المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الزراعة
عدد المواضيع في هذا القسم 13748 موضوعاً
الفاكهة والاشجار المثمرة
المحاصيل
نباتات الزينة والنباتات الطبية والعطرية
الحشرات النافعة
تقنيات زراعية
التصنيع الزراعي
الانتاج الحيواني
آفات وامراض النبات وطرق مكافحتها

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

Unit Conversions
7-6-2019
الادعية المستحبة في تكبيرة الاحرام
10-10-2016
تحلل الجزئي البروتيني بالماء  : Hydrolysis
3-4-2016
16- عقبة بن الحجاج السلولي (116 - 123هـ/ 734 - 741م)
23-11-2016
تعريف النظام المحاسبي Definition Accounting System
31-1-2022
مجلة عامة
18-7-2019


كيفية زراعة القطن  
  
5132   12:53 مساءاً   التاريخ: 14-4-2016
المؤلف : وصفي زكريا
الكتاب أو المصدر : زراعة المحاصيل الحقلية
الجزء والصفحة : الجزء الاول ص 337-354
القسم : الزراعة / المحاصيل / محاصيل الالياف / القطن /

كيفية زراعة القطن

زراعة القطن في الأراضي المسقوية

‏أ- الطريقة المصرية " طريقة التجبيب "

‏إن زراعة القطن في مصر حسنة مثالية تناسب الشرائط الحيوية والعملية للقطن في نموه وانتاجه. والعراقيون قد اتبعوها وعملوا بها منذ أن بدؤوا يهتمون بهذه الزراعة، لذلك كان من الضروري أن تتبع في بلاد الشام في أراضيها المسقوية لوجود الإصابة والإفادة.

‏إن هذه الطريقة تقتضي تخطيط الأرض وجعلها ذات بطون مقعرة (أثلام) ومتون محدبة (مصاطب) مستقيمة متوازية منتظمة الأبعاد أيضاً عنى السفوح القبلية أو الشرقية للمتون.

‏إن وجود الإصابة والإفادة في هذه الطريقة تتلخص فيما يلي:

‏1- إن الخطوط أدفأ وأكثر تعرضا للهواء والشمس من المساكب المستوية، أطول وقت ممكن من النهار ،لأن متونها المحدبة ذات سطوح كثيرة معرضة إلى نور الشمس ‏وحرها أكثر، والحفر المزروعة فيها تستفيد من حر الشمس استفادة تفوق ما في بقية الطرق، وتساعدها على سرعة إنتاش البذور ونمو البادرات الصغيرة بعد إنتاشها.

‏2- إن الخطوط تهيئ للبادرات الصغير ترابا مفككا رخوا فيه الغذاء بحالة أكثر تحضيرا ومناسبة لها، وفيه المجال السهل لامتداد جذورها الصغيرة.

3- إن الحفر المزروعة على ارتفاع ثلثي السفوح المذكورة لا يغمرها الماء بعد زرعها بل يصلها رشحا بالخاصية الشعرية، وبذلك يتصلب غطاؤها ولا يتشقق بسبب الرياح ولا تختنق جذور البادرات.

4‏- إن السقي في هذه الطريقة يكون منتظما معتدلا ويحصل توفير في كمية مياه الإسقاء، وسيطرة على حسن توزيعها بالقدر المطلوب.

5- ‏إن البذور النابتة والبادرات النامية تظل مصونة من البرد والرياح.

6- ‏إن الخطوط تساعد على إجراء العمليات الزراعية التي تلي الزرع كالترقيع والتفريج والتعشيب والسقي والتسميد والجني وعمليات التعفير ضد الحشرات وخاصة أنها تسهل سير الآلات الحديثة الخاصة بهذه العمليات.

‏7- إن غلة الدونم في هذه الطبقة تزيد عنها في بقية الطرق، إننا اعتمادا على هذه الفوائد أو دواعي الرجحان ما زلنا نتكلم وندعوا زراعنا في كل مجلس وحقل نمر بهما، ونكتب في المجلات والصحف أن يزرعوا القطن حسب الطريقة المصرية فيذكروا ويعتذروا بعائقين خلاصتهما:

‏أ- أنها تحتاج إلى تحضير الأرض بالحراثات المكررة والسلف. التمليس (التزحيف) خلال أشهر الخريف والشتاء والى فتح الخطوط ومسحها وحفر الحمالات والسواقي خلال شهري شباط وآذار بحيث لا يأتي موعد الزرع في ١5 ‏آذار (في الساحل) أو 15 نيسان (في الداخل) الا وكل تحضير مما ذكرناه يكون جاهزا ليمكن التعجيل بالزرع.

‏ب- وان بلاد مصر قليلة الأمطار كثيرة الصحو في أكثر أشهر الشتاء، وهذا ما يساعد المصريين على التحضير المذكور.

‏أمأ بلاد الشام فكثيرة الأمطار نسبيا وكثيرة الوحول في سهولها التي بعضها لا يجف إلا في أوائل نيسان أو أوسطه، لذلك لا يتيسر التحضير والتخطيط المذكوران

‏فتتأخر إلى بعد حلول موعد الزرع وخاصة إذا كانت مساحة الأرض المقصود زرعها قطنا واسعة (عدة آلاف دونمات) والوسائط الميكانيكية لفلاحتها وتخطيطها بسرعة واتقان ضعيفة أو غير متيسرة. وهذا التأخير يضطرهم إلى ارتجال العمل والتعجيل بالزرع بالطرق السقيمة التي سيأتي ذكرها.

ان الطريقة المصرية تحتاج إلى أيد عاملة كثيفة قد لا توجد في أكثر مناطقنا. وإن وجدت لا تكون متمرنة، وان تمرنت لا تكون رخيصة لغلاء أجور هذه الأيدي عندنا إذا قورنت بوفرتها ورخصها في مصر. هذه هي العوائق التي يعتذر بها زراع القطن في بلادنا في صدد الطريقة المصرية وهي أعذار واهية إن جاز الإغضاء عليها في الماضي والحاضر ولا يجوز في المستقبل بعد أن خطت زراعة القطن عندنا خطواتها الجبارة وأصبحنا في أشد الحاجة إلى تجويدها على نهج البلاد الراقية بها كمصر والعراق ناهيك أمريكا. فهي ليست مما يصعب تدبيره إذا وجد الفهم والحزم وصغر زراعنا المساحات الكبيرة التي يمتدون بها بسائق الطمع فعملوا بالمثل القائل (قلل ودلل) ورب دونم واحد متقن غل وأفاد أكثر من عشرة دونمات يعجز زراعها عن ايفائها حقها من العناية فتكون النتيجة الخسارة المؤكدة من جهتين، قلة الفلة وقلة الجودة في ألياف القطن الناتج.

