أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-4-2019
2309
التاريخ: 13-3-2019
2537
التاريخ: 13-4-2016
3687
التاريخ: 20-4-2016
3709
|
مواعظ الإمام (عليه السلام) إنّها تجلو القلوب وتهذّب البصائر وتسمو بالإنسان إلى أسمى مراتب الكمال وكان لها التأثير البالغ في نفوس العارفين والمتّقين كان منهم همّام وهو من خيار أصحاب الإمام في عبادته وتقواه فقد طلب من الإمام أن يصف له المتّقين والصالحين فتثاقل من إجابته لعلمه بما تتركه في دخائل نفسه من أثر قد يقضي عليه وكرّر همام الطلب فاستجاب له الإمام فوصفهم بأبلغ وصف وأروع بيان وحكى له واقع عبادتهم وطاعتهم لله تعالى فأثر خطاب الإمام في نفس همّام وشهق شهقة وتوفّي وهكذا كانت مواعظ الإمام بلسما لقلوب المتّقين والمنيبين ونحن نسجّل بعض مواعظه حيث وصف الإمام (عليه السلام) وصفا دقيقا وملمّا لحياة الإنسان في الدنيا قال (عليه السلام) :
إنّما المرء في الدّنيا غرض تنتصل فيه المنايا ونهب للمصائب ومع كلّ جرعة شرق وفي كلّ أكلة غصص ولا ينال العبد فيها نعمة إلاّ بفراق اخرى ولا يستقبل يوما من عمره إلاّ بهدم آخر من أجله فنحن أعوان الحتوف وأنفسنا تسوقنا إلى الفناء ؛ فمن أين نرجو البقاء وهذا اللّيل والنّهار لم يرفعا من شيء شرفا إلاّ أسرعا الكرّة في هدم ما بنيا وتفريق ما جمعا؟! فاطلبوا الخير وأهله واعلموا أنّ خيرا من الخير معطيه ، وشرّا من الشّرّ فاعله .. .
وفي هذه الكلمات المشرقة إيقاظ للنفوس التي فتنت بحبّ الدنيا وتحذير لها من غرورها وآثامها فإنّ الإنسان مهما بلغ من متع الدنيا من المال والجاه فإنّه غرض لنصول المنايا وهدف للمصائب والكوارث وأيامه معدودة فلا ينقضي عنه يوم إلاّ نقص من عمره.
وحذّر الإمام (عليه السلام) من اتّباع الهوى وطول الأمل لقد جهد الإمام (عليه السلام) على إرشاد الناس ووعظهم وتحذيرهم من الوقوع في متاهات سحيقة من مآثم هذه الحياة.
قال (عليه السلام) : إنّ أخوف ما أخاف عليكم : اتّباع الهوى وطول الأمل .
وروى نوف البكالي وهو من خيار أصحاب الإمام (عليه السلام) قال : رأيت عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) خرج في غلس الليل ناظرا إلى النجوم فقال له : يا نوف أراقد أنت أم رامق؟ .
قال : بل رامق يا أمير المؤمنين ؛ فقال (عليه السلام ) : يا نوف طوبى للزّاهدين في الدّنيا الرّاغبين في الآخرة أولئك قوم اتّخذوا الأرض بساطا وترابها فراشا وماءها طيبا والقرآن شعارا والدّعاء دثارا ثمّ قرضوا الدّنيا قرضا على منهاج المسيح يا نوف إنّ الله تعالى أوحى إلى عيسى أن مر بني إسرائيل أن لا يدخلوا بيتا من بيوتي إلاّ بقلوب طاهرة وأبصار خاشعة وأيد نقيّة فإنّي لا أستجيب لأحد منهم ولا لأحد من خلقي عنده مظلمة .. .
وحفلت هذه الوصية بالدعوة إلى الزهد في الدنيا وعدم الاندفاع إلى مباهجها فإنّها وما فيها من متع ورغبات إنّما هي ظلّ زائل لا قرار لها والخلود والبقاء إنّما هو في الدار الآخرة التي أعدّها الله للمتّقين والصالحين من عباده.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|