المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
دين الله ولاية المهدي
2024-11-02
الميثاق على الانبياء الايمان والنصرة
2024-11-02
ما ادعى نبي قط الربوبية
2024-11-02
وقت العشاء
2024-11-02
نوافل شهر رمضان
2024-11-02
مواقيت الصلاة
2024-11-02



دعاؤه إذا أحزنه أمر  
  
5219   11:51 صباحاً   التاريخ: 12-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام زين العابدين (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏2،ص165-166.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن الحسين السجّاد / التراث السجّاديّ الشريف /

كان (عليه السلام) يدعو بهذا الدعاء الجليل إذا أحزنه أمر أو أهمته الخطايا و هذا نصه :

اللهم يا كافي الفرد الضعيف و واقي الأمر المخوف أفردتني الخطايا فلا صاحب معي و ضعفت عن غضبك فلا مؤيد لي و أشرفت على خوف لقائك فلا مسكّن لروعتي و من يؤمنني منك و أنت أخفتني و من يساعدني و أنت أفردتني و من يقويني و أنت أضعفتني لا يجير يا إلهي إلا رب علي مربوب و لا يؤمن إلا غالب على مغلوب و لا يعين إلا طالب على مطلوب و بيدك يا إلهي جميع ذلك السبب و إليك المفر و المهرب فصل على محمد و آله و أجر هربي و أنجح مطلبي , اللّهم إنك أن صرفت عني وجهك الكريم أو منعتني فضلك الجسيم أو حظّرت علي رزقك أو قطعت عني سيبك لم أجد السبيل إلى شي‏ء من أملي غيرك و لم أقدر على ما عندك بمعونة سواك فإني عبدك و في قبضتك ناصيتي بيدك لا أمر لي مع أمرك ماض فيّ حكمك عدل فيّ قضاؤك و لا قوة لي على الخروج من سلطانك و لا استطيع مجاوزة قدرتك و لا استميل هواك و لا أبلغ رضاك و لا أنال ما عندك إلا بطاعتك و بفضل رحمتك إلهي أصبحت و أمسيت عبدا داخرا  لك لا أملك لنفسي نفعا و لا ضرا إلّا بك أشهد بذلك على نفسي و أعترف بضعف قوتي و قلة حيلتي فأنجز لي ما وعدتني و تمم لي ما آتيتني فإني عبدك المسكين المستكين‏  الضعيف الضرير  الحقير المهين الفقير الخائف المستجير .

لقد آمن الإمام العظيم بالقدرة المطلقة للّه تعالى و أيقن أن جميع مجريات الاحداث إنما هي بيده تعالى فهو المالك و القاهر و الغالب الذي لا راد لأمره و قد جرد الإمام نفسه من جميع الإمكانيات معترفا بعبوديته و عجزه و ضعفه و مسكنته و عدم استطاعته على تحقيق أي شي‏ء إلا بمساعدته تعالى و لنستمع إلى بقية هذا الدعاء :

اللّهم صل على محمد و آله و لا تجعلني ناسيا لذكرك في ما أوليتني و لا غافلا لإحسانك في ما أبليتني‏  و لا آيسا من إجابتك لي و إن أبطأت عني‏  في سراء كنت أو ضراء أو شدة أو رخاء أو عافية أو بلاء أو بؤس أو نعماء أو جدة  أو لأواء  أو فقر أو غنى , اللّهم صل على محمد و آله و اجعل ثنائي عليك أو مدحي إياك و حمدي لك في كل حالاتي حتى لا أفرح بما آتيتني من الدنيا و لا أحزن على ما منعتني فيها و اشعر قلبي تقواك و استعمل بدني في ما تقبله مني و اشغل بطاعتك نفسي عن كل ما يرد عليّ حتى لا أحب شيئا من سخطك و لا اسخط شيئا من رضاك اللّهم صل على محمد و آله و فرغ قلبي لمحبتك و أشغله بذكرك و أنعشه بخوفك و بالوجل منك و قوة بالرغبة إليك و أمله إلى طاعتك‏  و أجر به في أحب السبل إليك و ذلّله بالرغبة في ما عندك أيام حياتي كلها و اجعل تقواك من الدنيا زادي و إلى رحمتك رحلتي و في مرضاتك مدخلي و اجعل في جنتك مثواي وهب لي قوة أحتمل بها جميع مرضاتك و اجعل فراري إليك و رغبتي في ما عندك و ألبس قلبي الوحشة من شرار خلقك وهب لي الأنس بك و بأوليائك و أهل طاعتك و لا تجعل لفاجر و لا كافر علي منة و لا له عندي يدا و لا بي إليهم حاجة بل اجعل سكون قلبي و أنس نفسي و استغنائي و كفايتي بك و بخيار خلقك اللّهم صل على محمد و آله و اجعلني لهم قرينا و اجعلني لهم نصيرا و امنن علي بشوق إليك و بالعمل لك بما تحب و ترضى إنك على كل شي‏ء قدير و ذلك عليك يسير .

رب الإمام (عليه السلام) عن عظيم ثقته و إيمانه‏ باللّه سائلا اياه أن يجعله لهجا بذكره و أن لا يغفل عن إحسانه و ألطافه عليه و أن لا يجعله آيسا من إجابته له في جميع شؤونه و أحواله كما طلب منه أن يجعل ثناءه و مدحه له في جميع أحواله لا يبغي بذلك شيئا غير رضاه و أن يشغله بطاعته عن كل ما يرد عليه من أحداث هذه الدنيا كما طلب منه أن يفرغ قلبه لمحبته و يشغله بذكره و ينعشه بخوفه و يسلك به إلى أحب السبل إليه و أن يجعل التقوى زاده في هذه الدنيا الفانية و أن يجعل الفردوس الأعلى مثواه و مقره الأخير , و طلب الإمام (عليه السلام) من اللّه تعالى أن يملأ قلبه من الوحشة و الكراهية لشرار خلقه و أن يهب له الأنس بأوليائه و أحبائه و الصالحين من عباده و أن لا يجعل لفاجر و لا كافر له عليه يدا أو احسانا أوله عندهم حاجة و إنما يجعل جميع شؤونه و أحواله بيده تعالى فهو الذي يغنيه عن جميع خلقه .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.