‏العمليات المتبعة في الطريقة المصرية هي كما يلي نذكرها بإيجاز وتذكر تتفيذها في بلاد الشام:

تجهيز التربة:

‏1- التقضيب والتلويط:

‏يزرع القطن في مصر سقيا من ماء النيل، ولأجل أن يسيل هذا الماء بسهولة وانتظام يجب أن تكون الأرض مستوية تماما فإذا لم تكن كذلك يقومون بادئ ذي بدء بعملية يدعونها (التقضيب) لا وندعوها في الشام (تجريف)  سبق ان ذكرناها في بحث الرز القصد منها تسوية سطح الأرض فيما إذا كان فيها مرتفعات ومنخفضات فرقها أكثر من عشر سنتمترات، وهم يستعملون لأجل ذلك آلة بسيطة يدعونها في مصر (قصابية) وتدعى مثيلتها في الشام (جاروفة) من كلمة الجرف. وهي عبارة عن صندوق خشبي ليس له سقف ولا جانب أمامي بل قاع على شكل شبه منحرف وثلاثة جوانب ومقضبان. وطول هذا الصندوق ١00 ‏وعرضه 50 ‏وعمقه 20 ‏سم وطول مقبضيه متر واحد فيكون طول الآلة كلها متران يصنعها نجار والقرى من خشب سميك ومتين ويلبسون مقدمها المفتوح الذي ينفذ في التراب قطعة حديد لوقايته من التأكل ويكفي لجرها زوج ثيران أو بغال يجرفون بها التراب العالي، فإذا امتلأت وهي سائرة وبلغت المكان المنخفض يرفعون المقابض ويفرغون التراب فيه ويستمرون هكذا إلى أن يستوي سطح الأرض تماما.

‏وفي أوروبا: جواريف حديدية خفيفة تجرها الخيل جديرة بالاستعمال لجرف الأتربة والأنقاض في المزارع.

‏وهي عبارة عن صندوق من الحديد مكشوف السطح والجانب الأمامي. ولهذا الصندوق ذراعان من الحديد أيضاً يتصلان بجانبي الجاروفة اتصالا مفصليا ويلتقيان مع بعضهما مكونين جزءاس يتصل بميزان الجر يسمى مشبكا .

‏وللجاروفة رافعتان في وراءها إحداهما تستعمل في زيادة مقدار الجرف أو تقليله، فيمكن للسائق أن ينظم مقدار الجرف بأن يرفع الرافعة ليزداد الجرف ويخفضها ليقل.

‏أما إذا كان الفرق بين المرتفعات والمنخفضات خفيفا لا يزيد عن ١0 ‏سم يعمدون ‏إلى آلة بسيطة يدعونها في مصر (لواطة) بحيث يكون كافيا لإملاء المنخفضات واظهار المرتفعات فقط، فيبرز لهم بذلك الأماكن الواجب جرفها واملاؤها. وعند تشغيل اللواطة يقف العامل فوقها حتى يزيد ثقلها وتجرف الطين من الأرض، هذا في المزارع الصغيرة.

‏أما في المزارع الكبيرة التي تعتمد على الميكانيك فيستعملون الجرارت الضخمة التي يوضع أمامها جواريف كبيرة يدعونها بولدروزر Bulldozer ‏طول النصل الحديدي الجارف فيها يكون 2 ‏- 3 ‏- 4 ‏أمتار وعلوه 90 ‏- ١50 ‏سم، وبها يسهل الجرف (التقصيب) ودفع التراب أو تكويمه في أسرع وقت، ويستخدم البولدوزر أيضاً في رفع حمالات المياه وجرف أتربة الخنادق والسواقي والطرق العامة وأمثالها من الأعمال فيفي عن كثير من الأيدي العاملة.

‏إن هذه العملية أي تسوية سطح الأرض مهمة جدا يتوقف عليها انتظام نمو القطن بعد زرعه لكي ينتظم ماء السقي فيه، وعلى كل مزارع في بلاد الشام أن يراعي ظروف حقله في هذه التسوية، ونظرا إلى طبيعة الأرض الخاصة ببلادنا وعدم استوائها أحيانا استواء تاما فيقتدي بالمصريين في إتيانها جهد إمكانه لا أن يتركها دون تصليح وتمهيد حقيقيين كما هو حال المساكب الرديئة الاستواء والانتظام التي يزرعون فيها القطن عندنا طشا على ما سوف نصفه وننتقده.

2 - ‏الحراثة

‏يحرثون في مصر الأرض المهيأة للقطن مرتين أو ثلاثا بالمحاريث البلدية المجرورة بالأبقار كما هو داب صفار الفك حين في المساحات القليلة نسبيا ومن شدة لاعتناء في مصر ترى الفلاحين المذكورين يسيرون وراء المحراث عاملا ثانيا في يد فأس يكسر بها التلعات الناتجة من الحراثة .يفتتها، وعاملا ثالثا يحمل مقطفا (قفة) يضع فيه الأحجار والحصى التي قد يجدها وينقلها إلى خارج الحقل.

‏فالحقل الذي يحرث وينظف على هذا المنوال يتركونه مدة ١5 ‏- 20  يوما ريثما يتهوى ويتشس ... ثم يعيدون الكرة بحراثة ثانية معاكسة للأولى وبتكسير وتفتيت ثانيين للتلعات وبجمع ثاني للأحجار والحصى. وربما بعد ١5 ‏- 20 ‏يوماً أعادوا هذه الأعمال مرة ثالثة لأنه كلما تكررت الحراثة وتعمقت وكانت الفترة لتشميس التربة وتهويتها طويلة تتوفر فيها التربة وتجود وينمو بالتالي القطن نموا حسنا وينضج بسرعة ويستعد لتحمل الظواهر الجوية الضارة التي قد تحصل في الخريف القادم إبان الجني ويغل غلة حسنة، ولا خير في الحراثات المتعاقبة دون ترك فترة للتهوئة والتشميس، كما لا خير في الحراثة والأرض طرية شبه الوحل أو جافة شبه البلاط ولأنها تتحول حينئذ إلى كتل صلبة وقل أن يفيد تعدد الحراثة في تقنيتها . ولذا يجب أن تكون الأرض حين الحراثة الأولى على حالة ملائمة لكي تصير بعد حرثها أو تعرضها للشمس هشة قابلة للتفتت وبالاصطلاح الشامي (فريكا).

