المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

Finding the moment of inertia
2024-03-01
تطور النظام القانوني لمركز الأجانب
19-1-2022
محمّد بن همّام الاِسكافي
28-8-2016
الوصايا الذهبية
5-6-2022
تحويل الموجات الكهرومغناطيسية
26-4-2016
تفسير مجاهد : تفسير بالمأثور
15-10-2014


دعاؤه إذا استقال من ذنوبه  
  
11282   11:51 صباحاً   التاريخ: 12-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام زين العابدين (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏2،ص156-160.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن الحسين السجّاد / التراث السجّاديّ الشريف /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 20/10/2022 1057
التاريخ: 13-4-2016 3665
التاريخ: 12-4-2016 4178
التاريخ: 12-4-2016 4741

من غرر أدعيته هذا الدعاء الجليل و كان يدعو به إذا استقال من ذنوبه أو تضرع إلى اللّه في طلب العفو عن عيوبه حسبما عنون به في الصحيفة و هذا نصه :

اللّهم يا من برحمته يستغيث المذنبون و يا من إلى ذكر احسانه يفزع‏ المضطرون و يا من لخيفته ينتحب الخاطئون يا أنس كل مستوحش غريب و يا فرج كل مكروب كئيب و يا غوث كل مخذول فريد و يا عضد كل محتاج طريد أنت الذي وسعت كل شي‏ء رحمة و علما و أنت الذي جعلت لكل مخلوق في نعمك سهما و أنت الذي عفوه أعلى من عقابه و أنت الذي تسعى رحمته أمام غضبه و أنت الذي عطاؤه أكثر من منعه و أنت الذي اتسع الخلائق كلهم في وسعه و أنت الذي لا يرغب في جزاء من اعطاه و أنت الذي لا يفرط في عقاب من عصاه و أنا يا إلهي عبدك الذي أمرته بالدعاء فقال: لبيك و سعديك ها أنا ذا يا رب مطروح بين يديك أنا الذي أوقرت‏ الخطايا ظهره و أنا الذي أفنت‏ الذنوب عمره و أنا الذي بجهله عصاك و لم تكن أهلا منه‏ لذاك‏ هل أنت يا إلهي راحم من دعاك فأبلغ في الدعاء؟ أم أنت غافر لمن بكاك فأسرع في البكاء؟ أم أنت متجاوز عمن عفر لك وجهه تذللا أم أنت مغن من شكا إليك فقره توكلا؟ إلهي لا تخيب من لا يجد معطيا غيرك و لا تخذل من لا يستغني عنك بأحد دونك إلهي فصل على محمد و آله و لا تعرض عني و قد أقبلت عليك و لا تحرمني و قد رغبت إليك و لا تجبهني بالرد و قد انتصبت بين يديك أنت الذي وصفت نفسك بالرحمة فصل على محمد و آله و ارحمني و أنت الذي سميت نفسك بالعفو فاعف عني قد ترى يا إلهي فيض دمعي من خيفتك و وجيب‏ قلبي من خشيتك و انتقاض جوارحي‏ من هيبتك كل ذلك حياء منك لسوء عملي و لذاك‏ خمد صوتي عن الجأر إليك و كلّ لساني عن مناجاتك .

حكى هذا المقطع عن عظيم إيمان الإمام باللّه و عميق انقطاعه إليه و قد التجأ إليه في جميع أحواله و شؤونه و اعتصم به في كل ما أهمه لأنه مصدر الفيض و النعم و الخير الذي وسعت رحمته كل شي‏ء و قد تضرع إليه الإمام و توسل و تملق طالبا منه العفو و التوبة و الغفران و لنستمع إلى مقطع آخر من هذا الدعاء :

