المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

تبئير حافي edge focusing
20-10-2018
الإمام علي شبيه الأنبياء
5-5-2016
Biosynthesis of Collagen
3-9-2021
علاقة الرأي العام بالعلاقات العامة
1-8-2022
نبات النفل الابيض
6-3-2016
الجريمة المعلوماتية أسبابها .. خصائصها..
2024-02-25


دعاء الامام (عليه السلام) في توحيد الله والثناء عليه  
  
13352   09:42 صباحاً   التاريخ: 19-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
الجزء والصفحة : ج4, ص23-27.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / التراث العلوي الشريف /

معظم أدعية الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) قد حفلت بتوحيد الله تعالى والثناء عليه وهي تحمل طابع الإخلاص والعبودية المطلقة لله الواحد القهّار فقد حكت أدعيته مدى تذلّله أمام الله وتضرّعه إليه ومعرفته به وهذه نماذج منها :

الحمد لله أوّل محمود وآخر معبود وأقرب موجود البدئ بلا معلوم لأزليّته ولا آخر لأوّليّته والكائن قبل الكون بغير كيان والموجود في كلّ مكان بغير عيان والقريب من كلّ نجوى بغير تدان علنت عنده الغيوب وضلّت في عظمته القلوب فلا الأبصار تدرك عظمته ولا القلوب على احتجابه تنكر معرفته تمثّل في القلوب بغير مثال تحدّه الأوهام أو تدركه الأحلام ثمّ جعل من نفسه دليلا على تكبّره عن الضّدّ والنّدّ والشّكل والمثل فالوحدانيّة آية الرّبوبيّة والموت الآتي على خلقه مخبر عن خلقه وقدرته ثمّ خلقهم من نطفة ولم يكونوا شيئا دليل على إعادتهم خلقا جديدا بعد فنائهم كما خلقهم أوّل مرّة ...

وحكى هذا المقطع مدى تعظيم الإمام (عليه السلام) لله تعالى فقد نعته بهذه النعوت التي تنمّ عن معرفته بتلك الحقيقة المذهلة للعقول فهو تعالى الكائن قبل كلّ شيء والموجود في كلّ مكان والقريب من كلّ نجوى فتعالى أن تدركه الأحلام أو تعرف واقعة العقول التي هي محدودة في إدراكها وتصوّرها فكيف تصل إلى إدراكه تعالى؟ ويستمرّ الإمام في دعائه فيقول :

والحمد لله ربّ العالمين الّذي لم يضرّه بالمعصية المتكبّرون ولم ينفعه بالطّاعة المتعبّدون الحليم عن الجبابرة المدّعين والممهّل للزّاعمين له شريكا في ملكوته الدّائم في سلطانه بغير أمد والباقي في ملكه بعد انقضاء الأبد والفرد الواحد الصّمد والمتكبّر عن الصّاحبة والولد رافع السّماء بغير عمد ومجري السّحاب بغير صفد  قاهر الخلق بغير عدد لكن الله الأحد الفرد الصّمد الّذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ؛ والحمد لله الّذي لم يخل من فضله المقيمون على معصيته ولم يجازه لأصغر نعمه المجتهدون في طاعته الغنيّ الّذي لا يضنّ برزقه على جاحده ولا ينقص عطاياه أرزاق خلقه خالق الخلق ومفنيه ومعيده ومبديه ومعافيه عالم ما أكنّته السّرائر وأخبته الضّمائر واختلفت به الألسن وآنسته الأزمن الحيّ الّذي لا يموت والقيّوم الّذي لا ينام والدّائم الّذي لا يزول والعدل الّذي لا يجور والصّافح عن الكبائر بفضله والمعذّب من عذّب بعدله لم يخف الفوت فحلم وعلم الفقر إليه فرحم وقال في محكم كتابه : {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ} [فاطر: 45] ...

وحفل هذا المقطع من دعاء الإمام (عليه السلام) بالثناء على الله تعالى وذكر بعض صفاته العظيمة التي طبق سناها ما في السموات والأرض ؛ ويستمرّ إمام المتّقين في دعائه قائلا :