‏أما كبار الزراع ذوو المساحات والآلات الجسيمة فهم يحرثون أراضيهم بالمحاريث الإفرنجية المجرورة بالأبقار أو البغال القوية: أو بالجرارات الضخمة مرتين أو ثلاثا، بين كل منها 15- 20 ‏يوماً واذا حرثوها في المرة الأولى بالجرارت وبالمحاريث ذات المقالب يحرثونها في المرات التالية بالمحراث ذي الأقراص (ديسك) أو بالمزرع (كوليتفاتور) مما تقدم ذكره لأن هذه الآلات قوية كافية لكسر التلعات وتفتيتها وكل حراثة تكون معاكسة لاتجاه ما سبقها. كما أن إحدى الحراثات الثلاث تكون عميقة حتى 30 ‏- 35 ‏سم لكي تنمو الجذور جيدا ويغل القطن غلة مباركة .

التزحيف

‏(السلف، التلميس) بالإضافة إلى الحراثات المكررة التي ذكرناها وفيما بين كل حراثة  وأخرى يأتون في مصر عملية التزحيف، وهم يكسرون بها التلعات الباقية من الحرث ويفتتونها ويمهدون سطح الأرض. وصغار الزراع يستعملون لأجل ذلك الزحافة الخشبية التي تسمى عندنا شوافة أو طاشوشة.

‏ وكبار الزراع يستعملون الملاسات الحديدية الإفرنجية المجرورة بالدواب القوية أو الجرارات وهي تفتت التلع وتتعم ذراتها على الوجه الأكمل.

‏وفي مصر: يجرون عمليات الحراثة والتزحيف المذكورة بعد رفع المحصول النيلي (الخريفي) السابق (الذرة، الرز، البرسيم) وفي غرة كانون الأول أو قبله إن أمكن. فلا ينتهي كانون الأول وكانون الثاني إلا ويكونوا قد أكملوا الحراثة الثالثة، يساعدهم على ذلك لطافة شتائهم في هذين الشهرين.

أما في بلاد الشام الكثيرة الأمطار والوحل لا سيما في المناطق الساحلية والشمالية فكثيرا ما لا تسمح بالحراثات الشتوية. ولذا يجب على المزارع الشامي أن يبكر في حراثة أرض القطن من حين رفع المحصول الشتوي السابق (حبوب قطاني .. الخ) على النحو الآتي:

‏أولا- حراثة سطحية إلى عمق 8 ‏- 10 سم فقط، وذلك خلال أربعينية الصيف ( 22 ‏حزيران - 2 ‏آب) . ولهذه الحراثة فوائد.

‏وتؤتى هذه الحراثة إما بالمحاريث البلدية أو - وهو الأفضل والأسرع- بالمسالف التي تقدم ذكرها وأخصها المزرع (كولتيفاتور) أو المشط القرصي (بولوريزور).

‏ثانيا- حراثة عميقة إلى عمق 30 ‏-  ‏35 سم من منتصف تشرين الأول إلى منتصف تشرين الثاني.

‏وهي حراثة ضرورية ونافعة جدا، لأنها تقتلع جذور الأعشاب الضارة وتعرض التربة المحروثة إلى شمس الخريف وتخزن أمطار الشتاء القادم وتصون القطن في المستقبل من العطش وتسهل نفوذ جذوره الوتدية والجانبية وتؤتى هذه الحراثة بالمحاريث الكبيرة المجرورة بالدواب القوية (2 ‏- 3 ‏أزواج) أو بالجرارات، هذا على شرط ألا تكون التربة التحتية رديئة التركيب توجب ضرر التربة الفوقي أو عقمها إذا خلطت بها.

‏فإن كانت كذلك حينئذ يقلل العمق ويجعل تدريجيا حرثا بعد حرث وعاما بعد عام ريثما يصلح حال التربة التحتي ويجود تركيبها بفضل تعرضها إلى الشمس والهواء. ثالثا - حراثة متوسطة إلى غور 20 ‏- 25 ‏سم من منتصف كانون الأول إلى منتصف كانون الثاني، وهذه الحراثة أيضاً نافعة كالتي سبقتها وهي تؤتى بالمحاريث الكبيرة المذكورة آنفا.

‏رابعا- حراثة سطحية الى غور ١0 ‏- ١2 ‏سم من منتصف شباط إلى منتصف آذار.

‏ويراعى وضع السماد (الزبل) البلدي والأسمدة الفسفورية والبوتاسية قبيل هذه الحراثة ودفن هذه الأسمدة بها.

‏إن هذه الحراثات تؤتى كلما ساعد الطقس، وكانت الترية قابلة للحراثة أي غير مستوحلة، لأن (فلاحة الوحل محل) وهو قول حق. فإذا عملت هذه الحراثات في مواعيدها وبإتقان تصبح التربة مفككة ممهدة (فريكا) أي أن كتلها بين حجم الجوز والبندق أو أصغر.

‏وقد يمكن الاستغناء عن الحراثة الثالثة المتوسطة إذا كانت التربة (فريكا) في طبيعتها، كما هو حال التربة الطينية أو الرملية الكلسية، فيصبح عدد الحراثات ثلاث فقط.

‏وفي بلاد الشام قد لا تكون هناك حاجة إلى تنعيم التربة أكثر من ذلك، ولا إلى عملية التزحيف (التمليس) المستعملة في مصر عقب كل حراثة. بل تترك الأرض المحروثة معرضة طوال أشهر الشتاء إلى العوامل الجوية التي هي أشد فعلا في بلاد الشام منها في مصر، وخاصة أمطار الشتاء وصقيعه، فهي تكسر التلعات وتفتتها وتنعم الذرات.