يا إلهي فلك الحمد فكم من عائبة سترتها علي فلم تفضحني و كم من ذنب غطيته علي فلم تشهرني و كم من شائبة الممت بها فلم تهتك عني سترها و لم تقلدني مكروه شنارها و لم تبد سوأتها لمن يلتمس معايبي من جيرتي و حسدة نعمتك عندي ثم لم ينهض ذلك عن أن جريت إلى سوء ما عهدت مني!! فمن أجهل مني يا إلهي برشده؟ و من أغفل مني عن حظه؟ و من أبعد مني من استصلاح نفسه حين أنفق ما أجريت علي من رزقك في ما نهيتني عنه من معصيتك؟ و من أبعد غورا في الباطل و أشد أقداما على السوء مني حين أقف بين دعوتك و دعوة الشيطان فاتبع دعوته على غير عمى‏ منى في معرفة به و لا نسيان من حفظي له؟ و أنا حينئذ موقن بأن منتهى دعوتك إلى الجنة و منتهى دعوته إلى النار سبحانك ما اعجب ما أشهد به على نفسي و اعدده من مكتوم أمري و اعجب من ذلك أناتك‏ عني و ابطاؤك عن معاجلتي و ليس ذلك من كرمي عليك بل تأنيا منك و تفضلا منك علي لأن عفوك عني أحب إليك من عقوبتي بل أنا يا إلهي أكثر ذنوبا و أقبح آثارا و أشنع أفعالا و أشد في الباطل تهورا و أضعف عند طاعتك تيقظا و أقل لوعيدك انتباها و ارتقابا من أن أحصي لك‏ عيوبي و أقدر على ذكر ذنوبي و إنما أوبخ بهذا نفسي طمعا في رأفتك التي بها صلاح أمر المذنبين و رجاء لرحمتك التي بها فكاك رقاب الخاطئين .

إن الإمام (عليه السلام) في جميع فترات حياته لم يقترف أي ذنب و لم يرتكب أي خطيئة و إنما كان متحرجا في دينه و متحرجا في سلوكه كأشد ما يكون التحرج و لشدة خوفه من اللّه تعالى و إنابته و انقطاعه إليه فقد نزل نفسه منزلة المذنبين فهو يرجو العفو و الخلاص و النجاة و لنستمع إلى المقطع الأخير في هذا الدعاء :

اللّهم و هذه رقبتي قد ارقّتها الذنوب فصل على محمد و آله فأعتقها بعفوك يا إلهي لو بكيت إليك حتى تسقط أشعار عيني و انتحبت حتى ينقطع صوتي و قمت لك حتى تتنشر قدماي‏ و ركعت لك حتى ينخلع صلبي‏ و سجدت لك حتى تتفقأ حدقتاي‏ و أكلت تراب الأرض طول عمري و شربت ماء الرماد آخر دهري و ذكرتك في خلال ذلك حتى يكل لساني ثم لم ارفع طرفي إلى آفاق السماء استحياء منك ما استوجبت بذلك محو سيئة واحدة من سيئاتي و إن كنت تغفر لي حين استوجب مغفرتك و تعفو عني حين استحق عفوك فإن ذلك غير واجب لي باستحقاق و لا أنا أهل له باستيجاب إذ كان جزائي منك في أول ما عصيتك النار فإن تعذبني فأنت غير ظالم لي ؛ إلهي فإذ قد تغمدتني بسترك فلم تفضحني و تأنيتي‏ بكرمك فلم تعاجلني و حلمت عني بتفضلك فلم تغير نعمتك علي و لم تكدر معروفك‏ عندي فارحم طول تضرعي و شدة مسكنتي و سوء موقفي اللهم صل على محمد و آله وقني من المعاصي و استعملني بالطاعة و ارزقني حسن الإنابة و طهرني بالتوبة و أيدني بالعصمة و استصلحني بالعافية و اذقني حلاوة المغفرة و اجعلني طليق عفوك و عتيق رحمتك و اكتب لي أمانا من سخطك و بشرني بذلك‏ في العاجل دون الآجل بشرى اعرفها و عرفني فيه علامة أتبينها إن ذلك لا يضيق عليك في وسعك و لا يتكأدك‏ في قدرتك و لا يتصعدك‏ في آناتك و لا يؤودك‏ في جزيل هباتك التي دلت عليها آياتك إنك تفعل ما تشاء و تحكم ما تريد إنك على كل شي‏ء قدير .

لقد عمل الإمام (عليه السلام) كل ما يقربه إلى اللّه زلفى و قدم لآخرته ما لا عين رأت و لا اذن سمعت بمثله ففي ميدان العبادة لم يترك نافلة و لا مستحبا إلا أتى بهما و قد قضي معظم حياته صائما نهاره و قائما ليله و في ميدان المبرات على البائسين و المحرومين فإنه لم يترك لونا من ألوان البر و الإحسان إلا قدمه لهم و هو مع ذلك يرى نفسه مقصرا في طاعته للّه شأنه في ذلك شأن الأنبياء و الأوصياء الذين اخلصوا في عبادتهم و طاعتهم كأعظم ما يكون الاخلاص و هم مع ذلك لم يروا لها أية أهمية في جنب اللّه .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.