أحمده حمدا أستزيده في نعمته وأستجير به من نقمته وأتقرّب إليه بالتّصديق لنبيّه المصطفى لوحيه المتخيّر لرسالته المختصّ بشفاعته القائم بحقّه محمّد (صلى الله عليه واله) وعلى أصحابه وعلى النّبيّين والمرسلين والملائكة أجمعين وسلّم تسليما ؛ إلهي! درست الآمال وتغيّرت الأحوال وكذبت الألسن واخلفت العدة إلاّ عدتك فإنّك وعدت مغفرة وفضلا ؛ اللهمّ صلّ على محمّد وآله وأعطني من فضلك وأعذني من الشّيطان الرّجيم ؛ سبحانك وبحمدك ما أعظمك! وأحلمك! وأكرمك! وسع بفضل حلمك تمرّد المستكبرين واستغرقت نعمتك شكر الشّاكرين وعظم حلمك عن إحصاء المحصين وجلّ طولك عن وصف الواصفين كيف حلمت عمّن خلقته من نطفة ولم يك شيئا فربّيته بطيّب رزقك وأنشأته في تواتر نعمك ومكّنت له في مهاد أرضك ودعوته إلى طاعتك فاستنجد على عصيانك بإحسانك وجحدك وعبد غيرك في سلطانك؟ كيف أمهلتني وقد شملتني بسترك وأكرمتني بمعرفتك وأطلقت لساني بشكرك وهديتني السّبيل إلى طاعتك وسهّلتني المسلك إلى كرامتك وأحضرتني سبيل قربتك فكان جزاؤك منّي أن كافأتك عن الإحسان بالإساءة حريصا على ما أسخطك متنقّلا فيما أستحقّ به المزيد من نقمتك سريعا إلى ما هو أبعد عن رضاك ، مغتبطا بغرّة الأمل معرضا عن زواجر الأجل لم ينفعني حلمك عنّي وقد أتاني توعّدك بأخذ القوّة منّي حتّى دعوتك على عظيم الخطيئة أستزيدك في نعمك غير متأهّب لما قد أشرفت عليه من نقمتك مستبطئا لمزيدك ومتسخّطا لميسور رزقك مقتضيا جوائزك بعمل الفجّار كالمراصد رحمتك بعمل الأبرار مجتهدا أتمنّى عليك العظائم كالمدلّ الآمن من قصاص الجرائم فإنّا لله وإنّا إليه راجعون ...

وحكى هذا المقطع مدى ألطاف الله وعظيم فضله وإحسانه على عباده ؛ مع ما يصدر منهم من سوء الأعمال والتنكّر لألطافه ونعمه عليهم وهو مع ذلك يقابلهم بالمزيد من برّه وفضله ويأخذ الإمام بالتضرّع إليه تعالى قائلا :

مصيبة عظم رزؤها وجلّ عقابها بل كيف أرجو إقالتك وقد جاهرتك بالكبائر مستخفيا عن أصاغر خلقك؟ فلا أنا راقبتك وأنت معي ولا راعيت حرمة سترك عليّ بأيّ وجه ألقاك؟ وبأيّ لسان اناجيك؟ وقد نقضت العهود والأيمان بعد توكيدها وجعلتك عليّ كفيلا ثمّ دعوتك مقتحما في الخطيئة فأجبتني ودعوتني وإليك فقري؟ فوا سوأتاه وقبح صنيعاه! سبحانك أيّة جرأة تجرّأت وأيّ تغرير غرّرت نفسي؟ سبحانك! فبك أتقرّب إليك وبحقّك أقسم عليك ومنك أهرب إليك بنفسي استخففت عند معصيتي لا بنفسك وبجهلي اغتررت لا بحلمك وحقّي أضعت لا عظيم حقّك ونفسي ظلمت ولرحمتك الآن رجوت وبك آمنت وعليك توكّلت وإليك أنبت وتضرّعت فارحم إليك فقري وفاقتي وكبوتي لحرّ وجهي  وحيرتي في سوأة ذنوبي إنّك أرحم الرّاحمين.

وحكت هذه الفقرات من دعاء الإمام مدى خوفه من الله تعالى وتضرّعه إليه وإنابته وانقطاعه إليه وأنّه لا يرجو غيره ولا يأمل سواه وهذا غاية الطاعة ومنتهى الإخلاص ؛ ويستمر الإمام في دعائه فيقول :

يا أسمع مدعوّ! وخير مرجوّ! وأحلم مغض! وأقرب مستغاث! أدعوك مستغيثا بك استغاثة المتحيّر المستيئس من إغاثة خلقك فعد بلطفك على ضعفي واغفر لي بسعة رحمتك كبائر ذنوبي وهب لي عاجل صنعك إنّك أوسع الواهبين لا إله إلاّ أنت سبحانك إنّي كنت من الظّالمين يا الله يا أحد يا الله يا صمد يا من لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد , اللهمّ! أعيتني المطالب وضاقت عليّ المذاهب وأقصاني الأباعد وملّني الأقارب وأنت الرّجاء إذا انقطع الرّجاء والمستعان إذا عظم البلاء واللّجاء في الشّدّة والرّخاء فنفّس كربة نفس إذا ذكّرها القنوط مساوئها أيست من رحمتك ولا تؤيسني من رحمتك يا أرحم الرّاحمين .

لقد تجرّد الإمام من كلّ نزعة مادية ولم يعد له أي التقاء مع متع الدنيا ورغائبها وانقطع إلى الله انقطاعا كاملا فلا يرى غيره ملجأ ومفزعا وهكذا كانت حياته كلّها مع الله تعالى .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.