المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
مدى الرؤية Visibility
2024-11-28
Stratification
2024-11-28
استخدامات الطاقة الشمسية Uses of Solar Radiation
2024-11-28
Integration of phonology and morphology
2024-11-28
تاريخ التنبؤ الجوي
2024-11-28
كمية الطاقة الشمسية الواصلة للأرض Solar Constant
2024-11-28



اللطف والحزم ... ودورهما في التربية  
  
2456   01:31 مساءاً   التاريخ: 20-4-2016
المؤلف : شيريل ايروين
الكتاب أو المصدر : دليل تربية الصبيان
الجزء والصفحة : ص57–59
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-1-2016 2239
التاريخ: 14/12/2022 1166
التاريخ: 11-5-2022 1888
التاريخ: 12/12/2022 1076

يجيد العديد من الاهل اما ان يكونوا لطيفين واما حازمين. ويكونون حازمين (صارمين, مزعجين, متحكمين ومعاقبين) لاعتقادهم ان الطفل يحتاج الى التأديب والنظام وانهم سيفسدونه دون ذلك . واما يكونون لطيفين مع اولادهم يفلتون من اخطائهم الخاصة , ويقدمون لهم الكثير مما لذ وطاب لاعتقادهم بانهم سيربون بهذه الطريقة طفلا سعيدا يحترم ذاته . لسوء الحظ ان هاتين الطريقتين المتطرفتين في التربية ليستا فاعلتين.

ـ تخشين الصبية :

من المؤسف ان الباحثين وجدوا ان الاهل والمدرسين يتعاملون غالبا بشكل قاس مع الفتيان اكثر مما يفعلون مع الفتيات . وينبع هذا عادة من رغبة غير واعية في جعلهم اقسى . وكما يشرح الدكتور دان كيندلون والدكتور مايكل تومسون في كتابهما : Raising Cain , Protecting the Emotional Life of Boys  : (( يُفترض بالتربية القاسية ان تساعد على صنع رجل من الصبي : يحتاج الى معاملة قاسية لتشكيله . يعتقد ان الصبيان لا يتقبلون الاقتراحات اللطيفة وهم اكثر قدرة على تحمل الاساءة . يعكس هذا التميز الجنسي اعتقادنا الثقافي الكامن بان الصبيان خلقوا من (( مادة مختلفة )) عن الفتيات . وعندما يتعلق بقدرتهم على الايذاء والغضب يتبين ان هذا الافتراض غير صحيح )) .

ـ تنبيه !

ينبغي حتى على الاهل المحبين ان ينتبهوا لطريقة تربيتهم لأبنائهم . وجدت احدى الدراسات ان الاهل (العاديين) يميلون الى استخدام العقاب الجسدي (الصفع على المؤخرة, الصفع على الوجه, السوق بعنف ) بقدر الاهل المسيئين, عندما يركض الصبي الى الشارع او يكسر غرضا قيما او يتصرف بشكل متهور ... وهي امور يميل الصبيان الى القيام بها اكثر من الفتيات . 

ـ لطف وحزم في الوقت نفسه :

كان الدكتور درايكورز اول من علم الاهل ان يكونوا لطيفين وحازمين في الوقت نفسه . استنادا الى جين نيلسون , دكتوراه في التربية , ولين لوت , ماجستير , والدكتور ستيفن غلين في كتابهمpositive discipline A-Z : 1001 solution to everyday parenting problems  : (الحزم يعني استخدام مبادئ التربية المناسبة بثقة . واللطف يعني ان تحافظي على كرامتك وعلى احترامك لذاتك ولطفلك فيما انت تستخدمين مبادئ التربية هذه) . بمعنى اخر, اللطف يظهر الاحترام لإنسانية ابنك فيما يظهر الحزم احترامك لذاتك ولمتطلبات الموقف.

يحتاج استخدام الحزم واللطف في ان معا تمرينا فمعظم الاهل اعتادوا ان ينتقلوا من احدى الحالتين الى الاخرى كرقّاص ساعة لا يمكن السيطرة عليه . ان التصرف بلطف وحزم في الوقت عينه هو مفتاح سحري في تربية ابنك يدعوه لاحترام الحدود ( واحترامك ) فيما هو يشعر بالأمان وبانه محبوب.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.