يشكل الاتحاد الأوربي في الوقت الحاضر أكبر تكتل اقتصادي في العالم، فهو يمتد على رقعة جغرافية تربو مساحتها على 3.25 مليون كم2، وهو ما يعادل 2.38% من مساحة العالم، و64% من مساحة القارة الأوربية (بدون روسيا ودول الاتحاد السوفيتي السابق) ويعيش على أديم هذه الرقعة الجغرافية نحو 376 مليون نسمة، أي 6.2% من سكان العالم، و51.5% من سكان القارة الأوربية.

على الرغم من انخفاض الأهمية النسبية للاتحاد من حيث المساحة وعدد السكان، إلا أنه يتمتع بميزة عالية من الناحية الاقتصادية. حيث يقدم الاتحاد الأوربي أكثر من ثلث الإنتاج الصناعي العالمي. ويحصل على 27.6% من مجمل الدخل العالمي، كما يسيطر على أكثر من ثلث التجارة العالمي، حيث يسيطر على 40.25% من قيمة الصادرات العالمية و37.9% من قيمة الواردات العالمية.

وعلى الرغم من تدني حصة الاتحاد الأوربي من إنتاج المعادن ومصادر الطاقة، حيث إنه ينتج فقط 13% من فحم العالم و7.5% من الحديد الخام و16% من الزنك و4% من الرصاص، إلا أنه يمثل من الناحية الصناعية قوة ضخمة، ولم يقف فقر الخامات النسبي حائلاً دون تطور الصناعة عامة والصناعات المعدنية خاصة، حيث تشكل هذه الصناعات نحو 35% من الصناعات التحويلية التي تشكل 86% من قيمة الإنتاج الصناعي.

ينتج الاتحاد الأوربي نحو ربع الإنتاج العالمي من الحديد والصلب والمعادن الفلزية والأسمدة المعدنية وما يزيد عن 40% من المنتجات البلاستيكية إلى جانب نسب كبيرة من المنتجات الصناعية الأخرى.

تعطي نسبة القوى العاملة إلى مجموع السكان، وتوزع هذه القوى على الأنشطة الإنتاجية المختلفة مؤشراً اقتصادياً مهماً، حيث يرتبط النشاط الاقتصادي والدخل القومي بشكل قوي بنسبة اليد العاملة وتوزعها على الأنشطة الاقتصادية.

تُكون القوة العاملة في الاتحاد الأوربي نحو 46.3% من مجمل السكان، ويشير توزع هذه القوى على الأنشطة الاقتصادية إلى انخفاض نسبة العاملين في الزراعة والحرف الأولية وارتفاع نسبة العاملين في الصناعات التحويلية والخدمات، حيث بلغت نسبة العاملين في الحرف الأولية نحو 10% فقط من مجموع القوى العاملة، و زادت نسبة العاملين في الصناعات التحويلية على 42% من مجمل القوة العاملة، والجدول التالي يوضح بعض مؤشرات الأهمية النسبية لدول الاتحاد الأوربي.