المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



وصيّته لمحمّد بن الحنفية  
  
4242   02:43 مساءاً   التاريخ: 21-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
الجزء والصفحة : ج6, ص41-43.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / التراث العلوي الشريف /

أوصى الإمام (عليه السلام) ولده محمّد بن الحنفية بهذه الوصية الحافلة بالقيم التربوية والأخلاق الفاضلة وهذا نصّها :

يا بنيّ! البغض سائق إلى الحين لن يهلك امرؤ عرف قدره من حصّن شهوته صان قدره قيمة كلّ امرئ ما يحسن الاعتبار يفيدك الرّشاد , أشرف الغنى ترك المنى الحرص فقر حاضر المودّة قرابة مستفادة , صديقك أخوك لأبيك وامّك وليس كلّ أخ لك من أبيك وامّك صديقك , لا تتّخذنّ عدوّ صديقك صديقا فتعادي صديقك كم من بعيد أقرب منك من قريب وصول معدم خير من مثر جاف الموعظة كهف لمن وعاها , من منّ بمعروفه أفسده ؛ من أساء خلقه عذّب نفسه وكانت البغضة أولى به ليس من العدل القضاء بالظّنّ على الثّقة ما أقبح الأشر عند الظّفر! والكآبة عند النّائبة! والغلظة والقسوة على الجار! والخلاف على الصّاحب! والخبّ من ذوي المروءة! والغدر من السّلطان! وزل معه حيث زال لا تصرم أخاك على ارتياب ولا تقطعه دون استعتاب لعلّ له عذرا وأنت تلوم , اقبل من متنصّل عذره فتنالك الشّفاعة واكرم الّذين بهم نصرك وازدد لهم طول الصّحبة برّا وإكراما وتبجيلا وتعظيما فليس جزاء من سرّك أن تسوءه أكثر البرّ ما استطعت لجليسك فإنّك إذا شئت رأيت رشده , من كساه الحياء ثوبه اختفى عن العيون عيبه من تحرّى القصد خفّت عليه المؤن من لم يعط نفسه شهوتها أصاب رشده مع كلّ شدّة رخاء ومع كلّ أكلة غصص لا تنال نعمة إلاّ بعد أذى كفر النّعم موق ومجالسة الأحمق شوم اعرف الحقّ لمن عرفه لك شريفا كان أو وضيعا من ترك القصد جار ومن تعدّى الحقّ ضاق مذهبه كم من دنف نجا ! وصحيح قد هوى! قد يكون اليأس إدراكا والطّمع هلاكا استعتب من رجوت عتابه لا تبيتنّ من امرئ على غدر الغدر شرّ لباس المرء المسلم من غدر ما أخلق أن لا يوفّى له! الفساد يبير الكثير والاقتصاد ينمّي اليسير من الكرم الوفاء بالذّمم , من كرم ساد ومن تفهّم ازداد امحض أخاك النّصيحة وساعده على كلّ حال ما لم يحملك على معصية الله عزّ وجلّ لن لمن غاظك تظفر بطلبتك , ساعات الهموم ساعات الكفّارات والسّاعات تنفد عمرك , لا خير في لذّة بعدها النّار وما خير بخير بعده النّار وما شرّ بشرّ بعده الجنّة؟ كلّ نعيم دون الجنّة محقور وكلّ بلاء دون النّار عافية , لا تضيّعنّ حقّ أخيك اتّكالا على ما بينك وبينه فإنّه ليس لك بأخ من أضعت حقّه ولا يكوننّ أخوك على قطيعتك أقوى منك على صلته ولا على الإساءة أقوى منك على الإحسان إليه.

يا بنيّ! إذا قويت فاقو على طاعة الله عزّ وجلّ وإذا ضعفت فاضعف عن معصية الله عزّ وجلّ وإن استطعت أن لا تملّك المرأة من أمرها ما جاوز نفسها فافعل فإنّه أدوم لجمالها وأرخى لبالها وأحسن لحالها فإنّ المرأة ريحانة وليست بقهرمانة فدارها على كلّ حال وأحسن الصّحبة لها فيصفو عيشك ؛ احتمل القضاء بالرّضا وإن أحببت أن تجمع خير الدّنيا والآخرة فاقطع طمعك ممّا في أيدي النّاس والسّلام عليك يا بنيّ ورحمة الله وبركاته .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.