المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

Pierre Louis Moreau de Maupertuis
31-1-2016
إجهاد لامَرِن inelastic stress
19-5-2020
أبو غالب أحمد بن محمد بن محمد بن سليمان بن الحسن بن الجهم
15-9-2020
حياتي سلسلة من الأزمات المتتالية ، كيف انظم وقتي؟
1-12-2016
General Properties of Halogens
20-12-2018
أغراض التشبيه
2-2-2019


وصف الامام (عليه السلام) حال الانسان في الدنيا  
  
16583   02:46 مساءاً   التاريخ: 21-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
الجزء والصفحة : ج6, ص67-68.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / التراث العلوي الشريف /

مواعظ الإمام (عليه السلام) إنّها تجلو القلوب وتهذّب البصائر وتسمو بالإنسان إلى أسمى مراتب الكمال وكان لها التأثير البالغ في نفوس العارفين والمتّقين كان منهم همّام وهو من خيار أصحاب الإمام في عبادته وتقواه فقد طلب من الإمام أن يصف له المتّقين والصالحين فتثاقل من إجابته لعلمه بما تتركه في دخائل نفسه من أثر قد يقضي عليه وكرّر همام الطلب فاستجاب له الإمام فوصفهم بأبلغ وصف وأروع بيان وحكى له واقع عبادتهم وطاعتهم لله تعالى فأثر خطاب الإمام في نفس همّام وشهق شهقة وتوفّي وهكذا كانت مواعظ الإمام بلسما لقلوب المتّقين والمنيبين ونحن نسجّل بعض مواعظه حيث وصف الإمام (عليه السلام) وصفا دقيقا وملمّا لحياة الإنسان في الدنيا قال (عليه السلام) :

إنّما المرء في الدّنيا غرض تنتصل فيه المنايا ونهب للمصائب ومع كلّ جرعة شرق وفي كلّ أكلة غصص ولا ينال العبد فيها نعمة إلاّ بفراق اخرى ولا يستقبل يوما من عمره إلاّ بهدم آخر من أجله فنحن أعوان الحتوف وأنفسنا تسوقنا إلى الفناء ؛ فمن أين نرجو البقاء وهذا اللّيل والنّهار لم يرفعا من شيء شرفا إلاّ أسرعا الكرّة في هدم ما بنيا وتفريق ما جمعا؟! فاطلبوا الخير وأهله واعلموا أنّ خيرا من الخير معطيه ، وشرّا من الشّرّ فاعله .. .

وفي هذه الكلمات المشرقة إيقاظ للنفوس التي فتنت بحبّ الدنيا وتحذير لها من غرورها وآثامها فإنّ الإنسان مهما بلغ من متع الدنيا من المال والجاه فإنّه غرض لنصول المنايا وهدف للمصائب والكوارث وأيامه معدودة فلا ينقضي عنه يوم إلاّ نقص من عمره.

وحذّر الإمام (عليه السلام) من اتّباع الهوى وطول الأمل لقد جهد الإمام (عليه السلام) على إرشاد الناس ووعظهم وتحذيرهم من الوقوع في متاهات سحيقة من مآثم هذه الحياة.

قال (عليه السلام) : إنّ أخوف ما أخاف عليكم : اتّباع الهوى وطول الأمل .

وروى نوف البكالي وهو من خيار أصحاب الإمام (عليه السلام) قال : رأيت عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) خرج في غلس الليل ناظرا إلى النجوم فقال له : يا نوف أراقد أنت أم رامق؟ .

قال : بل رامق يا أمير المؤمنين ؛ فقال (عليه السلام ) : يا نوف طوبى للزّاهدين في الدّنيا الرّاغبين في الآخرة أولئك قوم اتّخذوا الأرض بساطا وترابها فراشا وماءها طيبا والقرآن شعارا والدّعاء دثارا ثمّ قرضوا الدّنيا قرضا على منهاج المسيح يا نوف إنّ الله تعالى أوحى إلى عيسى أن مر بني إسرائيل أن لا يدخلوا بيتا من بيوتي إلاّ بقلوب طاهرة وأبصار خاشعة وأيد نقيّة فإنّي لا أستجيب لأحد منهم ولا لأحد من خلقي عنده مظلمة .. .

وحفلت هذه الوصية بالدعوة إلى الزهد في الدنيا وعدم الاندفاع إلى مباهجها فإنّها وما فيها من متع ورغبات إنّما هي ظلّ زائل لا قرار لها والخلود والبقاء إنّما هو في الدار الآخرة التي أعدّها الله للمتّقين والصالحين من عباده.  

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.