المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
مدى الرؤية Visibility
2024-11-28
Stratification
2024-11-28
استخدامات الطاقة الشمسية Uses of Solar Radiation
2024-11-28
Integration of phonology and morphology
2024-11-28
تاريخ التنبؤ الجوي
2024-11-28
كمية الطاقة الشمسية الواصلة للأرض Solar Constant
2024-11-28

تفسير الاية (240-242) من سورة البقرة
2-3-2017
الوصف النباتي للقطن
19-12-2016
قيادةُ عائشة للجيش يوم الجمل
15-3-2016
العالم بلا عمل في كلام المعصوم
12-7-2020
مهارة الكتابة للمذيع
10/9/2022
إرشادات عامة
2023-05-17


أهمية مرحلة الطفولة  
  
2123   01:44 مساءاً   التاريخ: 20-4-2016
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : دور الاب في التربية
الجزء والصفحة : ص117ـ119
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

توصف مرحلة الطفولة بانها مصيرية وهامة لشمولها على وظائف وعوامل خاصة لا يمكننا مشاهدتها في المراحل الاخرى او انها ضعيفة التأثير. وقد حددوا هذه الخصوصيات بما يلي :

1ـ مرحلة الاستعداد : يحمل الطفل استعداداً عجيباً في سنوات حياته الاولى مما لا يمكننا ان نشاهد مثيلا له في المراحل الاخرى.

وعادة هناك علاقة عكسية بين السن والتأثير لأغلب ابناء المجتمع، اذ كلما زاد سن الطفل زاد رفضه لما يقال له وانخفض استعداده في القبول والموافقة. ويمكن لهذا الطفل أن يكون انسان فاضلا او منحرفا من خلال ما يملكه من الاستعداد. فالأطفال مهيؤون للتعامل ايجابياً مع الاحداث والوقائع وقبول التحذيرات والايحاءات وذلك لامتلاكهم قلوباً غير ملوثة وجاهزة للتربية، فقد ورد عن الامام علي (عليه السلام) في هذا الشأن : (وانما قلب الحدث كالأرض الخالية ما القي فيها من شيء الا قبلته).

2ـ مرحلة التبلور : يمكننا ان نشبه روح الطفل كالنبتة التي تقدر على الاستدارة في اتجاهات مختلفة. ويصدق هذا الوصف حتى على جسم الطفل واعضائه. عنده القدرة للاعتياد على ما نقدمه له خاصة فيما يرتبط بالسلوك والشخصية.

ينشأ الطفل في هذه المرحلة ويتكامل بناؤه الروحي، ويكون الاب قادرا على بناء طفله كيفما يريد ـ تقريباً - من خلال الاسلوب الذي يتبعه وطريقته في العمل. وقلنا تقريبا لأنه لا يمكن دائما تحقيق جميع الرغبات بشأن تربية انسان معين وتوجيهه كما نريد، إذ إن ذلك يرتبط بظروف وعوامل محددة قد لا تتواجد جميعها لدى الطفل.

3ـ مرحلة الحساسية : الطفل هو ذلك الغريب الذي يطأ عالم الوجود ويمكن تشبيه حواسه بالنوافذ المفتوحة على هذا العالم، فهو يلمس الظواهر المختلفة ويشاهدها ويسمعها ويشمها ويتعرف عليها تدريجيا ويألفها. انه يحس بما يشاهده ويدركه ويعتقد ان تلك الظاهرة هي الاولى والاخيرة في هذا الوجود فيستسلم لكيفية الحدوث ويتصور انه قانون لا بد ان يقبل به، خاصة وانه ليس بمستوى يمكنه التعامل بنظرة اوسع مع تلك الامور او ان يختار الافضل والاحسن.

انه لا يدرك الا ظواهر الامور وزخارفها ولا يقبل الا بما يلتذ به ولا يبتعد الا عن كل ما يسبب له المشاكل.

يجب ان نعرف ان الطفل يكون حساساً جدا في هذه المرحلة ازاء مختلف الظواهر والاشياء الجديدة. وتبرز عنده قابلية الاختيار والانتخاب تدريجيا كلما كبر، فيستخدم ذوقه الشخصي وتصعب في هذه الحالة عملية التأثر بالظاهرة الحسية.

4ـ مرحلة وضع الاسس الاخلاقية : تعتبر الطفولة اهم مرحلة تتبلور فيها الاخلاق والسلوك، حيث توضع اللبنات الاساسية للأخلاق من خلال اتخاذ القدوة والايحاءات والتحذيرات، فتنشأ سيرة الطفل وفقا لذلك. فلا بد من تنمية الفضائل في شخصية الطفل منذ السنوات الاولى وسوف ينتخب الاطفال فيما بعد الاحسن والافضل عندما يتعرفون على المجالات والاذواق المختلفة ويعملون بما كسبوه.

وان النجاح سيكون حليف الاباء والامهات فيما لو مارسوا دورهم في الاهتمام بالطفل خاصة في البعد الاخلاقي وذلك منذ سنوات ولادته الأولى.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.