أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-04-2015
8462
التاريخ: 15-04-2015
3397
التاريخ: 30-3-2016
3645
التاريخ: 11-4-2016
3541
|
كان من إنابته إلى اللّه أنه قصر طلب حوائجه عليه تعالى وحده لأنه مصدر الفيض و منبع الرحمة و الإحسان و كان يتوجه إلى اللّه و يدعوه بهذا الدعاء الشريف: اللهم يا منتهى مطلب الحاجات و يا من عنده نيل الطلبات و يا من لا يبيع نعمه بالأثمان و يا من لا يكدر عطاياه بالامتنان و يا من يستغنى به و لا يستغنى عنه و يا من يرغب إليه و لا يرغب عنه و يا من لا تفني خزائنه المسائل و يا من لا تبدل حكمته الوسائل و يا من لا تنقطع عنه حوائج المحتاجين و يا من لا يعنيه دعاء الداعين تمدحت بالغناء عن خلقك و أنت أهل الغنى عنهم و نسبتهم إلى الفقر و هم أهل الفقر إليك فمن حاول سد خلته من عندك و رام صرف الفقر عن نفسه بك فقد طلب حاجته في مظانها و أتى طلبته من وجهها و من توجه بحاجته إلى أحد من خلقك أو جعل سبب نجحها دونك فقد تعرض للحرمان و استحق من عندك فوت الإحسان ؛ اللهم ولي إليك حاجة قد قصر عنها جهدي و تقطعت دونها حيلي و سولت لي نفسي رفعها إلى من يرفع حوائجه إليك و لا يستغني في طلباته عنك و هي زلة من زلل الخاطئين و عثرة من عثرات المذنبين ثم انتبهت بتذكيرك لي من غفلتي و نهضت بتوفيقك من زلتي و رجعت و نكصت بتسديدك عن عثرتي و قلت: سبحان ربي كيف يسأل محتاج محتاجا و أنى يرغب معدم إلى معدم؟ فقصدتك يا إلهي بالرغبة و أوفدت عليك رجائي بالثقة بك و علمت أن كثير ما اسألك يسير في وجدك و أن خطير ما استوهبك حقير في وسعك و أن كرمك لا يضيق عن سؤال أحد و أن يدك بالعطايا أعلى من كل يد , اللهم فصل على محمد و آله و احملني بكرمك على التفضل و لا تحملني بعدلك على الاستحقاق فما أنا بأول راغب رغب إليك فأعطيته و هو يستحق المنع و لا بأول سائل سألك فأفضلت عليه و هو يستوجب الحرمان , اللهم صلّ على محمد و آله و كن لدعائي مجيبا و من ندائي قريبا و لتضرعي راحما و لصوتي سامعا و لا تبت سببي منك و لا توجهني في حاجتي هذه و غيرها إلى سواك و تولني بنجح طلبتي و قضاء حاجتي و نيل سؤالي قبل زوالي عن موقفي هذا بتيسيرك العسير و حسن تقديرك لي في جميع الأمور و صل على محمد و آله صلاة دائمة نامية لا انقطاع لأبدها و لا منتهى لأمدها و اجعل ذلك عونا لي و سببا لنجاح طلبتي إنك واسع كريم .
و كان (عليه السلام) يذكر حاجته بعد هذا الدعاء ثم يسجد و يقول في سجوده : فضلك آنسني و احسانك دلني فأسألك بك و بمحمد و آله صلواتك عليهم أن لا تردني خائبا .
حكى هذا الدعاء الشريف شدة تمسك الإمام (عليه السلام) باللّه و عظيم إيمانه به فقد ايقن بأنه تعالى وحده هو المنتهى في طلب حوائج العباد و هو الذي يفيض عليهم نعمه و الطافه و لا يبيعها عليهم بالأثمان و لا يكدرها عليهم بالمن فبعطاياه يستغني الإنسان و إن جميع الخلق محتاجون إلى نيله و مفتقرون إلى كرمه و هو تعالى في غنى عنهم و إن الذكي العارف هو الذي يلتجئ إلى اللّه تعالى وحده في سد خلته و صرف الفقر عن نفسه و اما من توجه إلى غيره في سد خلته و قضاء حوائجه فقد تعرض للحرمان و فوت على نفسه الاحسان , و يأخذ الإمام (عليه السلام) في التضرع و التذلل إلى اللّه تعالى طالبا منه المغفرة و الرضوان و عرض (عليه السلام) إلى أن خطير ما سأله من اللّه إنما هو يسير بالنسبة إليه تعالى فهو ذو الهبات و العطايا الواسعة و إن يده تفيض بالجود و الكرم و هي أعلى من كل يد كريمة و سخية.
حقا لقد كان هذا الإمام العظيم سيد العارفين و إمام المتقين و إن في ادعيته و مناجاته مع اللّه أرصدة هائلة لإصلاح النفوس من الغي و التمرد و الشر.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
المجمع العلميّ يُواصل عقد جلسات تعليميّة في فنون الإقراء لطلبة العلوم الدينيّة في النجف الأشرف
|
|
|