أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-04-2015
3566
التاريخ: 2-12-2015
1523
التاريخ: 9-10-2015
2295
التاريخ: 6-11-2014
1775
|
اذا نظرنا إلى الإمام علي (عليه السلام) نجده وفق وظيفته كإمام، لم يكن عالما بطب الأبدان فقط ، بقدر ما كان عالما أيضا بطب الأنفس والقلوب.
يقول الإمام (عليه السلام) في الخطبة ( ١٠٦ ) من النهج واصفا نفسه :
" اطيب دوار بطبه ؛ قد أحكم مراهمه، وأحمى مواسمه . يضع ذلك حيث الحاجة اليه ؛ من قلوب عمي ، وآذان صم ، وألسنة بكم. متتبع بدوائه مواضع الغفلة، ومواطن الحيرة " .
وقد كان (علم النفس) من أبرز العلوم التي علمها النبي(عليه السلام) لربيبه وحبيبه الإمام علي بن ابي طالب (عليه السلام) باب مدينة علم الرسول (صلى الله عليه وآله) ، حتى قال (عليه السلام) : " علمني حبيبي رسول الله ألف باب من العلم ، يفتح لي من كل باب آلف باب " .
وفي الواقع ان من يلج باب علم النفس، ويتوغل في دروبه قاصدا غايته، لا يلبث آن تنفتح أمامه ابواب من العلم وابواب ، كلها تعتمد على هذا العلم الرفيع وتنبثق عنه.
فمن العلوم التي تنفتح امام دارس علم النفس (علم الأرواح) وأسرارها، لاتصالها المباشر بالنفس، لا بل إن النفس في نظرنا مظهر من مظاهر الروح وفعاليتها .
وعندما ترتقي النفس في مسيرتها التكاملية، تطل من سدة الروح على الحقائق الجلية ، فترى العرش والملكوت ، وهو ما بلغه الامام علي (عليه السلام) ، حتى قال :
" لو كشف لي الغطاء ما ازددت يقينا "
ومن اهم العلوم المتصلة بعلم النفس بشكل وثيق : علم تهذيب النفس ، وهو ما نسميه (علم الأخلاق). فلما كانت النفس تتركب من قوى متضادة، بعضها يشد الانسان الى المهاوي الحيوانية ، وبعضها يشده الى المراقي الالهية ، كانت وظيفة علم الاخلاق ، تأمير القلب على النوازع الشريرة والغرائز البهيمية، واخضاعها لسلطانه، حتى تصبح منقادة للنفس المطمئنة والاوامر الالهية، التي تؤدي بصاحبها الى الفوز في الدارين، واحراز الرضا والرعاية من رب العالمين .
والأن لنبدأ الحديث عن (الروح) باعتبار أن البنا، النفسي للإنسان مرتبط بالروح، لا بل هو من أثار وجود الروح في البدن، ثم نتكلم في آثار الروح التي تتجلى في القوى النفسية المختلفة : العقل – النفس – القلب
1- فالقوة الأولى : هي النفس العاقلة ، التي يميّز بها الإنسان بين الخير والشر ، ومنها الفطرة التي قال عنها سبحانه : {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} [الشمس : 7 ، 8] .
2- والقوة الثانية : هي النفس الأمارة بالسوء ، التي تتمثل في النفس الغضبية والنفس الشهوية ، وهي تحاول أن تنساق مع الهوى دون أن تنصاع لإرشادات العقل ونصائحه ، وفيها قال تعالى : {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي} [يوسف : 53] .
وقد ذكر أهل العرفان أن المقصود بالنفس عندهم ليس تلك القوة اللطيفة (الروح) ، بل مناط الوساوس الشيطانية ومجموع القوى المادية الحيوانية التي نجنح بمركبة الإنسان ذات اليمين وذات الشمال ، بل أن تجعله يتنكّب الطريق المستقيم ؛ أي هي النفس الأمارة بالسوء (1) .
3- والقوة الثالثة : هي القلب أو النفس المطمئنة ، التي هي مركز الإرادة والتحكم في القوى السابقة . فإذا كبحث هذه القوة النفس الأمارة ، وسارت وفق تعليمات العقل ، حافظت على صحتها وسلامتها ، وفازت في الدنيا والآخرة ، مصداقاً لقوله تعالى : {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء : 88 ، 89] .
_______________
1. مجلة الثقافة الاسلامية التي تصدرها المستشارية الثقافية للجمهورية الاسلامية بدمشق – موضوع الإمام الخميني والعرفان ، العدد 83 ص 163 .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|