‏أما إذا لم تفعل هذه العوامل الجوية فعلها المنتظر وظلت التلعات والكتل الترابية كما هي سبب كون التربة مندمجة في الأصل حينئذ يجب استعمال الزحافات (الملآسات) أو الأمشاط ذات الأقراص أو الأمشاط ذات الأسنان الصلبة لأنه بقدر ما تكون الأرض ممهدة السطح مفككة التلع، مصغرة الأجزاء سهلت أعمال التخطيط والبذر والسقي في المستقبل، ولا سيما سهل تسيير ماكنات البذر التي بدء باستعمالها في بلادنا . هذا وكل حراثة تكون في اتجاه متعاكس لما سبقها مع  معس الخطوط أي جعلها ضيقة متلازمة. كل ذلك مفيد جدا للقطن كي تتمكن جذوره الوتدية من التعمق وجذوره الجانبية من التمدد بسهولة، لكي تتفكك التربة وتتعرض أجزاؤها إلى الشمس والهواء تعرضا كاملا فيزداد خصبها و اعطاؤها القطن الذي سيزرع الغذاء الكافي بالإضافة الى الماء الذي سيختزن في أحشائها، وهذا كله يوجب نمو القطن وكثرة غلته واشتداد مقاومته للآفات التي تصيبه، وكلما بكرت الحراثة منذ اشهر الصيف والخريف، وكلما أكملت قبل ختام شهر آذار كان ذلك أفيد، إذ يتسنى زرع القطن في أبكر موعد يلائم المنطقة، وقد تبين أن الدودة القارضة وتعفن البذور وعدم إنتاشها كان أكثر حصولا في الأرض المحروثة في وقت متأخر من المحروثة. وقد دلت التجارب على أن جعل إحدى الحراثات (ولا سيما الثانية) عميقة يضاعف غلة القطن ويجودها، ولو أخذنا من حقل قطن الشجيرات النامية طولا وعرضا والممتلئة باللوز وقلعناها بجذورها لوجدنا هذه الجذور قد بلغت 70- 80 ‏- 100 سم من العمق وربما أكثر. وهذا يدر على أن الجذوركلما امتدت وتعمقت زاد المحصول وجاد، واذن يكون تعميق الحراثة وابلاغها بالتدويج إلى 30 ‏- 35 ‏سم أو أكثر إن أمكن ثم تكرار الحراثة تارة متوسطة وتارة سطحية ومعس الخطوط أي جعلها ضيقة متلاززة مفيد جدا للقطن كما قدمنا.

‏التعشيب

‏في الأراضي المعشوشبة يجب عقب كل حراثة استخدام نساء وأولاد لالتقاط الأعشاب الضارة وجمعها وحرقها، وأخص هذه الأعشاب وأضوها الحلفاء والنجيل والسمد والحليان وأمثالها التي تنمو بجذاميرها (جمع جذمور وجذمار وهي ساق أرضية شبيهة بالجذر، تقابل كلمة Rhizome الفرنسية، عن معجم الألفاظ الزراعة للشهباني) أو أبصالها وتمتد وتلوث الحقل وتؤذي المحصول، وأكتر اقتصادا من الأيدي العاملة هو استعمال الأمشاط ذات الأسنان الصلبة او ذات الأسنان الزمبركية التي تمشط الأرض وتقلع الأعشاب المذكورة بسهولة وسرعة اكثر.

التخطيط

‏(التثليم في الشام من كلمة ثلم، والتمريز في العراق من كلمة مرز): فور الانتهاء من الحراثة الثالثة أو الرابعة يشرع بالتخطيط أي بفتح خطوط مستقيمة متوازية منتظمة لأجل أن توضع فيها البذور، حيث تكون مراقد هذه البذور في حفر (جمع حفرة) أو جبات (جمع جب ومنها جاءت كلمة التجبيب لهذه الطريقة) وفي طبقة من التربة المحضرة المفككة جيدا، وتنوتى عملية التخطيط في مصر في شهر شباط، وفي بلاد الشام في آذار لكي يتيسر الزرع في موعده دون تأخير.

‏وفي مصر يأتون هذه العملية بمحراث التخطيط الذي يسمونه (طرادا) وهو محراث بلدي كالعادة، لولا أنه مضاف إليه قطعة من الخشب القوي سمكها 8 ‏سم وشكلها شبه منحرف يسمونها (لقمة) وتسمى مثيلتها في أنحاء حلب (كشفة) طول قاعدتها العليا 40  والسفلى 20 ‏سم وكل من الضلعين الجانبيين 25 وفي وسط القاعدة العليا فجوة طولها 10 سم وكذا عمقها وهم يضعون هذه الخشبة أمام السكة ويدخلون الفجوة في الصمد (الراكوب) ويربطونها به فتصير القاعدة العليا من فوق والسفلى من تحت، والغاية من استعمال هذه الخشبة هي كشف أو توسيع بطن الخط المفتوح إلى أقصى حد ممكن وتعميقه لتحصل بطون مقعرة بينها متون محدبة بمجرد سير المحراث ودفعه التراب ذات اليمين وذات اليسار، وقد قدمنا أن لهذه المتون أسماء مختلفة في الأقطار العربية، فهي في مصر (مصاطب) وفي العراق (مروز) وفي الشام (ظهور) .

‏والأفضل من المحراث الطراد أو الكشاف هو استعمال المسحاة الإفرنجية الخاصة بفتح الخطوط أو المحراث الإفرنجي الخطاط الذي يعمل عملها، وهذا المحراث قد يكون منفردا صغيرا يجره زوج من الدواب أو مجتمعا كبيرا ذا 3‏-4 ‏سكك تفتح 3 ‏- 4 ‏خطوط في آن واحد، وهذا تجره الجرارات، وقد دخل بلادنا واستعمله بعض كبار المزارعين في زرع القطن والشوندر، وسماه بعضهم: ثلامة وسماه آخرون فتاحة السواقي. وهو أسرع وأكمل عملا مما تعمله المحاريث الصغيرة أو المساحي اليدوية، فحبذا انتشاره واستعماله.

‏هذا ويجعل الخطوط من الشرق إلى الغرب، وذلك لزرع بذور القطن على علو ثلثي السفح القبلي للمتن، فإذا لم يتيسر تخطيط الأرض من الشرق إلى الغرب، بسبب ضيق عرض الحقل أو انحداره أو عدم سماح نظام السقي يخططونها من الشمال إلى الجنوب أو من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي. و في هذه الحالة يزرعون بذور القطن على ثلثي السفح الشرقي للمتن.

