المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

صناعة الكاتشب
12/10/2022
خلية فوتونية غازية gas photo tube
13-7-2019
Initial Conditions
13-6-2018
التبعيض في الحجيّة
10-9-2016
نشأة النحو
24-02-2015
الموظف نب نختوف.
2024-08-20


تنكيل عثمان لصحابي عمار بن ياسر  
  
3884   10:40 صباحاً   التاريخ: 10-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
الجزء والصفحة : ج2 ، ص250-254
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله / حياته في عهد الخلفاء الثلاثة /

عمّار بن ياسر فهو أجلّ صحابي ومكانته في الإسلام معلومة فهو وأبواه قد عانوا في سبيل الإسلام أعنف المصاعب وأقسى ألوان التعذيب وقد استشهد أبواه في سبيل الإسلام على يد القساة الطغاة من قريش.

وقد أشاد القرآن الكريم بفضل عمّار فمن الآيات النازلة في حقّه قوله تعالى : { أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ } [الزمر: 9] وقال تعالى في حقّه أيضا : {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ} [الأنعام: 122] , وكانت له المنزلة الكريمة عند النبيّ (صلى الله عليه واله) فقد سمع شخصا ينال من عمّار فتأثّر وقال : ما لهم ولعمّار يدعوهم إلى الجنّة ويدعونه إلى النار إنّ عمّارا جلدة ما بين عيني وأنفي فإذا بلغ ذلك من الرجل فاجتنبوه وكان عمّار من ألمع أصحاب الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) فقد آمن بحقّه وأنّه أولى بمقام النبيّ من غيره وقد وقف إلى جانبه أيام الفتنة الكبرى وأعلن تأييده للإمام (عليه السلام) وبعد ما فرض عمر عثمان خليفة على المسلمين في وضعه للشورى التي أدّت إلى فوزه في الحكم كان عمّار من أشدّ الناقمين على عثمان وقد أظهر نقمته عليه في المواضع التالية :

1 ـ إنّ عثمان لمّا استأثر بالسفط الذي يضمّ جواهر ثمينة لا تقدّر قيمتها بثمن فأخذها ليحلّي بها نساءه وبناته فأنكر عليه الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) وأيّده عمّار فقال له عثمان : يا ابن المتكاء أعليّ تجترئ؟ ثمّ أوعز إلى شرطته بأخذه فقبضوا عليه وأدخلوه عليه فضربه ضربا مبرحا حتى غشي عليه وحملوه إلى منزل أمّ المؤمنين السيّدة أمّ سلمة ولم يفق من شدّة الضرب حتى فاتته صلاة الظهرين والمغرب فلمّا أفاق قام وتوضّأ وصلّى صلاة العشاء وقال : الحمد لله ليس هذا أوّل يوم اوذينا فيه في الله , يا لله! يا للمسلمين! أمثل عمّار الذي هو في طليعة المؤسّسين في بناء الإسلام يضرب ويهان لأنّه رأى أثرة بغير تقىّ ونهبا لأموال المسلمين بغير وجه مشروع , وكان من الطبيعي أن يثير ذلك غضب المسلمين ونقمتهم على عثمان عميد الأمويّين فقد غضبت عائشة وأخرجت شعرا من شعر رسول الله (صلى الله عليه واله) وثوبا من ثيابه ونعلا من نعاله وقالت : ما أسرع ما تركتم سنّة نبيّكم! وهذا شعره وثوبه ونعله لم يبل بعد وغضب عثمان من عائشة ولم يدر كيف يعتذر ممّا اقترفه تجاه عمّار .

2 ـ أنّ أعلام الصحابة رفعوا مذكّرة لعثمان ذكروا فيها أحداثه ومخالفاته للسنّة وطالبوه بالكفّ عنها فأخذها عمّار ودفعها إليه فقال له عثمان بعنف : أعليّ تقدم من بينهم؟ قال : إنّي أنصحهم لك ,فقال : كذبت يا ابن سميّة , فقال : أنا والله! ابن سميّة وابن ياسر .

وأوعز عثمان إلى جلاوزته لمدّ يديه ورجليه وضربه عثمان بنفسه برجليه على مذاكيره فأصابه فتق وكان ضعيفا فاغمي عليه , لقد لاقى هذا الصحابي من صنوف العذاب والتنكيل في عهد عثمان ما لا يوصف لمرارته والحاكم هو الله الذي يقضي بين عباده .

3 ـ لمّا نكّل عثمان بالصحابي الثائر على السياسة الأموية أبي ذرّ فنفاه إلى الربذة ومات فيها جائعا غريبا مظلوما مضطهدا فحزن عليه المسلمون فقال عثمان أمام جماعة من الصحابة : رحمه الله , فاندفع عمّار والأسى باد عليه فقال : رحمه الله من كلّ أنفسنا , فغضب عثمان وقال لعمّار بأفحش القول وأقساه قائلا : يا عاضّ أير أبيه! أتراني ندمت على تسييره , أيليق هذا الفحش بالرجل العادي فضلا عمّن يدّعي أنّه خليفة المسلمين وأنّ الملائكة تستحي منه ؛ ثمّ أمر عثمان غلمانه فدفعوا عمّارا وأرهقوه وأمر بنفيه إلى الربذة فلمّا تهيّأ للخروج أقبلت بنو مخزوم إلى الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) فسألوه أن يكلّم عثمان في شأن عمّار وأن يلغي قراره في اعتقاله في الربذة وكلّم الإمام عثمان بذلك قائلا : اتّق الله فإنّك سيّرت رجلا صالحا من المسلمين فهلك في تسييرك ثمّ أنت الآن تريد أن تنفي نظيره ؛ فثار عثمان وصاح بالإمام : أنت أحقّ بالنّفي منه ؛ فقال (عليه السلام) : رم إن شئت ذلك .

واجتمع المهاجرون فعذلوه عن ذلك فاستجاب لهم وعفا عن عمّار , وهكذا لقي هذا الصحابي العظيم صنوف الاضطهاد والارهاق من عثمان ولم يلحظ مكانته في الإسلام وعظيم جهاده في إقامة صروح الدين فإنا لله وإنّا إليه راجعون .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.