المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
دين الله ولاية المهدي
2024-11-02
الميثاق على الانبياء الايمان والنصرة
2024-11-02
ما ادعى نبي قط الربوبية
2024-11-02
وقت العشاء
2024-11-02
نوافل شهر رمضان
2024-11-02
مواقيت الصلاة
2024-11-02

الراضي بالله ووزارة أبي الفتح الفضل بن جعفر
18-10-2017
الحضارة اليونانية (افلاطون)
2023-02-17
RNA Structures
17-12-2019
well formed (adj.)
2023-12-06
أحمد بن محمد الأمين.
14-7-2016
قوائم حكام حضرموت
13-11-2016


طلبه الحوائج من اللّه  
  
3444   11:07 صباحاً   التاريخ: 12-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام زين العابدين (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏1،ص97-99.
القسم :

‏كان من إنابته إلى اللّه أنه قصر طلب حوائجه عليه تعالى وحده لأنه مصدر الفيض و منبع الرحمة و الإحسان و كان يتوجه إلى اللّه و يدعوه بهذا الدعاء الشريف: اللهم يا منتهى مطلب الحاجات و يا من عنده نيل الطلبات و يا من لا يبيع نعمه بالأثمان و يا من لا يكدر عطاياه بالامتنان و يا من يستغنى به و لا يستغنى عنه و يا من يرغب إليه و لا يرغب عنه و يا من لا تفني خزائنه المسائل و يا من لا تبدل حكمته الوسائل و يا من لا تنقطع عنه حوائج المحتاجين و يا من لا يعنيه دعاء الداعين تمدحت بالغناء عن خلقك و أنت أهل الغنى عنهم و نسبتهم إلى الفقر و هم أهل الفقر إليك فمن حاول سد خلته من عندك و رام صرف الفقر عن نفسه بك فقد طلب حاجته في مظانها و أتى طلبته من وجهها و من توجه بحاجته إلى أحد من خلقك أو جعل سبب نجحها دونك فقد تعرض للحرمان و استحق من عندك فوت الإحسان ؛ اللهم ولي إليك حاجة قد قصر عنها جهدي و تقطعت دونها حيلي و سولت لي نفسي رفعها إلى من يرفع حوائجه إليك و لا يستغني في طلباته عنك و هي زلة من زلل الخاطئين و عثرة من عثرات المذنبين ثم انتبهت‏ بتذكيرك لي من غفلتي و نهضت بتوفيقك من زلتي و رجعت و نكصت بتسديدك عن عثرتي و قلت: سبحان ربي كيف يسأل محتاج محتاجا و أنى يرغب معدم إلى معدم؟ فقصدتك يا إلهي بالرغبة و أوفدت عليك رجائي بالثقة بك و علمت أن كثير ما اسألك يسير في وجدك و أن خطير ما استوهبك حقير في وسعك و أن كرمك لا يضيق عن سؤال أحد و أن يدك بالعطايا أعلى من كل يد , اللهم فصل على محمد و آله و احملني بكرمك على التفضل و لا تحملني بعدلك على الاستحقاق فما أنا بأول راغب رغب إليك فأعطيته و هو يستحق المنع و لا بأول سائل سألك فأفضلت عليه و هو يستوجب الحرمان , اللهم صلّ على محمد و آله و كن لدعائي مجيبا و من ندائي قريبا و لتضرعي راحما و لصوتي سامعا و لا تبت‏ سببي منك و لا توجهني في حاجتي هذه و غيرها إلى سواك و تولني بنجح طلبتي و قضاء حاجتي و نيل سؤالي قبل زوالي عن موقفي هذا بتيسيرك العسير و حسن تقديرك لي في جميع الأمور و صل على محمد و آله صلاة دائمة نامية لا انقطاع لأبدها و لا منتهى لأمدها و اجعل ذلك عونا لي و سببا لنجاح طلبتي إنك واسع كريم .

و كان (عليه السلام) يذكر حاجته بعد هذا الدعاء ثم يسجد و يقول في سجوده : فضلك آنسني و احسانك دلني فأسألك بك و بمحمد و آله صلواتك عليهم أن لا تردني خائبا .

حكى هذا الدعاء الشريف شدة تمسك الإمام (عليه السلام) باللّه و عظيم إيمانه به فقد ايقن بأنه تعالى وحده هو المنتهى في طلب حوائج العباد و هو الذي يفيض عليهم نعمه و الطافه و لا يبيعها عليهم بالأثمان و لا يكدرها عليهم بالمن فبعطاياه يستغني الإنسان و إن جميع الخلق‏ محتاجون إلى نيله و مفتقرون إلى كرمه و هو تعالى في غنى عنهم و إن الذكي العارف هو الذي يلتجئ إلى اللّه تعالى وحده في سد خلته و صرف الفقر عن نفسه و اما من توجه إلى غيره في سد خلته و قضاء حوائجه فقد تعرض للحرمان و فوت على نفسه الاحسان , و يأخذ الإمام (عليه السلام) في التضرع و التذلل إلى اللّه تعالى طالبا منه المغفرة و الرضوان و عرض (عليه السلام)  إلى أن خطير ما سأله من اللّه إنما هو يسير بالنسبة إليه تعالى فهو ذو الهبات و العطايا الواسعة و إن يده تفيض بالجود و الكرم و هي أعلى من كل يد كريمة و سخية.

حقا لقد كان هذا الإمام العظيم سيد العارفين و إمام المتقين و إن في ادعيته و مناجاته مع اللّه أرصدة هائلة لإصلاح النفوس من الغي و التمرد و الشر.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.