‏وفي مصر يسمون هذه السفوح (ريش) جمع (ريشة) ويسمون الريشة المزروعة (عمالة) وغير المزروعة (بطالة) ويجعلون علو المتن لا يقل عن 25 ‏- 30 ‏سم.

‏أما البعد بين الخطوط وبين الحفر فيختلف حسب قوة التربة، وهو يزداد في التربة الخصبة وينقص في الضعيفة، وفي مصر أنصح بعد التجربة أن أفضل بعد بين الخطوط هو 60 ‏- 65 ‏سم وبين الحفر 25 ‏سم، وهذا البعد لأجل أن تتغذى نباتات القطن وتتهوى وتتشمس ببحبوحة ولا ينازع أحدها غيره، وقد يعمد بعض الزراع إلى توسيع البعد بين الخطوط فيجعله 75 ‏- 90 ‏سم مع تعويض ذلك بتضييق البعد بين الحفر، وذلك بقصد تقليل النفقات في جميع العمليات الزراعية إذا قل عدد الخطوط وبقصد تسهيل ‏استعمال المعازق والعفارات الآلية أثناء لزومها .

‏لكن المؤلفين المصريين ينصحون بعدم ترك أبعاد أكثر من 60 ‏- 65 ‏سم لأن هذا الترك يزيد النمو الخضري ويوجب إصابة كثير من اللوز بديدان اللوز، وهم يقولون: أن توسيع المسافة بين الخطوط والحفر، وان أدى إلى تكوين شجيرات قطن كبيرة النمو وكثيرة التفريع حتى تبدو للناظر محملة بالأزهار واللوزات الكبيرة في الظاهر إلا أن كثيرا من هذه اللوزات لن يتم نضجه لتأخر موعد تكوينه عن الموعد المناسب، وتكون هذه اللوزات عرضة وسببا مباشرا لزيادة الإصابة بديدان اللوز وانتشار العدوى منها إلى بقية اللوزات، وهذا يؤدي لقلة الغلة، والعبرة في زراعة القطن لا بطول الشجيرات وعرضها وكثرة فروعها الخضرية بل بعدد اللوز السليم الذي يتم نضجه مبكرا فينجو من الإصابة، لهذا السبب يعدون الزراعة (الضيقة) و(المبكرة) من أهم الأسباب لزيادة الغلة والتوقي من الآفات والحشرات.

تقطيع الشرائح والقنى

‏عقب الانتهاء من تخطيط الأرض يأتون عملية أخرى بقصد تسهيل وصول الماء إلى الخطوط وسيلانه فيها، يدعونها (التقطيع) وهي أنهم يقسمون الأرض المخططة إلى أقسام متساوية يدعونها (شريعة) تشبه المسكبة الواسعة في بلاد الشام، كل منها محدود من جهة بجدار من التراب المرفوع يسمونه (جسرا) ويسمى في بلاد الشام (كتفا) ومحدود من جهة أخرى بمجرى ماء بطنه أعرض من بطن الخطوط يسمونه (قناة) ويسمى في بلاد الشام (ساقية) وهم يأتون هذه العملية بمحراث التخطيط (الطراد) الذي وصفناه، وقد سبق القول أن الخطوط تشق من الشرق إلى الغرب، أما في عملية التقطيع فتكون القنى والجسور متعامدة على الخطوط الأصلية أي من الشمال إلى الجنوب.

‏وتعمل الجسور بخطين بالطراد: وأما القنى فبثلاثة خطوط، وتكون الجسور والقنى على أبعاد متساوية ومتبادلة مع بعضها وتمتد بطول الأرض من رأسها إلى ذيلها، ويكون عرض الشريعة عادة من 7 ‏- ١2 ‏مترا وكلما كانت الأرض مستوية السطح كان عرض الشريحة اكثر، فمن كانت ماؤه غزيرة وبثمن جعل الشريحة صغيرة بعرض 7-8 امتار كي ينتشر الماء فيها بسرعة واقتصاد، ومن كانت ماؤه غزيرة وبلا ثمن جعلها كبيرة بعرض 10- 12 ‏مترا ، والعادة أن يجعلوا في كل 30 ‏مترا مجرى ماء كبيرا في رأس ‏الأرض كالذي يسمى في بلاد الشام (حمالة) او (مرفوعا) ويسمونه في مصر (تركيبا) فالتركيب يعطي الماء إلى القنى، والقنى تعطيه إلى خطوط الشريحتين اللتين على يمينها ويسارها، ويبلغ متوسط ما يعمله المحراث الطراد يوميا في عملية التخطيط والتقطيع معا نحو 8 ‏- ١0 ‏دونمات، هذا ويجب‏ أن تتم العمليتان المذكورتان قبل الزرع بـ 10-15 يوما كي تتهوى الأرض وتتشمس جيدا .

المسح واللف

‏لا يكتفي المصريون بالتخطيط والتقطيع المذكورين فقط بل يأتون عملية المسح واللف أيضاً ، ذلك لأن عمل المحراث الخطاط وحده لا يكفي في التنظيم التام للخطوط والمصاطب، فيبقى بطن الخط غير مستو وفيه تلع وكدر وحفر تحول دون حسن سيلان الماء، لذلك يسوقون العمال الحاملين للفؤوس (المجاريف) إلى بطون الخطوط ووجوههم متجهة الى الشرق أو إلى الغرب ويكلفونهم بسحق كتل الترإب الظاهرة وتنعيم التربة جيدا وخاصة في الريشة التي ستزرع فيها البذور، و(بمسح) أي تمهيد بطون الخطوط جيدا لتسهيل سيلان الماء وبرفع التراب إلى ظهور المتون كي يصير علوها 25 ‏- 30 ‏سم حتى يمكن صد الرياح الشمالية عن البادرات المزروعة في الريشة القبلية، وأثناء العمل (يلفون) المتون أي يجعلونها منتظمة الاحديداب، ويراعون في تقسيم الشرائح أثناء المسح بأن يجعلوا كل 8 ‏- ١0 ‏خطوط تسقى مع بعضها من فتحة واحدة من القناة، ويسمون كلا من هذه الأقسام في مصر (حوالا) والجزء الذي يفصل الحواويل عن بعضها يسمونه (رباطا) ويعتتون أثناء مسح الخطوط بلف القنى والجسور لتكون على حالة صالحة لأن تؤدي وظيفتها تماما.

