المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



كيفية تعامل الأطباء فيما بينهم  
  
2625   10:42 صباحاً   التاريخ: 20-4-2016
المؤلف : السيد علي عاشور
الكتاب أو المصدر : آداب وقوانين الجسم الطبّي والنصائح عند أهل البيت (عليهم السلام)
الجزء والصفحة : ص105-107
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-6-2022 2037
التاريخ: 14-12-2016 2482
التاريخ: 28-6-2016 3535
التاريخ: 3-1-2022 2402

أطباؤنا أعزهم الله وسدد خطاهم أعرف مني بواجبهم وكيفية تعاملهم فيما بينهم، فهم في سلكٍ واحد ونهجٍ واحد، ولكن سوف أثير هنا بعض الآداب التي لمستها من بعض الأطباء والتي أرجو أن تكون عند الجميع، ولكن من باب التذكير فإن الذكرى تنفع المؤمنين.

يشترك الأطباء الأعزاء مع غيرهم من الناس في الآداب العامة كحسن المنطق والتعبير وطلاقة الوجه وحسن اللقاء وإلقاء السلام على الآخرين بل بابتدائهم بالسلام على كل من يصادفونه من الناس، وما شابه.

كما ويشتركون مع المتعلمين في آداب خاصة بالإنسان المتعلم والمثقف حيث يفرض عليهم أدب أزيد من الذي يُفرض على الإنسان العادي، فإذا كان الإصلاح بين الخصمين أمراً مستحسناً من الإنسان العادي فهو أمرٌ مطلوبُ من المتعلم المثقف.

وإذا كانت سعة الصدر فضيلة عامة فإنها عند المتعلمين آكد وأهم، بل هي شرط لاستفادة المجتمع من هذا العلم وهذه الخبرة المفيدة، والتي إذا وقع التقصير بها فإن الضرر سوف يعمّ الجميع حتى المتعلم والطبيب، لأن الرذيلة إذا انتشرت وعمت فإنها ستصيب الجميع، فمثلاً الكلمة السيئة والقبيحة التي يسمعها أحد الأولاد في البيت أو الشارع لا تبقى في مخيلته بل تنتقل الى رفقائه في الشارع أو المدرسة ومنهم الى كل بيت ثم الى كل أفراد العائلة الذي يسمعونها ويتأثرون بها.

أصبح من يريد أن يربي أبناءه عليه أن يربي أبناء الجيران وأهل البلد للتلاقح الموجود في هذه الايام بين الناس.

وعليه فالجميل من المتعلم والطبيب يكون آكد وافضل من غيره.

وهكذا في النظافة وتناسب اللباس فإن كانت خصلة من خصل الإيمان فالمتعلم والطبيب أولى بتطبيقها.

وهكذا في بقية الفضائل والأخلاق الحسنة فإنها من المتعلم تجاه غير المتعلم أمر مفروض، وهي تجاه المتعلمين أنفسهم أمر واجب.

ويتأكد هذا الأمر بين الأطباء الأعزاء في تعاملهم فيما بينهم، فهم أُخوة في الإيمان وزملاء في المهنة الانسانية، الأمر الذي يفرض عليهم شدّة التعامل الأخلاقي بالفضائل الحسنة فيما بينهم، وترك الرذائل السيئة، ليكونوا قدوة لغيرهم في ذلك، إذ مهنة الطبابة مهنة إنسانية يُظهر الطبيب من خلالها كل المحاسن الإنسانية والمشاعر الأخلاقية، بعيداً عن وسوسة الشيطان، والتعصب والغضب والحسد وسوء الظن وما شابه من مساوئ الأخلاق ورذائل الأفعال.

وبذلك يكون الطبيب قدوةً لغيره من الناس في التزامه بالآداب الإنسانية والفضائل السماوية التي تزين الإنسانية وتعطي للمتعلم قيمة أكبر وتبعده عن كل شين، وليكون محبوباً مرغوباً به في مجتمعه وبين ناسه وأهله.

ولعل أكثر صفة تطرح بين زملاء المهن هي الحسد، فإنّ بعض ضعفاء النفوس والإيمان مبتلون برذيلة الحسد ليتمنون ما عند الناس وزواله عنهم، مع أن ذلك لا يفيدهم ولا يزيد في رزقهم أو

حظهم، لأن الله هو الرزاق العليم:{وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ}[الذاريات: 22] .

وأصحاب العلم الثقافة أولى بالابتعاد عن رذيلة الحسد لعلمهم بمساوئه على أخلاقهم ونفوسهم.

الطبيب أولى من غيره في احترام زميله الطبيب وسهر الليالي من أجل تحصيله لهذه الدرجة العلمية الكبيرة.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.