المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01
المختلعة كيف يكون خلعها ؟
2024-11-01
المحكم والمتشابه
2024-11-01

أثر عناصر الدعوى الجزائية على نطاقها الشخصي والموضوعي
9-5-2017
التوسل بأولياء الله منهي عنه في القران الكريم
12-1-2017
Stative And Dynamic Verbs
8-4-2021
روح العبادة والإحتراز من الإفراط والتفريط
21-12-2015
معنى مفردتا إنّ- أنّ‌
1-2-2016
Xi-Function
25-11-2018


الزهد والتنمية  
  
1996   12:30 مساءاً   التاريخ: 19-4-2016
المؤلف : محمد الريشهري
الكتاب أو المصدر : التنمية الاقتصادية في الكتاب والسنة
الجزء والصفحة : ص310-312
القسم : الاسرة و المجتمع / التنمية البشرية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-08-25 270
التاريخ: 2024-10-17 142
التاريخ: 2024-04-28 680
التاريخ: 19-4-2016 2149

تصنّف النصوص الإسلامية الزهد وما يتصل به على نحو ما - كالرضا والقناعة - في عداد مبادئ التنمية، في المقابل تنظر إلى الحرص والتكاثر بوصفهما من موانعها وآفاتها (1)، على حين يبدو الأمر بالعكس تماما في مناخات الحضارة المادية، وخاصة في إطار المرتكزات الأخلاقية للتنمية الغربية. فما ذهب إليه ماكس فيبر في كتابه "الرأسمالية والأخلاق البروتستانتية": أن الرأسمالية الغربية مدينة في ازدهارها إلى ذيوع الأخلاق البروتستانتية التي تشيد بتراكم الثروة واكتنازها، وتحث الناس في هذا السبيل.

أجل، ما يبدو في الظاهر أن الزهد يناهض التنمية في حين أن الحرص والتكاثر يعينان على تحققها، بيد أن الواقع ليس كذلك. لتوضيح الأمر من الضروري إلقاء نظرة فاحصة على النقطتين التاليتين:

الاولى: لتوضيح طبيعة العلاقة بين الزهد والتنمية، ينبغي قبل كل شيء تحديد مفهوم هذين المصطلحين والأهداف المتوخاة منهما. فمن جهة إذا ما حصرنا مفهوم التنمية في نطاق نمو الإنتاج القومي وإحراز التقدم الفني والعلمي، ونظرنا إلى ذلك بوصفه الهدف الأعلى والغاية القصوى‏ التي نرجوها، ثم عمدنا من جهة ثانية إلى تفسير الزهد على أساس العزوف عن الدنيا، والإحجام عن ممارسة النشاطات الاقتصادية، فلا مناص عندئذ من أن نعترف بأن الزهد ليس فقط لا يساهم في التنمية بل يعد من آفاتها أيضا. لكن إذا فسرت التنمية بمعنى أنها حالة متكاملة لازدهار طاقات الإنسان وتفجير مكنوناته في جميع مرافق الحياة، وتأمين احتياجاته المادية والمعنوية، وأن الهدف منها هو بلوغ الكمال المطلق والرسوّ على السعادة الأبدية، ثم إذا وضع الزهد في إطار معناه الصحيح، فإن الزهد عندئذ ليس فقط لا يناهض التنمية ولا ينافيها بل يدخل في عداد مبادئها الأخلاقية، ..

الثانية: إن تفسير الزهد بالعزوف عن الدنيا والإحجام عن العمل والفعاليات الاقتصادية، يعكس رؤية منحرفة وغير سليمة للمصطلح؛ فالمعنى الصحيح للزهد هو: عدم الرغبة في أي شيء يمكن أن يكون مانعا لتكامل الإنسان وبلوغه الكمال المطلق. والهدف منه في الدرجة الاولى هو أخذ القليل في مقابل تقديم الكثير.

فالزاهد الحقيقي من جهة: هو من يبذل قصارى‏ جهده في مضمار الإنتاج والعمل، ولا يدخر من طاقته شيئا، وهو من جهة ثانية: من يعزف بسهولة عن الرغائب المادية في مجال الاستهلاك وعندما تحين لحظة العطاء والاستثمار الشخصي، من خلال السلطة النفسية المكينة التي يتحلى بها؛ الزاهد هو من يهب الكثير ويقنع بالقليل، وهو من يبذل للآخرين ما تناهت عسرته ومشقته، ويرضى‏ لنفسه بالنصيب الأقل.

أما الذروة لهذا النمط من الزهاد والمثل الأعلى لهم فهو إمام الزاهدين أمير المؤمنين(عليه السلام) من خلال سيرته في العمل والإنتاج والاستهلاك (2).

___________

1ـ انظر: ص 373 (المبادئ الأخلاقية) و ص 453 (الموانع الأخلاقية).

2ـ انظر: موسوعة الإمام علي بن أبي طالب: ج 9 ، ص 343 - 376.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.