‏أما في المساحات الواسعة التي يتعذر فيها التخطيط بالمحاريث البدائية ولفه ومسحها بالمجاريف والأيدي يكتفون باستعمال المحاريث الخطاطة (التلامات) كالتي في أو المساحي الإفرنجية المجرورة بالدواب أو الجرارات، وقد قدمنا البحث عنها.

 تعقيم البذور

‏إن المزارعين النبهاء يحتاطون للأمراض والحشرات التي قد تصيب القطن، ‏واخصها دودة اللوز القرنفلية التي تعيش داخل البذور فيعالجون البذور قبل الزرع بطرق وقائية، أهمها معالجتها عقب الحلج مباشرة لقتل ما فيها من اليرقات التي لم يتم نموها أو التي تم نموها وظلت في دور الراحة، وذلك بتعقيمها بالهواء الساخن الذي يرفع درجة حرارة البذور إلى درجة 55 ‏- 60 ‏سنتيغراد ويستمر ذلك لمدة خمس دقائق، وبذلك يتم قتل الديدان الكامنة دون أن يتأثر إنبات البذور، ولهذه العملية اجهزة خاصة يحتم القانون المصري وجودها في كل محلجة لمعالجة البذور عقب الحلج مباشرة.

طرق الزراعة المصرية

‏يزرع القطن في مصر بعدة طرق، مرجعها جميعا إلى طريقتين، المبتلة والجافة، ولا فرق كبير بين الطريقتين إلا في أن الأولى: تزرع البذور بعد البل أي بعد غمر الخطوط بالماء وتبليلها، وفي الثانية: تزرع البذور قبل البل أي قبل غمر الخطوط بالماء، ولكن الطريقة الأولى مرجعة لأنها تكفل حسن الإنتاش وقصر مدته وتقتصد في كمية البذور والى القارئ شرح الأعمال المتبعة في الطريقتين:

‏1- الطريقة المبتلة: الزراعة بعد البل:

‏أولا. تحرث الأرض وتخطط وتمسح كما تقدم شرحه، وبعد ذلك تسقى على الفاضي سقية يدعونها في مصر(رية كذابة) كناية عن عدم وجود بذور تشرب، ويدعونها في العراق (عيار) والقصد من هذه السقية هو إيجاد أثر لمستوى الماء على أطراف المتون، لأن هذا الأثر الذي سيمتد كالخط المستقيم سوف يعين موقع وضع البذور عند زرعها ، لذلك يجعلون الماء بطيء الجريان بعيث لا يرتفع إلى أكثر من ثلثي علو المتن ولا يغمر ثلثه العلوي .

‏ثانيا : متى جف سطح الأرض بعد 10-12 يوما حسب حالة الجو وطبيعة التربة جفافا جزئيا يفتحون حفرا صغيرة (تسمى في بلاد الشام جبابا (جمع جب) بين الواحدة والأخرى 20 ‏- 25 ‏سم، وذلك في الريش القبلية وفوق الأثر الذي تركته مياه الرية الكذابة أي في ثلثي المسافة التي بين المتن وقاعدته. وفي مصر يستعملون حين هذا الحفر إما الفؤوس أو المنافر (المناكيش) واما وهو الأحسن وتدا يدعونه (المضرب القمعي) وبه يمكن عمل حفر متساوية  في العمق والاتساع، ثمنه في مصر عشرة ميليمات، يوجد لدى قسم الإرشاد ‏الزراعي، ويمكن عندنا لأي نجار أن يعمل مثله بالتعريف أو بجلب ‏واحد كنموذج، وهو قطعة عريضة من الخشب مدورة من أعلاها مخصرة من وسطها طولها 15سم وفي أسفلها لسان بارز بشكل مخروط ناقص مقلوب، قطر قاعدته العليا 3،5‏سم والسفلى 5 ‏،1 سم وارتفاعه 3 ‏سم وحين الاستعمال يدخلونه في المكان المعين من التراب مع برمه أثناء الضغط لتثبيت جوانب الحفرة وعدم انهيارها، ثم يخرجونه بعناية كي يترك في المكان المذكور حفرة مستديرة منتظمة غير مهدمة الجوانب عمقها 4-5 سم وعلى أن لا يعلق به شيء من الطين، لأن هذا إذا علق بالمضرب لا تتكون الحفرة تكوينا منتظما واذا كان التراب جافا فإن المضرب لا ينفذ فيه وتردم الحفر بالتراب.

‏ثالثا : متى تم فتح الحفرة يضمون في قعرها البذور المنقوعة والمفروكة كما قدمنا، وعددها 3 ‏- 4 ‏- 5 ‏بزرات فقط، ثم يغطونها فورا بالرمل إذا تيسر الحصول عليه وتهيئته من قبل، لأنه أفضل غطاء، والا فبالطمي المفكك المستخرج من تطهير جداول الماء، والا بتراب من نفس الحقل على أن يكون جافا وناعما ، حتى لا يتماسك الغطاء ويعيق انتاش البذور، إذا كان رطبا ، ويجب أن يكون الغطاء كافيا بحيث يعلو سطح الحفرة قليلاً، ثم يكبس باليد .

‏رابعا: بعد زرع الحفر وتغطيتها يسقون الأرض فورا، وهذه يدعونها (رية الزرع) وشرطها أن يكون ماؤها بطيء الجريان (شطفا كما يقولون) أي لا يغمر حفر البذور بل يبلل قمم المتون بالجذب السطحي ((الرشح)) فقط.

‏خامسا : إن فتح الحفر ووضع البذور يقوم بها عمال صغار (( أولاد وبنات)) متمرنون يأخذون زيادة اجور لقاء هذا التمرن على أن يراعوا النقاط الآتية:

‏1- يضمون ألبذور في مستوى واحا وخط مستقيم في علو ثلثي الريشة القبلية للمتن كما قلنا، وذلك لإمكان ضبط مياه السقي بعد الزرع بحيث تصل إلى أسفل الحفر كلها بدرجة واحدة.

2- ‏يضعونها في عمق واحد لا يزيد عن 4 ‏- 5 ‏سم خشية عدم الإنتاش أو تأخره إذا زاد العمق عن ذلك.

3- ‏يضعونها في بعد متساو بين الحفرة والأخرى قدره كما قلنا 20 ‏- 25 ‏سم لا أكثر، و15 سم إن أمكن، لأن هذا البعد ثبت لدى وزارة الزرامة المصرمة فضله.

