطفال.
2.العلاقة مع الزملاء:ـ من الأمور التي من الضروري مراقبتها في داخل إطار العائلة العلاقة بين الزوج وزوجه.. فمما لا شك فيه ان هذه العلاقة يجب ان تقوم على أساس الحنان والصفاء والعفو وان يكون القول والفعل بينهما بالشكل الذي يؤيد احدهما الآخر وليس فيه آثار من التعليم السيء. على صعيد المباشرة والعلاقات الزوجية الخاصة لا بد وأن تكون في الخفاء ولا توقظ النائم وتخلو من التعليم السيء، وفي نفس الوقت ينبغي ان لا يظهر نزاع وتناحر فيما بينهما أو ان يُخطِّئ أحدهما الآخر..
تبرز للزوج والزوجة في الحياة العائلية فرص للتباحث وتبادل وجهات النظر وأحياناً الجدال والمشاجرة مما يعني انه ليس من الضرورة ان تتم وتحدث بمرأى من الأطفال، ولو حدث ذلك فعلى الأبوين تفهيم الطفل بأن الموضوع لا يتضمن خطراً بل ومن الضروري أحياناً القول للطفل بأنهما أخطآ في التصرف وليس من حقهما ان يتحدثا مع بعضهما بهذه الطريقة.
الخلافات بين الوالدين:ـ
تظهر بمرور الايام في الحياة الزوجية إختلافات في السلائق والأهداف والمناهج، وإن كان بنسب متباينة، بين الزوج والزوجة.
تعد هذه الحالة طبيعية وقد تكون أحياناً ضرورية في مسيرة الحياة الزوجية على ان لا يجر ذلك الى الخلاف والنزاع ولو حصل نوع من الخلاف امام الطفل فعلى الاقل ينبغي توضيح دلائله له بما يتناسب ومستوى إدراكه.
إن الطفل الذي يترعرع في وسط عائلي يكثر فيه النزاع والتناحر ويبادل فيه الزوج زوجته بكلام غير لائق وكل منهما مستاء من الآخر سيكون في وضع محرج تماماً ولن يرجى منه الخير، لأنه سيشعر في هذه الحال بضغط داخلي وعدم الأمن والتشويش وسيقدم على تصرفات مرفوضة يقصد منها أحياناً الإنتقام من الوالدين.
العائلة المضطربة:
إذا لم يكن من الممكن إعادة بناء الأطفال في العائلة المضطربة فهو على الاقل من الأمور الصعبة ويندر تحقيقها.
القصد من العائلة المضطربة هي التي لا يحظى فيها الطفل بدعم ورعاية الأب أو الأم أو كليهما، وهي التي ينشب بين اعضائها الخلاف ويقل فيها ابراز العاطفة للطفل ولا يحكم اعضاءها ضوابط ونظام معين وغالباً ما يغيب الوالدان عن العائلة والطفل.
هذه الأمور توجِد في الطفل حالات الشعور بانعدام الأمن والعزلة والخلق السيء والعصيان والطغيان وسوء التصرف ولو اريد إصلاح تمرده وهذه الحالات الشاذة فلا بد من إخضاع العائلة للنظام والضوابط.
3.العلاقة مع الطفل:ـ يلعب تعامل الوالدين مع الطفل وتحدثهما إليه دوراً مفصلياً في العلاقة القائمة بينهما، وبعبارة أخرى إنهما قادران بهذه الوسيلة على ان يفتحا باب العاطفة والمحبة على مصراعيه امام الطفل أو ان يضعا حداً لهما.
لا ينبغي للوالدين ان يحملّا الطفل الصغير أمراً فوق طاقته أو ان يتوقعا منه التصرف كشخص كبير. إن الطفل ينشد مراعاة العدل والقسط أكثر من غيره ولذا يعتبر ان من الظلم ومن غير المنطق ان يطلب منه التصرف كما يتصرف الكبار في الوقت الذي يتوقع من الوالدين ان يكونا اعقل وأكثر حنكة منه.
يجب أن يكون الوالدان متفقين في عملية تربية وإصلاح الطفل ولا يسمحا بما يمهّد لضياع واضطراب الطفل ولا يتصرفا بما يجعل الطفل حيراناً أمام أوامرهما المتضادة ولا يدري ماذا عليه ان يفعل.
حتى نهر الوالدين والمربين للطفل يجب ان يكون وفق مقررات وضوابط معينة شأنها في ذلك شأن التشجيع والتحفيز، وإلا إزداد الشعور بالإعتداء والطغيان والوقوف بوجه الوالدين لدى الطفل فينبري – مهما كان الأمر – للدفاع عن منزلته ومقامه.
في الوعد والوعيد:ـ يجب الإلتزام بموضوع الوعد والوعيد وتنفيذهما على صعيد العملية التربوية.
إن كثيراً من الآباء والأمهات يقدمون في مجالس السرور والمسامرة على إطلاق وعود لأولادهم لكنهم يغفلون بعد انتهاء المجلس عن الوفاء بما وعدوا به.. أو انهم يقومون بوعد الأطفال من أجل ان يسمعوا كلامهم و يدفعونهم للقيام بعمل ما دون ان يفوا بوعودهم.
