أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-4-2022
1560
التاريخ: 10-4-2016
4057
التاريخ: 10-4-2016
3773
التاريخ: 10-4-2016
3171
|
عمّار بن ياسر فهو أجلّ صحابي ومكانته في الإسلام معلومة فهو وأبواه قد عانوا في سبيل الإسلام أعنف المصاعب وأقسى ألوان التعذيب وقد استشهد أبواه في سبيل الإسلام على يد القساة الطغاة من قريش.
وقد أشاد القرآن الكريم بفضل عمّار فمن الآيات النازلة في حقّه قوله تعالى : { أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ } [الزمر: 9] وقال تعالى في حقّه أيضا : {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ} [الأنعام: 122] , وكانت له المنزلة الكريمة عند النبيّ (صلى الله عليه واله) فقد سمع شخصا ينال من عمّار فتأثّر وقال : ما لهم ولعمّار يدعوهم إلى الجنّة ويدعونه إلى النار إنّ عمّارا جلدة ما بين عيني وأنفي فإذا بلغ ذلك من الرجل فاجتنبوه وكان عمّار من ألمع أصحاب الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) فقد آمن بحقّه وأنّه أولى بمقام النبيّ من غيره وقد وقف إلى جانبه أيام الفتنة الكبرى وأعلن تأييده للإمام (عليه السلام) وبعد ما فرض عمر عثمان خليفة على المسلمين في وضعه للشورى التي أدّت إلى فوزه في الحكم كان عمّار من أشدّ الناقمين على عثمان وقد أظهر نقمته عليه في المواضع التالية :
1 ـ إنّ عثمان لمّا استأثر بالسفط الذي يضمّ جواهر ثمينة لا تقدّر قيمتها بثمن فأخذها ليحلّي بها نساءه وبناته فأنكر عليه الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) وأيّده عمّار فقال له عثمان : يا ابن المتكاء أعليّ تجترئ؟ ثمّ أوعز إلى شرطته بأخذه فقبضوا عليه وأدخلوه عليه فضربه ضربا مبرحا حتى غشي عليه وحملوه إلى منزل أمّ المؤمنين السيّدة أمّ سلمة ولم يفق من شدّة الضرب حتى فاتته صلاة الظهرين والمغرب فلمّا أفاق قام وتوضّأ وصلّى صلاة العشاء وقال : الحمد لله ليس هذا أوّل يوم اوذينا فيه في الله , يا لله! يا للمسلمين! أمثل عمّار الذي هو في طليعة المؤسّسين في بناء الإسلام يضرب ويهان لأنّه رأى أثرة بغير تقىّ ونهبا لأموال المسلمين بغير وجه مشروع , وكان من الطبيعي أن يثير ذلك غضب المسلمين ونقمتهم على عثمان عميد الأمويّين فقد غضبت عائشة وأخرجت شعرا من شعر رسول الله (صلى الله عليه واله) وثوبا من ثيابه ونعلا من نعاله وقالت : ما أسرع ما تركتم سنّة نبيّكم! وهذا شعره وثوبه ونعله لم يبل بعد وغضب عثمان من عائشة ولم يدر كيف يعتذر ممّا اقترفه تجاه عمّار .
2 ـ أنّ أعلام الصحابة رفعوا مذكّرة لعثمان ذكروا فيها أحداثه ومخالفاته للسنّة وطالبوه بالكفّ عنها فأخذها عمّار ودفعها إليه فقال له عثمان بعنف : أعليّ تقدم من بينهم؟ قال : إنّي أنصحهم لك ,فقال : كذبت يا ابن سميّة , فقال : أنا والله! ابن سميّة وابن ياسر .
وأوعز عثمان إلى جلاوزته لمدّ يديه ورجليه وضربه عثمان بنفسه برجليه على مذاكيره فأصابه فتق وكان ضعيفا فاغمي عليه , لقد لاقى هذا الصحابي من صنوف العذاب والتنكيل في عهد عثمان ما لا يوصف لمرارته والحاكم هو الله الذي يقضي بين عباده .
3 ـ لمّا نكّل عثمان بالصحابي الثائر على السياسة الأموية أبي ذرّ فنفاه إلى الربذة ومات فيها جائعا غريبا مظلوما مضطهدا فحزن عليه المسلمون فقال عثمان أمام جماعة من الصحابة : رحمه الله , فاندفع عمّار والأسى باد عليه فقال : رحمه الله من كلّ أنفسنا , فغضب عثمان وقال لعمّار بأفحش القول وأقساه قائلا : يا عاضّ أير أبيه! أتراني ندمت على تسييره , أيليق هذا الفحش بالرجل العادي فضلا عمّن يدّعي أنّه خليفة المسلمين وأنّ الملائكة تستحي منه ؛ ثمّ أمر عثمان غلمانه فدفعوا عمّارا وأرهقوه وأمر بنفيه إلى الربذة فلمّا تهيّأ للخروج أقبلت بنو مخزوم إلى الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) فسألوه أن يكلّم عثمان في شأن عمّار وأن يلغي قراره في اعتقاله في الربذة وكلّم الإمام عثمان بذلك قائلا : اتّق الله فإنّك سيّرت رجلا صالحا من المسلمين فهلك في تسييرك ثمّ أنت الآن تريد أن تنفي نظيره ؛ فثار عثمان وصاح بالإمام : أنت أحقّ بالنّفي منه ؛ فقال (عليه السلام) : رم إن شئت ذلك .
واجتمع المهاجرون فعذلوه عن ذلك فاستجاب لهم وعفا عن عمّار , وهكذا لقي هذا الصحابي العظيم صنوف الاضطهاد والارهاق من عثمان ولم يلحظ مكانته في الإسلام وعظيم جهاده في إقامة صروح الدين فإنا لله وإنّا إليه راجعون .
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|