4‏- يجعلون عدد البذور في كل حفرة متساويا والتغطية محكمة لا تترك البذور مكشوفة.

‏إن هؤلاء يجعلون الخط بين رجليهم ويتجهون من الشرق إلى الغرب، فيضرب أحدهم بيده اليسرى برأس المضرب القمعي ويفتح الحفرة، ثم يأخذ بين أصابع يده اليمنى 3- 4 ‏- 5 ‏بزرات يضعها في قعر الحفرة المذكورة ويغطيها بالرمل أو التراب كما قلنا: ثم ينتقل إلى الحفرة الثانية بعد أن يقيس بالمضرب البعد بينها وبين التي قبلها ‏وهكذا دواليك. واذا كانت التربة طينية ثقيلة وكان في فتح الحفر شيء من الصعوبة ومثلها في وضع البذور والرمل يجعل لهذه الأعمال ثلاثة عمال، واحد ينتح الحفر، والثاني يضع البذور، والثالث يغطي.

‏أو يجعل عاملان واحد للفتح، وثاني للحفر والتغطية، وبهذا أو ذاك تنقسم الأعمال وتحصل سرعة وعناية أكثر مما لو كانت الأعمال في يد عامل واحد ، ويسير ‏هؤلاء العمال في صف واحد كالعسكر بحيث لا يسبق أو يتخلف أحدهم عن غيره ، هذا على أن يكون فوق رؤوسهم مراقب ((خولي)) يراقب كلا منهم بدقة لئلا يترك أحدهم خطا أو جزءا من خط بدون زرع ولا حفرة بدون تغطية ، لأن هذا لا يمكن كشفه إلا بعد أن ينبت القطن ويظهر فوق سطح الأرض ، ولا خوف من ترك الحفرة بغير وضع البذور فيها إلى اليوم التالي إذا لم يتيسر ذلك في أول يوم .

‏هذا وطريقة المضرب القمعي وإن كانت تحتاج إلى زيادة في عدد العمال في الزرع أو إحضار الرمل أو التراب وتوزيعه على الحفر لكن فوائدها عظيمة ، أهمها :

‏1- تمكن الزراع من الزراعة في الوقت المبكر حيث يكون الطقس رديئا ، فلا تتأثر البادرات به بل تنمو جيداً وتصير أكثر تجانساً وأقوى وأعظم مقاومة للأمراض الفطرية من بادرات الطرق الزراعية الأخرى ، ولا يخفى ما يترتب على الزراعات المبكرة من جودة الإنتاج ووفرة الغلة.

2- ‏أنها توفر مقدارا عظيما من البذور التي قد يكون للجيد منها ثمن باهظ ، لأنه يوضع في الحفرة الواحدة كما قلنا 3 ‏- 4 ‏- 5 ‏بذرات بينما يوضع في الطرق العادية 8 ‏- ١2 ‏بذرة.

‏3- تكون نسبة الإنتاش في هذه الطريقة أحسن كثيرا منها في الزراعة الجافة ؛ ‏بحكم ثبات عمق الحفرة وتفكك الغطاء، ولا يخفى ما يترتب على ذلك من تقليل الترقيع و نفقاته .

4- لا تزاحم الباد‏رات بعضها بعضا في المدة ما بين الزراعة والتفريج كما يجري في بقية الطرق ، لأن المزاحمة توجب الضعف خلال هذه المدة الحساسة من النمو.

5- ‏تقاوم البادرات في هذه الطريقة التفيرات الجوية وخاصة سقوط الأمطار الغزيرة بحكم عدم تماسك الغطاء الرملي نتيجة هطول هذه الأمطار كما أن هذا الغطاء لا يتشقق بفعل الرياح كما يحدث في تغطية الحفر بالتراب العادي.

‏وقد أوجد قسم تربية النباتات في مصر مضربا أنسب من الأول أسماه ((المضرب العريض)) وهو أيضاً قطعة من الخشب على شكل شبه منحرف طول قاعدته العليا 12 سم وقاعدته السفلى 7 ‏سم ، وارتفاعه ١5 ‏سم ، ويوجد فيه حاجزان أحدهما في الطرف العلوي والآخر يعلو عن القاعدة السفلى بمقدار 3 سم كما يوجد فيه من أعلى تجويف من شكل خاص ليمكن القبض عليه أثناء العمل .

‏وطريقة استعماله هي : يقوم ولد بفتح الحفر بهذا المضرب كالعادة بحيث يكون الحاجز السفلي مواجها للجهة القبلية من المتن ويضغط عليه رأسيا حتى يصل هذا الحاجز إلى سطح التربة ، ثم يحرك المضرب جانبيا مع الضغط للجهة القبلية حتى تتسع الحفرة من أعلى مع مراعاة ضبط المسافات بين منتصف الحفرة والأخرى تبعا للمسافة المطلوية بين البادرات المزروعة. ويقوم ولد آخر بوضع البذور وعددها عشرة في الحفرة بحيث تكون موزعة على طولها كلها ، ثم بردم الحفرة بضريها ضربة خفيفة باليد أو الرجل ، ثم تسقى الأرض كالمعتاد . وزراعة القطن بهذا المضرب لا تحتاج إلى تغطية الحفر بالرمل أو خلافه ، وقد وجدوا أن من الأنسب ألا تكون الحفر أفقية على الخطوط ، بل مائلة على الذي الذي تركته مياه الإسقاء التي تسبق الزراعة ، ويكون نصف الحفرة أعلى هذا الخط ونصفها الآخر أسفله ، بحيث تعمل مع خط السقي زاوية قدرها 40 ‏- 50 ‏درجة تقريبا ، فالخط الأفقي هو الذي تركته مياه الإسقاء التي تسبق الزراعة ، والخطوط المائلة هي الحفر المزروعة . على أن هذا لا يعني أن تكون زوايا ‏الميل وأوضاع الحفر بمنتهى الدقة بل بحسب الإمكان.

‏ويرى قسم النباتات أن هذا المضرب أفضل من المضرب القمعي للأسباب الآتية : 1- يساعد على إنبات البذور القوية والتخلص من الضعيفة ، فهو اصطفاء طبيعي للأصلح والأقوى من البذور .

2- ‏تنمو البادرات غير متزاحمة وبحالة جيدة ، لأن العشر بذور الموزعة في 7 سم أقل تزاحما من الخمس بذور الموزعة في 5 ‏و1 سم الذي في المضوب القمحي .

