المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ودت طائفة من اهل الكتاب لو يضلونكم}
2024-11-02
الرياح في الوطن العربي
2024-11-02
الرطوبة النسبية في الوطن العربي
2024-11-02
الجبال الالتوائية الحديثة
2024-11-02
الامطار في الوطن العربي
2024-11-02
الاقليم المناخي الموسمي
2024-11-02

Solar Redshift
12-11-2016
الطور النيماتي (N) Nematic phase
2024-03-16
Properties of Enantiomers
26-12-2021
استخدامات شتى لقطران الفحم
24-7-2016
تقسيم علامات الظهور للإمام المهدي عليه السلام
19-2-2018
جسيمات (Λ) و(∑)
15-1-2022


الآثار الذهنية والنفسية لفقد الاب  
  
2494   12:50 مساءاً   التاريخ: 18-4-2016
المؤلف : د. علي قائمي
الكتاب أو المصدر : علم النفس وتربية الايتام
الجزء والصفحة : ص56-57
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية النفسية والعاطفية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-4-2017 2518
التاريخ: 4-11-2017 2041
التاريخ: 16-4-2022 2298
التاريخ: 26-7-2016 2126

ـ صدمة موت الاب :

إن الموت قادر على دخول أي بيت واي حي ومكان، ويده ستطال الجميع، فمن ذا الذي لن يموت سوى الله تعالى، ومن ذا الذي شرب من كأس الخلد، الكل سيموت ، حتى نبينا مات {إِنَّكَ مَيِّتٌ}[الزمر:30] اجل! ولربما كان موت فلان اسرع، وموت الآخر بعده، ولكن إرادة الله وقضاءه وقدره في الموت امر مقدر على الجميع. ان موت الاعزاء سيكسر طوق الامان، وسيفني اللذات وسيحطم الاهواء والامنيات.

وسيمضي الانسان الصالح والطالح، كل في سبيله بعد موته، ولكن اقرباءه سيتعرضون لمشاكل ومصائب من قبيل: الوحدة، واليتم، والضياع، والتشرد، واحياناً للفقر والحرمان ومن بين كل انواع الموت، فإن الموت الاحمر او الشهادة، اكثرها اثارة للجدل وايجاداً للنتائج والتبعات، لأنها تحرك العواطف والاحاسيس والمشاعر بشدة، فمن الصعب على المرأة حين ترى جراح زوجها ودماءه، او على الطفل الذي يرى جسد ابيه مفصولاً عن رأسه او مضرجاً بالدماء، ان يسيطر على نفسيهما، وينسيا ذلك بسهولة، وما اكثر اولئك الذين ينهارون امام ذلك، فيرتسم هذا المنظر في اذهانهم، ويسبب لهم الاذى واللوعة الدائمة ولا سيما عند الذكرى.

ـ السعة الروحية والتحمل :

إن عدم اظهار الحزن والاسى والاضطراب، وكذلك قدرة الافراد على تحمل مصيبة ما أمر يرتبط بمدى القدرة النفسية عند الاطفال، فأولئك الذين لم يحكموا قدراتهم الدفاعية، وليس لديهم القدرات الكفيلة للسيطرة على انفسهم وحمايتها في مقابل المصاعب، سيصعب عليهم تحمل المشكلات والمصائب.

واظهرت الابحاث التي اجريت على المرضى البالغين الذين يعانون من اضطرابات ومشاكل نفسية، ان سبب تلك الامراض النفسية هو البعد والفراق عن فرد عزيز او حبيب لأسباب ربما كانت نتيجة المفارقة او الخصام او الطلاق، او بسبب الموت او الشهادة؛ اولئك الذين يشعرون بالحرمان والنقص بسبب امر ما ولا يقدرون على تحمل ذلك، وليس باستطاعتهم إظهاره وإعلانه هم اكثر عرضة للضرر والآثار الجانبية السلبية.

إن الاطفال وبسبب صغر سنهم لا يتمتعون بقدرة كبيرة على التحمل، وخصوصاً الحساس منهم. والمعرضون للإصابة اكثر من غيرهم هم الذين ليست لديهم القدرة على التحمل العاطفي وغيره من الاسباب. وستخلق الصدمات العاطفية لهم اضطرابات عصيبة واهتزازات في الشخصية وستقضي على إحساسهم بالأمان والطمأنينة، وفي بعض الاحيان من الممكن ايضاً ان يقوم الاطفال بنوع من انواع الدفاع المنفعل الداخلي، وبذلك سيشعرون بالأمان والراحة.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.