المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9093 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01
المختلعة كيف يكون خلعها ؟
2024-11-01
المحكم والمتشابه
2024-11-01

The Medieval context
19-4-2022
لولب النمو growth spiral
31-10-2019
الاساس القانوني للجوء في الشريعة الاسلامية
2023-11-13
عبد الحميد بن يحيى الكاتب
30-12-2015
/S, Z/
2024-02-15
اتصال صاحب المسهب بعبد الملك بن سعيد
2024-03-11


سرور معاوية  
  
3727   01:47 صباحاً   التاريخ: 9-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسن دراسة وتحليل
الجزء والصفحة : ج2 ، ص503-506
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / شهادة الإمام الحسن والأيام الأخيرة /

كان معاوية يتشوف بفارغ الصبر أنباء يثرب ويترقب البريد ساعة فساعة قد ألح على عامله أن يعرفه بأخبار الإمام في كل يوم ولما انتهى إليه النبأ بموت الإمام لم يملك نفسه من السرور حتى خرّ ساجدا وكبّر وكبّر من كان معه في الخضراء ولما سمعت ذلك زوجه فاختة بنت قرضة خرجت من خوخة لها فرأت زوجها قد غمره الفرح والسرور فقالت له : سرك الله يا أمير المؤمنين ما هذا الذي بلغك فسررت به؟

ـ موت الحسن.

فاستعبرت وقالت :  إنا لله وإنا راجعون ؛ ثم بكت وقالت : مات سيد المسلمين وابن بنت رسول الله (صلى الله عليه واله)  ؛ وأخذ معاوية يتعجب من سرعة تأثير السم الذي بعثه للإمام قائلا : يا عجبا من الحسن شرب شربة من عسل بماء رومة فقضى نحبه!! وبلغ معاوية ما أراده الهاشميون من دفن الحسن في بيت النبي (صلى الله عليه واله) فقال : ما أنصفتنا بنو هاشم حين يزعمون أنهم يدفنون حسنا مع النبيّ وقد منعوا عثمان أن يدفن إلا في أقصى البقيع إن يك ظني بمروان صادقا لا يخلصون الى ذلك وجعل يقول : ويها مروان أنت لها .

ووفد عليه المقدام بن عدي بن كرب وكان من شيعة أمير المؤمنين فقال له معاوية مظهرا له الشماتة بموت الإمام :  يا مقدام أعلمت أن الحسن بن علي توفي؟

فاسترجع المقدام واستعبر فالتفت إليه معاوية والسرور باد على وجهه وابتسامة ظاهرة على شفتيه قائلا له باستهزاء : أترى موت الحسن مصيبة؟!!

ـ ولم لا أراها مصيبة؟ وقد وضعه رسول الله (صلى الله عليه واله) فى حجره وقال : هذا مني وحسين من علي ؛ لقد فرح معاوية بموت الإمام لأنه قد تمت بحسابه بوارق آماله وأحلامه وتحقق عنده جعل الملك العضوض وراثة في أبنائه وذريته وقد وصف لنا الفضل بن العباس مدى سرور معاوية وشماتته بموت الإمام بقوله :

أصبح اليوم ابن هند شامتا            ظاهر النخوة إذ مات الحسن

رحمة الله عليه إنه                      طالما أشجى ابن هند وأرن

استراح اليوم منه بعده                 إذ ثوى رهنا لأحداث الزمن

وذكر المؤرخون أن ابن عباس دخل على معاوية فلما استقر به المجالس التفت إليه معاوية وهو جذلان مسرور بموت الإمام قائلا :  يا ابن عباس هلك الحسن!!!

ـ نعم هلك إنا لله وإنا إليه راجعون ؛ قال ذلك مكررا وقد بلغني الذي أظهرت من الفرح والسرور لوفاته أما والله ما سدّ جسده حفرتك ولا زاد نقصان أجله في عمرك ولقد مات وهو خير منك ولئن أصبنا به لقد أصبنا بمن كان خيرا منه جده رسول الله (صلى الله عليه واله) فجبر الله مصيبته وخلف من بعده أحسن الخلف ؛ وشهق ابن عباس من الحزن ثم انفجر باكيا فبكى من حضر في بلاط معاوية وتباكى معاوية رياء فلم ير أكثر باك في ذلك اليوم والتفت معاوية والفرح والسرور باد على سحنات وجهه قائلا له :  يا ابن عباس إنه ترك بنين صغارا .

ولم يخف على ابن عباس ما فى كلام معاوية من الشماتة فقال له : كلنا كنا صغارا فكبرنا .

ـ كم أتى له من العمر؟

ـ أمر الحسن أعظم من أن يجهل أحد مولده.

وسكت معاوية برهة ثم التفت إليه ليعرف مدى اتجاهه نحو الحسين قائلا :  يا ابن عباس أصبحت سيد قومك!؟

وعرف ابن عباس غايته فقال له :  أما ما أبقى الله أبا عبد الله الحسين فلا .

فأجابه معاوية على عادته من المراوغة :  لله أبوك يا ابن عباس!! ما استنبأتك إلا وجدتك معدا!!

لقد خسر المسلمون بفقده قيادته الروحية والزمنية وأسلمهم فقده للخطوب والنكبات وجاهد الأمويون من بعده الى اذلال المسلمين والى ارغامهم على ما يكرهون .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.