أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-4-2016
3801
التاريخ: 18-6-2022
1888
التاريخ: 7-03-2015
3245
التاريخ: 7-03-2015
3596
|
كان معاوية يتشوف بفارغ الصبر أنباء يثرب ويترقب البريد ساعة فساعة قد ألح على عامله أن يعرفه بأخبار الإمام في كل يوم ولما انتهى إليه النبأ بموت الإمام لم يملك نفسه من السرور حتى خرّ ساجدا وكبّر وكبّر من كان معه في الخضراء ولما سمعت ذلك زوجه فاختة بنت قرضة خرجت من خوخة لها فرأت زوجها قد غمره الفرح والسرور فقالت له : سرك الله يا أمير المؤمنين ما هذا الذي بلغك فسررت به؟
ـ موت الحسن.
فاستعبرت وقالت : إنا لله وإنا راجعون ؛ ثم بكت وقالت : مات سيد المسلمين وابن بنت رسول الله (صلى الله عليه واله) ؛ وأخذ معاوية يتعجب من سرعة تأثير السم الذي بعثه للإمام قائلا : يا عجبا من الحسن شرب شربة من عسل بماء رومة فقضى نحبه!! وبلغ معاوية ما أراده الهاشميون من دفن الحسن في بيت النبي (صلى الله عليه واله) فقال : ما أنصفتنا بنو هاشم حين يزعمون أنهم يدفنون حسنا مع النبيّ وقد منعوا عثمان أن يدفن إلا في أقصى البقيع إن يك ظني بمروان صادقا لا يخلصون الى ذلك وجعل يقول : ويها مروان أنت لها .
ووفد عليه المقدام بن عدي بن كرب وكان من شيعة أمير المؤمنين فقال له معاوية مظهرا له الشماتة بموت الإمام : يا مقدام أعلمت أن الحسن بن علي توفي؟
فاسترجع المقدام واستعبر فالتفت إليه معاوية والسرور باد على وجهه وابتسامة ظاهرة على شفتيه قائلا له باستهزاء : أترى موت الحسن مصيبة؟!!
ـ ولم لا أراها مصيبة؟ وقد وضعه رسول الله (صلى الله عليه واله) فى حجره وقال : هذا مني وحسين من علي ؛ لقد فرح معاوية بموت الإمام لأنه قد تمت بحسابه بوارق آماله وأحلامه وتحقق عنده جعل الملك العضوض وراثة في أبنائه وذريته وقد وصف لنا الفضل بن العباس مدى سرور معاوية وشماتته بموت الإمام بقوله :
أصبح اليوم ابن هند شامتا ظاهر النخوة إذ مات الحسن
رحمة الله عليه إنه طالما أشجى ابن هند وأرن
استراح اليوم منه بعده إذ ثوى رهنا لأحداث الزمن
وذكر المؤرخون أن ابن عباس دخل على معاوية فلما استقر به المجالس التفت إليه معاوية وهو جذلان مسرور بموت الإمام قائلا : يا ابن عباس هلك الحسن!!!
ـ نعم هلك إنا لله وإنا إليه راجعون ؛ قال ذلك مكررا وقد بلغني الذي أظهرت من الفرح والسرور لوفاته أما والله ما سدّ جسده حفرتك ولا زاد نقصان أجله في عمرك ولقد مات وهو خير منك ولئن أصبنا به لقد أصبنا بمن كان خيرا منه جده رسول الله (صلى الله عليه واله) فجبر الله مصيبته وخلف من بعده أحسن الخلف ؛ وشهق ابن عباس من الحزن ثم انفجر باكيا فبكى من حضر في بلاط معاوية وتباكى معاوية رياء فلم ير أكثر باك في ذلك اليوم والتفت معاوية والفرح والسرور باد على سحنات وجهه قائلا له : يا ابن عباس إنه ترك بنين صغارا .
ولم يخف على ابن عباس ما فى كلام معاوية من الشماتة فقال له : كلنا كنا صغارا فكبرنا .
ـ كم أتى له من العمر؟
ـ أمر الحسن أعظم من أن يجهل أحد مولده.
وسكت معاوية برهة ثم التفت إليه ليعرف مدى اتجاهه نحو الحسين قائلا : يا ابن عباس أصبحت سيد قومك!؟
وعرف ابن عباس غايته فقال له : أما ما أبقى الله أبا عبد الله الحسين فلا .
فأجابه معاوية على عادته من المراوغة : لله أبوك يا ابن عباس!! ما استنبأتك إلا وجدتك معدا!!
لقد خسر المسلمون بفقده قيادته الروحية والزمنية وأسلمهم فقده للخطوب والنكبات وجاهد الأمويون من بعده الى اذلال المسلمين والى ارغامهم على ما يكرهون .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|