3- ‏عند التفريج تكون البادرات واضحة قوية فيسهل انتخاب الأقوى ، ويكون التفريج على مرة واحدة .

4- ‏ضرر القطن بالدودة القارضة أو الترييس قد يكون أقل مما هو في الطرق الأخرى لوجود بادرات كثيرة في الحفر موزعة على مسافات طويلة .

5- ‏لا تحدث قلقلة في الجذور عند التفريج لعدم ازدحام البادرات في الحفرة .

2- ‏الطريقة الجافة: الزراعة قبل البل : في هذه الطريقة تحرث الأرض مثنى وثلاث وتزحف إذا احتاج الأمرلذلك، ثم تخطط وتقام القنى والجسور وتمسح مسحا جيدا وتزرع وهي جافة على النحو الذي ذكرناه في الطريقة المبتلة.

‏وبعد ذلك تسقى الأرض ((تكبيس)) سقيا محكما بحيث لا يعلو منسوب الماء في الخط عن مستوى وضع البذور لتتشرب الأرض ماءها بسرعة ((رشحا)) وهو كافي ‏لإنباتها ، ويمكث الماء 24 ‏ساعة ، ثم ينصرف في المصارف .

‏وهذه الطريقة تتبع في الأراضي الخصبة والمفككة التي لا تنمو فيها أعشاب كثيرة ويمكن فيها صرف المياه، وتتبع خاصة حينما تكون الزراعة مستعجلة لتفادي التأخير عن الموعد المناسب للزراعة.

‏كمية البذار

‏تختلف كمية البذار ويسمونها في مصر (تقاوي) بحسب طرق الزراعة ‏والتبكير في الزرع أو تأخيره وحسب بعد الخطوط والحفر وطبيعة التربة من حيث ثقلها أو خفتها واحتوائها على أملاح أو عدمه وهذه الكمية تكون عندهم في الطريقة المبتلة في الدونم نحو 6 ‏كغ وفي الطريقة الجافة 12 كغ .

والسبب في كون كمية بذارهم كثيرة هي لأن أغلب أراضيهم ثقيلة مندمجة يزداد ثقلها بالسقي الذي يجري أو بالمطر الذي يهطل عقيب الزرع فإذا كانت البذور قليلة تعذر على البادرات النابتة رفع القشرة التي تكون ضاغطة عليها وتعذر خروجها من الحفرة.

‏هذا بالإضافة إلى احتمال عدم إنتاش بعض البذور إما لرداءتها واما لأن البنات اللواتي زرعنها وضعنها في عمق زائد اختنقت فيه، وقد يحدث في آذار برد وصقيع عقيب الإنتاش - والقطن المزروع باكرا يتأذى من برد الربيع أكثر من المزروع متأخرا فتسيء نسبة الإنتاش على أثر الزراعة، لهذا يحتاطون للبرد والصقيع والمطر الغزير المستمر فيزيدون كمية البذار لتدفئة الحفرة وضمان الإنتاش بنسبة التبكير في الزراعة فيضعون في الحفرة 10-12 بذرة. أما إذا تأخروا في الزرع إلى حين دف ء الجو فيقللون الكمية ويجعلونها 8‏-6 ‏وربما 3‏-4 ‏بزرات فقط. فيبدو من ذلك أن القطن يخالف القمح لأن القمح إذا زرع مبكرا يقلل بذاره واذا زرع متأخرا يزداد.

‏هذا إلى أن القطن إذا زرع في أرض طينية ثقيلة تزداد كمية بذاره للأسباب التي ذكرناها وإذا زرع في أرض رميلة ثقيلة تقل كمية بذاره.

‏أما في بلاد الشام فزراعة القطن تجري بعد مصر بشهر أو شهرين، لذلك يوضع فيها أقل من مصر أي نحو 3 كغ في الدونم، وقد تزداد هذه فتصير 4 ‏أو أكثر أو تنقص فتصير 2 ‏تبعا للظروف الجوية وطبيعة التربة وطراز الزراعة.




الإنتاج الحيواني هو عبارة عن استغلال الحيوانات الزراعية ورعايتها من جميع الجوانب رعاية علمية صحيحة وذلك بهدف الحصول على أعلى إنتاجية يمكن الوصول إليها وذلك بأقل التكاليف, والانتاج الحيواني يشمل كل ما نحصل عليه من الحيوانات المزرعية من ( لحم ، لبن ، صوف ، جلد ، شعر ، وبر ، سماد) بالإضافة إلى استخدام بعض الحيوانات في العمل.ويشمل مجال الإنتاج الحيواني كل من الحيوانات التالية: الأبقـار Cattle والجاموس و غيرها .



الاستزراع السمكي هو تربية الأسماك بأنواعها المختلفة سواء أسماك المياه المالحة أو العذبة والتي تستخدم كغذاء للإنسان تحت ظروف محكمة وتحت سيطرة الإنسان، وفي مساحات معينة سواء أحواض تربية أو أقفاص، بقصد تطوير الإنتاج وتثبيت ملكية المزارع للمنتجات. يعتبر مجال الاستزراع السمكي من أنشطة القطاعات المنتجة للغذاء في العالم خلال العقدين الأخيرين، ولذا فإن الاستزراع السمكي يعتبر أحد أهم الحلول لمواجهة مشكلة نقص الغذاء التي تهدد العالم خاصة الدول النامية ذات الموارد المحدودة حيث يوفر مصدراً بروتينياً ذا قيمة غذائية عالية ورخيص نسبياً مقارنة مع مصادر بروتينية أخرى.



الحشرات النافعة هي الحشرات التي تقدم خدمات قيمة للإنسان ولبقية الاحياء كإنتاج المواد الغذائية والتجارية والصناعية ومنها ما يقوم بتلقيح النباتات وكذلك القضاء على الكائنات والمواد الضارة. وتشمل الحشرات النافعة النحل والزنابير والذباب والفراشات والعثّات وما يلحق بها من ملقِّحات النباتات.ومن اهم الحشرات النافعة نحل العسل التي تنتج المواد الغذائية وكذلك تعتبر من احسن الحشرات الملقحة للنباتات, حيث تعتمد العديد من اشجار الفاكهة والخضروات على الحشرات الملقِّحة لإنتاج الثمار. وكذلك دودة الحريري التي تقوم بإنتاج الحرير الطبيعي.