من الطبيعي ان إطلاق الوعود دون الوفاء بها اسلوب خاطئ، ذلك ان قسماً من حالات التمرد الصادرة من الأطفال عبارة عن انتقام وتذكير للاب والأم بما لم يفيا به من وعودهما.. لا شك ان الأطفال إذا وجدوا آباءهم وامهاتهم غير صادقي الوعد والعهد فإنهم لن يقبلوهما ولن يثقوا بالتالي بوعودهما.
في منح الحرية:ـ ما من شك ان الأطفال خلقوا احراراً ويجب ان يبقوا احراراً لكن المهم هو ما هي حدود الحرية وما هي معاييرها؟
إن الواقع يفرض ان يمنح الطفل حرية مشروطة ومدّه بمعايير معينة، حيث من المفروض مراقبة افعاله وجعل حياته تسير وفقاً لمقررات محددة وإلا قوي احتمال ان تكون الحرية سبباً في التعاسة سواء له أو لمن حوله.
اما منطلقات هذه الحدود وأين تطبق فينبغي القول بأنها تطبق في المواقع التي تتسبب الحرية في الإضرار بالجانب المادي أو المعنوي للطفل أو أفراد المجتمع كأن يكون فعل الطفل مدعاة لإراقة ماء وجه العائلة. إن لكل مذهب ودين رأي في هذا الباب كما للإسلام ضوابط ومعايير فيما يتعلق بتصرفات الأطفال.
في إصلاح الطفل:ـ ينبغي في إطار إصلاح الأطفال مراعاة بعض النقاط منها ان من الخطأ فضح الطفل امام جمع من الناس مما يجعله يحس بالحقارة والذلة كما لا يصح الضحك على الطفل أو التنكيل به وسط الآخرين لأن ذلك يدفعه الى المزيد من التمرد فضلاً عن ان هذا الفعل يتسم بالإجحاف.
تعد العائلة هي البانية لشخصية الطفل لكنها لا تستطيع القيام بواجبها إزاءه إذا ما كانت تصرفاتها غير موزونة أو معقدة.. من السهل جداً طرد الطفل لكنه ينبغي ان نعرف إن كان بالإمكان رده الى الوسط الإجتماعي ام لا وهو ليس سهلاً.
لو شاهدنا عدم وجود تنسيق أو تسيّب لدى الطفل علينا ان نسعى لمعرفة الاسباب والعلل الكامنة وراء ذلك كأن نحفزه على ما يدور في خلده ونستنطقه حول العوامل التي ساهت في ظهور مثل هذه الحالة ومن ثم نعمل على إعادة بنائه.
يعد إلفات نظر الطفل الى النقاط الإيجابية عند الآخرين مفيداً من جهة الانموذج المثالي ومضراً من جهة انه يمس روح الطفل ويحقرها ولو استمر الوضع على هذا المنوال بحيث يرى الطفل دوماً انه اصغر واقل شأناً من الأطفال الذين يحظون بإهتمام والديه فإنه ستسيء أخلاقه أكثر فأكثر وستزداد المهمة التربوية للوالدين صعوبة.
4.العلاقة مع القوانين:ـ يتعين على الوالدين إحترام القوانين والضوابط الإجتماعية كوسيلة لأن يكون الطفل في الحال والمستقبل على مسير الحق والقانون، ولو لاحظ الطفل ان الوالدين والمعلمين يتجاهلون القوانين والضوابط الإجتماعية ولا يبالون بالقوانين التي تعد ضرورية لإستمرار الحياة الإجتماعية فإنه لن يثق أو يحترم تلك القوانين وليس من المتوقع منه ذلك.
إن عمل وأداء الوالدين وموقفهما إزاء القوانين والضوابط الإجتماعية في حد ذاته درس للطفل ولذا فعدم التزامهما بالدرس يعني عدم التزامه به، واحترامهما له يعني احترامه له وعلى الوالدين إذا لم يهتما ولم يلحظا القانون في عملهما، وهو عمل خطأ، أن لا يكررا هذا الخطأ امام الطفل.
5.العلاقة مع المشاكل:ـ إن إظهار الوالدين عجزهما امام المشاكل ليس فقط يؤدي الى شعور الطفل بالضعف والحقارة حاضراً ومستقبلاً فحسب بل وسيؤدي سريانه بين الآباء والأمهات الى ان يكون المجتمع القادم مجتمعاً خائفاً وغير مستقر ولذا لا ينبغي للوالدين الاستسلام أو الشعور بالعجز أمام المشاكل بل عليهما ان يعمدا الى حل المشكلة بصورة ما ويظهرا الصمود امامها فذلك يشد من عزيمة الطفل.
ولو حدث بالفعل انهما عاجزان عن حل المشكلة فعليهما ان يخفيا ذلك عن الطفل ويظهرا امامه انه لا بد من الصمود والمقاومة الى آخر لحظة والمثابرة من أجل إزالة العقبات من الطريق. إن مراقبة الوالدين لقولهما وفعلهما يؤثر أكثر من اي شيء في إصلاح الطفل وبدون ذلك ليس من المعقول التوقع بحصول أمر إستثنائي.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|